1279647
1279647
العرب والعالم

روسيا تطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا وماي تعتبره «لا يغير شيئا» في القضية

17 مارس 2018
17 مارس 2018

مع تفاقم أزمة الهجوم بغاز الأعصاب على العميل المزدوج جنوب إنجلترا -

موسكو - لندن - (رويترز - أ ف ب): طردت روسيا 23 دبلوماسيا بريطانيا أمس في رد محسوب على اتهامات من بريطانيا بأن الكرملين دبر هجوما بغاز أعصاب سام على عميل روسي مزدوج سابق وابنته في جنوب إنجلترا.

وفي تصعيد لأزمة في العلاقات بين البلدين قالت روسيا: إنها قررت أيضا إغلاق المجلس الثقافي البريطاني، وهو مركز تساهم أنشطته في تعزيز الصلات الثقافية بين البلدين، والقنصلية البريطانية العامة في سان بطرسبرج.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: إنها أمهلت الدبلوماسيين البريطانيين أسبوعا لمغادرة روسيا.

وتأتي الخطوة، التي جاءت أكثر صرامة من المتوقع، بعد قرار بريطانيا الأربعاء الماضي طرد 23 دبلوماسيا روسيا بسبب الهجوم الذي وقع في مدينة سالزبري الإنجليزية.

ولا يزال الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في المستشفى بحالة حرجة منذ الهجوم.

وجاءت الإجراءات عشية انتخابات رئاسية تجرى في روسيا يتوقع أن يفوز فيها الرئيس فلاديمير بوتين بسهولة.

ورسم بوتين صورة لبلاده كقلعة محاصرة من قوى غربية عدائية وأنه هو حاميها ومن المرجح أن تورد وسائل الإعلام الروسية نبأ الخطوة المناهضة لبريطانيا في هذا السياق.

وقالت الوزارة: إن الإجراءات التي اتخذتها موسكو تأتي ردا على ما وصفتها بأنها «إجراءات استفزازية واتهامات لا أساس لها». وحذّرت لندن من أنها مستعدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات في حالة مزيد من «الخطوات العدائية».

ووصلت العلاقات بين لندن وموسكو إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب أول استخدام معروف لسلاح من هذا النوع في هجوم بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

واستدعت الوزارة السفير البريطاني لوري بريستو للاجتماع صباح أمس وأبلغته بالإجراءات.

وقال بريستو للصحفيين بعد ذلك: إن الأزمة تفاقمت بعد «محاولة قتل شخصين باستخدام سلاح كيماوي طور في روسيا».

وأضاف: إن بريطانيا لم تطرد الدبلوماسيين الروس إلا بعد عدم شرح موسكو كيفية وصول غاز الأعصاب المستخدم في الهجوم إلى سالزبري.

وقال السفير للصحفيين «سنفعل دائما ما هو ضروري للدفاع عن أنفسنا».

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: إنها توقعت رد الفعل الروسي وأن مجلس الأمن القومي سيجتمع الأسبوع الجاري لبحث الخطوات المقبلة.

وذكر البيان «أولويتنا اليوم هي رعاية موظفينا في روسيا ومساعدة هؤلاء الذين سيعودون إلى المملكة المتحدة».

وتابع البيان «رد الفعل الروسي لا يغير الحقائق .. محاولة اغتيال شخصين على أرض بريطانية وهو ليس له خلاصة أخرى غير أن الدولة الروسية ملامة فيه».

من جهتها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس: إن طرد روسيا لـ23 دبلوماسيا بريطانيا «لا يغير شيئا» في قضية تسميم العميل المزدوج في مدينة سالزبيري بإنجلترا.

وصرحت ماي في منتدى الربيع للحزب المحافظ بأن «رد روسيا لا يغير من حقيقة الأمر شيئا، فقد جرت محاولة اغتيال شخصين على الأراضي البريطانية، وليس لهذه المحاولة تفسير بديل سوى أن الدولة الروسية مسؤولة».

وشكت روسيا من أن بريطانيا لم تقدم أي أدلة على ضلوعها في هجوم سالزبري وقالت: إنها مصدومة ومندهشة من تلك المزاعم.

وصعّدت بريطانيا من حدة حرب كلامية مع روسيا بشأن الواقعة في الأيام الماضية.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس الأول: إنه من المرجح بشدة أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنفسه هو الذي اتخذ قرار الاستعانة بغاز أعصاب يستخدم لأغراض عسكرية للقضاء على سكريبال.وطلبت بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا بشكل مشترك من روسيا تفسير الهجوم فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إن روسا فيما يبدو هم المسؤولون عنه.

وقالت روسيا: إنها منفتحة على التعاون مع بريطانيا لكنها رفضت مطالب بريطانية بتفسير كيف استخدم (نوفيتشوك)، وهو غاز أعصاب طوره الجيش السوفييتي، لمهاجمة سكريبال.

وسكريبال، وهو كولونيل سابق في المخابرات العسكرية الروسية، كشف للمخابرات البريطانية عن عشرات العملاء الروس.