1280816
1280816
العرب والعالم

الناخبون الروس يواصلون التصويت في الانتخابات الرئاسية في ظل غياب منافسة حقيقية

18 مارس 2018
18 مارس 2018

بوتين يتقدم بـ70% من الأصوات على منافسيه -

أوست ديجوتا (روسيا) - كييف (أوكرانيا) - (د ب أ - رويترز): واصل الناخبون في روسيا الإدلاء بأصواتهم أمس في انتخابات رئاسية من المتوقع أن يحقق فيها الرئيس فلاديمير بوتين فوزا سهلا، بيد أن الكرملين قد لا يحصل على التفويض الكاسح الذي يريده إذا لم تكلف أعداد كبيرة من الناخبين نفسها عناء التصويت في اقتراع نتيجته متوقعة إلى حد بعيد.

وتشير استطلاعات الرأي إلى حصول بوتين على نحو 70٪ من الأصوات أو ما يزيد نحو عشر مرات عن النسبة التي قد يحصل عليها أقرب منافسيه.

وبتولي بوتين فترة جديدة سيكون قد أمضى في السلطة نحو 25 سنة ليصبح ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء في الحكم بعد السوفييتي جوزيف ستالين.

وينسب ناخبون كثيرون لبوتين، ضابط المخابرات السابق البالغ من العمر 65 عاما، الفضل في الدفاع عن مصالح روسيا في عالم خارجي معاد حتى وإن كان الثمن هو المواجهة مع الغرب.

ولم يؤد خلاف مع بريطانيا بشأن مزاعم استخدام الكرملين غازا للأعصاب لتسميم جاسوس روسي في مدينة انجليزية إلى إضعاف موقفه. ونفت موسكو هذه الاتهامات.

ويزعم خصوم بوتين أن المسؤولين يحاولون تضخيم حجم الإقبال، عن طريق فتح أكشاك لبيع سلع بأسعار مخفضة في مراكز الاقتراع وإصدار تعليمات لموظفي الدولة بإبلاغ رؤسائهم بأنهم أدلوا بأصواتهم.وشاهد مراسلون من رويترز مجموعات من الأشخاص في مواقع مختلفة تصوت ثم يلتقطون صورا لأنفسهم بهواتفهم المحمولة أمام صناديق الاقتراع.

وفي مركز الاقتراع رقم 1515 بمدينة زيلينودولسك على بعد 800 كيلومتر شرق موسكو، التقط خمسة أشخاص لأنفسهم صورا وهو يصوتون. وسألهم مراسل من رويترز عن السبب فقالت شابة منهم «ما تعني بلماذا؟ نبلغ رؤساءنا بهذه الصور أننا صوتنا».

وفي المركز رقم 216 في أوست ديجوتا، في مقاطعة الكاراتشاي الجركسية بجنوب روسيا كانت مارينا كوستينا تنظم مجموعات من الناخبين لالتقاط صور لهم. ووجه لها سؤال عن سبب تصوير امرأة فقالت «عملها طلب ذلك».

هيمنة بوتين

وأول سياسي يتحدى هيمنة الكرملين على السلطة منذ سنوات، وهو أليسكي نافالني، ممنوع من الترشح بسبب إدانته بالفساد وهو اتهام يقول إن الكرملين لفقه له.

ويدعو نافالني إلى مقاطعة الانتخابات، قائلا إنها غير ديمقراطية ونشر أنصاره لجمع أدلة على تزوير بطاقات الاقتراع بهدف زيادة حجم الإقبال ودعم بوتين.

وبدأت الانتخابات في روسيا التي تتألف من 11 منطقة زمنية في الساعة 2000 بتوقيت جرينتش أمس الأول بمدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي في شرق البلاد على المحيط الهادي.

واستمر التصويت في شتى أنحاء روسيا حتى إغلاق مراكز الاقتراع في منطقة كاليننجراد الواقعة في أقصى الغرب حتى الساعة 1800 بتوقيت جرينتش أمس.

ولا يرى غالبية الناخبين بديلا ممكنا لبوتين الذي يهيمن بشكل كامل على المشهد السياسي ويمنحه التلفزيون الحكومي، الذي يستقي كثير من الروس آراءهم منه، مساحة كبيرة في التغطية خلافا لمنافسيه.ويعتقد كثير من الروس أنه استعاد الاستقرار بعد الفوضى التي خلفها انهيار الاتحاد السوفييتي.

ومنح استطلاع للرأي أجراه معهد (في.تي.إس. آي.أو.إم) الذي تديره الدولة في التاسع من مارس الجاري بوتين، الذي انتخب رئيسا لأول مرة في عام 2000، 69 في المائة من الأصوات. وحصل أقرب منافسيه بافل جرودينين مرشح الحزب الشيوعي على سبعة في المائة فقط.

وقال أليكسي خفوروستوف وهو من سكان كراسنودار بجنوب روسيا «لا أرى أي جدوى من ذهابي إلى الانتخابات».

وذكرت إيلا بامفيلوفا، رئيس اللجنة المنظمة للاقتراع في أنحاء البلاد، أنه سيتم القضاء على أي تزوير.

وأضافت إن من يزعمون تزوير الانتخابات متحيزون ويروجون لفكرة «الخوف من روسيا»، مكررة عبارة استخدمها الكرملين لوصف الانتقادات الغربية لروسيا.

ومن شأن ضعف الإقبال أن يقلص سلطة بوتين في فترته التالية التي ينص الدستور على أنها الأخيرة.

وذكر يفجيني رويزمان، وهو معارض للكرملين ويعمل رئيس بلدية مدينة يكاترينبورج الصناعية، إن المسؤولين يستخدمون الرشا والإغراءات لإقناع الناس بالتصويت.

وأضاف رويزمان، وهو مثال نادر على مسؤول منتخب يعارض الكرملين، في مدونة مصورة «يسوقون البلد بأسره إلى مراكز الاقتراع... الأمر مهين.. لسنا قطيعا».

وتدير إيرينا كورنينكو (68 عاما) كشكا لبيع الملابس في مدرسة بكيميروفو في سيبيريا التي يوجد بها مركزا اقتراع. وكانت تبيع القمصان لقاء 200 روبل (3.48 دولار) والملابس الداخلية بخمسين روبلا.

وقالت: إن السلطات المحلية قدمت لها حوافز خاصة لإقامة الكشك.

وأضافت: «الإدارة أبلغتني أن بوسعي أن أبيع سلعي بسعر منخفض إذا أتيت إلى هنا اليوم. هذه الأسعار غير مسموح بها عادة. الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين يبيعون الطعام. لكن هذا جيد للناس هنا، فالحياة صعبة».

وقال بوتين في كلمة إلى الشعب بثها التلفزيون الروسي يوم الجمعة: إن مصير هذا البلد في يد الناخبين.

وأضاف: «ولذلك أطلب منكم الذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم الأحد واستخدام حقكم في اختيار مستقبل لروسيا العظيمة التي نحبها».

أوكرانيا تمنع الانتخابات

حرمت السلطات الأوكرانية المواطنين الروس المقيمين فيها من إمكانية الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الروسية أمس طبقا لما ذكره موقع «روسيا اليوم» أمس.

وفرض أفراد الشرطة والحرس الوطني الأوكرانيين طوقا أمنيا حول مبنى السفارة الروسية في العاصمة كييف، لا تسمح بدخولها إلا للدبلوماسيين.

وتواجه القنصليات الروسية في أوديسا وخاركيف ولفيف إجراءات تقييدية مماثلة. وبالإضافة إلى ذلك، نظم القوميون الأوكرانيون اعتصاما قرب السفارة الروسية في كييف احتجاجا على إجراء الاقتراع في شبه جزيرة القرم التي قررت في استفتاء شعبي قبل أربع سنوات الخروج من أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.

وأعلنت الداخلية الأوكرانية في وقت سابق أنها لن تسمح بإجراء التصويت داخل المرافق الدبلوماسية الروسية بسبب رفض الحكومة الروسية طلب كييف عدم إجراء الانتخابات في «الأراضي المحتلة»، وهي تسمية تطلقها أوكرانيا على القرم ومناطق دونباس شرق البلاد، التي أعلنت الانفصال عام 2014.

واتهمت السلطات الروسية كييف بانتهاك أحكام القانون الدولي، وأعربت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا عن استعدادها لرفع شكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في حين صرحت المفوضة لحقوق الإنسان في روسيا تاتيانا موسكالكوفا بأنها تعتزم اللجوء للأمم المتحدة ومجلس أوروبا لمعالجة هذه القضية.

ودعت روسيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى ضرورة الضغط على السلطات الأوكرانية لإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي.