أفكار وآراء

بحوث وابتكارات هل سنراها على أرض الواقع؟

17 مارس 2018
17 مارس 2018

سالم بن سيف العبدلي/ كاتب ومحلل اقتصادي  -

استكمالا لحديثنا السابق في المقال الأخير والذي كان بعنوان (البحث العلمي والتطبيق) طالعتنا صحيفة عمان في نفس يوم نشر المقال بتحقيق مهم للغاية يتعلق ببحوث حول المياه وكيفية المحافظة عليها وترشيد استخدامها، كيف لا ونحن نعيش في منطقة شبه جافة معدل تساقط الأمطار فيها لا يتجاوز 100 ملل في السنة ونتعرض لفترات من الجفاف، وقد رأينا تسليط الضوء على ذلك التحقيق والمتعلق بفوز عدد من الطلبة والذين مازالوا على مقاعد الدراسة بالتعليم الأساسي (5-12) بجائزة البحوث والابتكار في مجال المياه لدورتها الثانية ضمن البرنامج البحثي الاستراتيجي في مجلس البحث العلمي من فئة المبتكر الناشئ من خلال ستة مشاريع مبتكرة وهي المعالجة الحيوية والدش الاقتصادي والخزان الذكي SMART TANK والري الذكي وفلترة المياه الرمادية ومنقي المياه السحري وجميعها تهدف إلى إيجاد طرق جديدة لمعالجة المياه بدون استخدام المواد الكيميائية وتقليل فقدانها إلى 50% .

وننقل لكم هنا بالنص ما قاله الفائزون في المسابقة في ذلك التحقيق حول مزايا وفوائد تلك الابتكارات عند تطبيقها على أرض الواقع حيث إنها ستساهم في تأمين مصدر مائي قابل للري والاستخدام مجددا، وإيجاد طريقة جديدة للمعالجة بدون استخدام المواد الكيميائية أو عمليات استهلاك الوقود، والحفاظ على سلامة المزروعات القصيرة السيقان، ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي والمقارنة بين نمو النباتات التي تسقى بالعينات قبل استخدام الجهاز وبعده، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة في إعادة تدوير المصادر المائية غير النقية كالطاقة الشمسية.

كما أكدوا في تصريحهم للجريدة على أن تطبيق هذه المشاريع سوف يساهم في تقليل فقد الماء بنسبة أكثر من 50%، إضافة إلى تقليل التكلفة والموازنة المخصصة للمياه، وزيادة الوعي والتأثير على سلوك المستهلكين للمياه، وضمان إمدادات المياه حاليا وللأجيال القادمة، وضمان وجود الماء في المنزل، وترشيد استهلاك المياه، ودفع فواتير المياه بشكل أسرع، وتقليل الضغط على موارد المياه في السلطنة.

كما أوضحوا لـ «عمان» بأن تنفيذ هذه المشاريع سوف يقلل من استخدام تكاليف محطات معالجة المياه، إضافة إلى وجود فوائد اجتماعية متمثلة في الحصول على منظومة مجتمعية تستشعر قيمة الموارد الطبيعية، والمساهمة المجتمعية في حل مشكلة شح المياه، وإنشاء بيئة مجتمعية تدرك أهمية إعادة التدوير.

وتتمثل الفوائد البيئية في توفير مصدر مياه لري المزروعات وبالتالي توسيع الرقعة الخضراء، وتقليل التلوث الناتج عن استخدام حرق النفايات الحيوية واستغلالها في صناعة أوساط الفلترة في المنتج، وفي تقليل تكاليف التحلية والتصفية لمياه البحر، وتقليل ملوحة مياه الآبار المالحة في المزارع التي تعاني من ارتفاع الملوحة مما يؤدي لرفع مستوى الإنتاج الزراعي في هذه المزارع بأقل تكلفة ممكنة، وخفض نسبة الملوثات «مثل البكتيريا» في المياه العذبة.

مثل هذه النماذج المشرفة للمشاريع والمبادرات تدل على أن شباب الوطن مبدعون وعندهم الرغبة والمقدرة على الابتكار والتطوير وتقديم الأفكار الجديدة والتي تخدم التنمية والاقتصاد ولا يقل مستواهم عن أقرانهم من الدول الأخرى التي تقدم لنا يوميا ابتكارات وصناعات جديدة ومتطورة.

ينبغي على الجهات المختصة والهيئات والمراكز البحثية أن تحتضن مثل هؤلاء الشباب وتقدم لهم الدعم المناسب لتطوير ابتكاراتهم ونيل براءة الاختراع وتطبيق ابتكاراتهم على أرض الواقع لتكون قابلة للاستخدام وفي متناول الجميع وكم نحن نفتخر عندما نرى منتجا معينا أو جهازا أو وسيلة مكتوبا عليها صنع في عمان بحيث تكون فكرتها وتطويرها وتطبيقها عمانية خالصة.

نعتقد أن القطاع الخاص له دور كبير في المرحلة القادمة والمتمثلة في تطوير وتطبيق هذه البحوث فيمكن لبعض الشركات تبني إقامة مصانع خاصة لإنتاج آلات والمعدات التي ابتكرها هؤلاء الشباب طبعا بعد دراسة كل العوامل والاستفادة من الدول المتقدمة في مجال البحوث التطبيقية على أن تظل حقوق الملكية الفكرية لصاحب الابتكار خلال المدة القانونية وبالتالي تصبح لدينا صناعات عمانية حقيقية فهل سنرى قريبا تلك البحوث والابتكارات تطبق على أرض الواقع ويتحقق حلم هؤلاء الشباب؟.