1279635
1279635
العرب والعالم

نزوح آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية والفصائل مستعدة للتفاوض

17 مارس 2018
17 مارس 2018

11 قتيلاً في قصف جوي تركي على عفرين -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

خرج أمس آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية عبر ممر حمورية وممر الموارد المائية الذي افتتحه الجيش الحكومي السوري بالتعاون مع الأهالي لخروج المدنيين المحاصرين الذين كانت تتخذهم المعارضة دروعا بشرية.

وذكر مصدر عسكري أن 10 آلاف مدني خرجوا من الغوطة الشرقية بريف دمشق عبر ممرى حمورية والموارد المائية أغلبهم من الأطفال والنساء.

وتقوم وحدات من الجيش الحكومي السوري والهلال الأحمر باستقبال المدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية وتقديم جميع التسهيلات اللازمة لهم ونقلهم إلى نقطة تجمع مؤقتة تمهيدا لنقلهم عبر الحافلات إلى مراكز للإقامة المؤقتة التي تم تجهيزها بجميع وسائل الإقامة والرعاية الصحية.

وخرج الجمعة نحو 17 ألف مدني من الغوطة الشرقية، وكان مركز المصالحة الروسي، التابع لوزارة الدفاع قال، انه تم إجلاء حوالي 11 ألف مدني من الغوطة الشرقية منذ صباح امس، عبر الممرات الإنسانية.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية إيفاء روسيا بكامل التزاماتها حيال قرار مجلس الأمن 2401 المتعلق بإيقاف إطلاق النار، وأن مركز المصالحة في سوريا يتفاوض بنشاط مع قادة المعارضة المسلحة.

وقالت الوزارة: «في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، تستمر روسيا في الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل. ويقوم المركز الروسي للمصالحة بتنظيم عمل تفاوضي نشط مع قادة المعارضة السورية المسلحة في كافة أنحاء سوريا». ولفتت الوزارة إلى أن «العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية تنفذ حصرا ضد الجماعات المسلحة التي لا تقبل المصالحة وتعمل على ترهيب السكان المحليين». وأعربت فصائل من المعارضة السورية في الغوطة الشرقية عن تأييدها لتصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأكدت استعدادها للتفاوض مع روسيا لوقف إطلاق النار برعاية أممية.

وأكد بيان مشترك صادر عن «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام» التزام الفصائل بتنفيذ القرارات الأممية واستعدادها للحوار مع روسيا شريطة أن ترعى الأمم المتحدة المحادثات المقترحة.

وقالت الفصائل الثلاث في بيانها إنها على استعداد «تام لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة لبحث آليات وإجراءات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي يقضي بوقف إطلاق النار».

وجاء بيان الفصائل تعقيبا على تصريحات أدلى بها دي ميستورا الجمعة في تقريره إلى مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا، حيث قال: «الجهود الإيجابية مرحب بها على الدوام، وطال انتظارها. المدنيون بحاجة للمزيد من المساعدات الطبية والمياه الصالحة للشرب وحرية الحركة».

وأضاف: «من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام التي أجرت المقابلات مع المدنيين الذين تمكنوا من الخروج من مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة، فالوضع مأساوي للغاية هناك». وشدد على أن جميع الجهود الدولية تصب في مصلحة تحقيق وقف لإطلاق النار يكون بشكل «مستقر ودائم»، وأضاف: «بوصلتنا الوحيدة هي مساعدة الشعب السوري»...«هناك قصف من الغوطة على مناطق مختلفة في دمشق.. بعض السكان يطلبون من الأمم المتحدة والأطراف المعنية والمؤثرة الضغط باتجاه وقف القصف المتبادل بين الطرفين - الحكومة والمسلحين».

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية في تصريح لـ (سانا) أمس بعد سنوات عديدة من التدليس والنفاق واتخاذ المدنيين دروعا بشرية وتجويعهم ومنع إيصال المساعدات لهم واستخدامهم ذريعة أمام المجتمع الدولي استطاعت الجمهورية العربية السورية وعلى مدى الأيام الماضية إزاحة الستار عن أكبر عملية كذب وخداع مارستها المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة الشرقية وأمنت قواتنا المسلحة خروج الآلاف من المدنيين السوريين المحاصرين من الداخل في الغوطة ونقلهم ولا تزال إلى أماكن إقامة آمنة وأمنت الجهات المعنية ولا تزال لهم الغذاء والدواء والرعاية الصحية والاجتماعية بعد كل ما قاسوه وعانوه في السنوات الماضية وهم تحت نير الإرهاب.

وفي الشأن الميداني، استهدف سلاح الجو الحكومي السوري المدفعي مواقع تابعة لتنظيم داعش في الحجر الاسود ومحور معمل بردى وبور سعيد في حي القدم بعدة غارات جوية، ونفذ سلسلة غارات جوية على مواقع ونقاط الميليشيات المسلحة في حرستا، وقامت مدفعية الجيش الحكومي السوري باستهداف كتل أبنية يتحصن بداخلها التنظيمات المسلحة داخل بلدة كفر بطنا بعدة قذائف، وتقدمت قوات الاقتحام في الجيش الحكومي السوري في كفربطنا وتسيطر على مساحات واسعة من البلدة، وسط اشتباكات عنيفة مع الميليشيات وقصف مدفعي وصاروخي مكثف على نقاط المسلحين هناك، حسب الإعلام الحربي.

وقُتل 30 مدنيا أمس في القصف الجوّي على مدينة زملكا في الغوطة الشرقية ، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويعتزم مجلس الأمن الدولي غدا الاثنين عقد جلسته الرابعة لهذا الشهر لبحث الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في سوريا.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن البعثة الدائمة لفرنسا لدى الأمم المتحدة قولها: «مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، سيقدم تقريرا حول سوريا بناء على طلب من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وبيرو والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وسيعقد الاجتماع بشكل علني».

وكان مجلس الأمن عقد الجمعة اجتماعا بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي مستورا، تحدث فيه عن الوضع الإنساني في سوريا وجهوده لاستئناف العملية السياسية.

تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الذي سيعقد غدا لن يكون الأخير لمجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، حيث سيبحث أعضاء المجلس حتى نهاية الشهر مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية والحالة الإنسانية في سوريا. في غضون ذلك، قُتل 11 شخصا أمس في غارة تركية استهدفت مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا والتي تشهد حركة نزوح جماعية خشية من هجوم وشيك للقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن «القصف الجوي استهدف هؤلاء المدنيين أثناء محاولتهم الهرب من المدينة في سيارة وجرار زراعي»، مشيراً إلى إصابة آخرين بجروح.

وتمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها قبل أيام من تطويق مدينة عفرين بشكل شبه كامل في إطار عملية عسكرية مستمرة منذ 20 يناير، تقول أنقرة إنها تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها مجموعة «إرهابية».

وأسفر القصف التركي أمس الأول عن مقتل 43 مدنياً في عفرين بينهم 16 مدنياً جراء غارة استهدفت المشفى الرئيسي في المدينة، بحسب المرصد، الأمر الذي نفاه الجيش التركي.وتدور حالياً، وفق المرصد السوري، «اشتباكات عنيفة عند أطراف المدينة الشمالية، في محاولة من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها لاقتحامها».

وسيطرت القوات التركية على مساحات واسعة من المنطقة الحدودية قبل تطويق مدينة عفرين وعدد من البلدات القريبة منها، ولم يبق أمام المدنيين الذين يفرون بالآلاف سوى ممر وحيد إلى جنوب المدينة يؤدي إلى مناطق أخرى يسيطر عليها المقاتلون الأكراد وأخرى مجاورة تحت سيطرة القوات السورية.

ومنذ مساء الأربعاء، نزح أكثر من 200 ألف مدني من مدينة عفرين خشية من هجوم تركي وشيك. وقال عبد الرحمن «حتى اللحظة المدنيون لا يزالون ينزحون من مدينة عفرين»، مضيفاً «المشهد مرعب ومخيف، والوضع الإنساني كارثي».

وأعلن الجيش التركي، أمس، بدء أنشطة نقطة المراقبة الرابعة لوقف اطلاق النار في إدلب. وقالت هيئة الأركان التركية في بيان، «بدأت أنشطة نقطة المراقبة الرابعة في إدلب».

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام تركية أن «قافلة للجيش التركي انتقلت إلى منطقة عندان لتأسيس نقطة مراقبة جديدة لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بـ إدلب»

الى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية امس، أن وحدات الجيش الأمريكي المتواجدة في شرق محافظة دير الزور تعرقل عودة هذه المناطق إلى سيطرة السلطات السورية، وتمنع خروج المدنيين من الرقة.

وأضافت الوزارة: «المحور المهم من عمل السلطات السورية هو عودة السكان في المناطق الشرقية من محافظة دير الزور، الذي يقع تحت سيطرة القوات الموالية للولايات المتحدة مما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات الجيش الأمريكي المتواجدة في تلك المناطق تعارض عودة السلطة الشرعية في المؤسسات الحكومية السورية».