صحافة

الفرنسية: الاتحاد الأوروبي ينتظر ألمانيا

17 مارس 2018
17 مارس 2018

سألت جريدة «لو فيغارو» الفرنسية: هل ستتمكَّن الحكومة الائتلافية الألمانية الجديدة من السير في مسيرة تحديث المؤسسات الأوروبية الرسمية وبالتالي تحديث الاتحاد الأوروبي كمجموعة دولية كبرى؟ وهل سيكون تشكيل الائتلاف الحكومي الألماني منطلقاً لتغيير الاتحاد الأوروبي ككل؟ تجيب الجريدة الفرنسية وتكتب: نعم من المحتمل جداً أن يكون تشكيل الحكومة الألمانية الائتلافية الجديدة منطلقاً للبدء بمسيرة جديدة للاتحاد الأوروبي.

لا بل أن هذا هو الشعار الذي اتخذته لنفسها هذه الحكومة التي ترأسها المستشارة أنجيلا ميركل.

يُستَشَفُّ ذلك من إعلان المستشارة ميركل ووزير خارجيتها أن أول زيارة لهما الى الخارج بعد أداء القسم، سوف تكون إلى فرنسا، من أجل بلورة الصيغ الإصلاحية الأوروبية التي تقدَّم بها الرئيس ايمانويل ماكرون.

تعتبر الجريدة الفرنسية أنَّ من واجب ميركل أن تبلوِرَ ديناميكية جديدة للسياسة الأوروبية العامة.

ولأجل تحقيق هذا الهدف يجب على المستشارة الألمانية أن تتخلَّى عن التمسُّك بقواعد اقتصادية تقشفية لم تعد تجدي نفعاً لأنها لا تشجِّع الشركاء الأوروبيين على المباشرة بالإصلاحات بالسرعة المطلوبة.

على الحكومة الألمانية الآن أن تتطوَّع كي تكون ريادية في المجالات الإصلاحية.

حتى الآن تمكنت ميركل من إدارة الأزمات.

لكنّ هذه الإدارة لم تترك الأثر المرتجى على الصعيد الأوروبي العام.

فهل يستطيع الاتحاد الأوروبي المعتدل الصفح عن مسؤول نفَّذ سياسة لجوء خطرة سمحت بتوافد أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا وسهَّلت سياسته عمليات توافد مئات الآلاف من اللاجئين إلى كافة دول الاتحاد؟ وهل يستطيع الأوروبيون المعتدلون، الصفح عن سياسة تسبَّبت بازدياد الموجات والحركات والتيارات والأحزاب الشعبوية والمتطرفة قومياً في كل أنحاء أوروبا، بدليل نتائج الانتخابات في كافة بلدان الاتحاد الأوروبي وآخرها إيطاليا؟ فالانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في هذا البلد برهنت أن التطرف لا يحتل فقط اليوم الواجهة السياسية الإيطالية، بل هو دخل في مرحلة القدرة على التجييش والمواجهة العلنية لأوروبا الجامدة التي لا تتحرك ولا تقوم بأية ردة فعل لمواجهة موجات التعصُّب والتطرف.