1278739
1278739
العرب والعالم

الأمم المتحدة قلقة لاستخدام مدنيين «دروعا بشرية» في عفرين وتركيا تواصل هجومها

16 مارس 2018
16 مارس 2018

تواصل الغارات على الغوطة مع استمرار فرار المئات -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

عبرت الأمم المتحدة أمس عن قلقها ازاء المعلومات التي تتحدث عن مدنيين عالقين في جيب عفرين الكردي بشمال غرب سوريا، تمنعهم القوات الكردية من الفرار ويستخدمون «دروعا بشرية».

وقالت رافينا شمسداني وهي ناطقة باسم مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان في لقاء مع صحفيين في جنيف ان «مئات الآلاف من المدنيين معرضون للخطر».

وأضافت «نشعر بقلق عميق من خطر مرتفع لتعرض مدنيين عالقين للقتل والجرح والحصار واستخدامهم كدروع بشرية او نزوحهم بسبب المعارك».

وقالت شمسداني ان المفوضية السامية تلقت «تقارير مقلقة جدا عن قتلى وجرحى» بينما الغارات الجوية وعمليات القصف البري مستمرة، «وكذلك تقارير تؤكد ان القوات الكردية تمنع المدنيين من مغادرة مدينة عفرين».

وتابعت «تلقينا تقارير تفيد ان وحدهم المدنيين الذين لديهم اتصالات مع السلطة الكردية او القوات المسلحة الكردية تمكنوا من الرحيل».

وأضافت «حتى عندما يرحلون، فإنهم يواجهون مخاطر كبيرة وعليهم دفع رشى عندما يصلون الى الاراضي التي تسيطر عليها الحكومة». وتابعت انه يقال لهم «اذا كنتم لا تستطيعون دفع الأموال فعليكم العودة أدراجكم». وقالت سمشداني «نشعر بالقلق من ان يكون المدنيون يستخدمون دروعا بشرية». وأضافت ان «المدنيين عبروا لنا عن مخاوفهم الجدية على امنهم خصوصا لأن مقاتلين وضعوا قاذفات صواريخ في مناطق سكنية». وتابعت «هناك نقص خطير في المياه بسبب تدمير محطة ضخ وسيطرة القوات التركية على موارد اخرى للمياه». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العشرات قتلوا في ضربات جوية على الغوطة الشرقية أمس وإن السكان يواصلون الفرار من المناطق الخاضعة للمعارضة إلى مواقع الحكومة لليوم الثاني.جاء ذلك مع استمرار تقدم قوات الحكومة في أكبر معقل للمعارضة قرب دمشق.

وعلى جبهة قتال أخرى في الحرب، قال المرصد إن قوات تركية قصفت مدينة عفرين الشمالية الخاضعة للأكراد مما أدى لمقتل 18 على الأقل وأجبر 2500 على الفرار.

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وهي الهدف المعلن للهجوم على عفرين، إنها خاضت معارك ضد القوات التركية والمقاتلين المتحالفين معها الذين يحاولون اقتحام المدينة من الشمال.

وتعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 400 ألف شخص محاصرون في المنطقة والبلدات التابعة لها على مشارف العاصمة، دون إمكانية للحصول على الغذاء أو الدواء.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن «46 مدنياً على الأقل بينهم تسعة اطفال قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء غارات روسية استهدفت بلدة كفربطنا». كما قتل 11 مدنياً صباح الجمعة في بلدة سقبا وفق المرصد.وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) مقتل أحد متطوعيها في البلدة.

وفي كفربطنا، أشار المرصد الى «تفحم جثث القتلى»، مرجحاً استخدام «مواد حارقة» في القصف الذي استهدف شارعاً تجمع فيه المدنيون في محاولة للخروج. وتضيق كفربطنا بآلاف العائلات النازحة من البلدات المجاورة التي تقدمت اليها قوات النظام السوري.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤول عسكري روسي كبير قوله إن 4127 شخصا غادروا الغوطة أمس الجمعة.

ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال فلاديمير زولوتوخين قوله «حتى الآن 4127 شخصا غادروا المنطقة.

أكثرهم من كبار السن والنساء والأطفال». وفر آلاف من جيب في أقصى جنوب الغوطة أمس الأول، في أول نزوح جماعي من المنطقة منذ بدأت الحكومة أعنف هجوم لها في الحرب. وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات لرجال ونساء وأطفال قال إنهم غادروا المنطقة عبر ممر آمن في مدينة حمورية أمس.

وأفاد المركز الروسي للمصالحة في سوريا بتصفية قناصة من الجماعات المسلحة المنتشرة في الغوطة الشرقية حاولوا عرقلة إجلاء المدنيين عبر الممرات الآمنة التي أعلنها الجيش السوري هناك.

وقال متحدث باسم المركز الروسي: «حاول المسلحون امس إحباط خروج المدنيين من بلدة حمورية في الغوطة الشرقية. وفتح بعض القناصة النار مستهدفين المدنيين المغادرين، واتخذت الخطوات الأمنية اللازمة لتصفية مطلقي النار واستمرار خروج المدنيين عن المنطقة». وأضاف أن سكان بلدة عربين في الغوطة أعربوا عن الرغبة في مغادرة المنطقة، لكن المسلحين يمنعونهم من ذلك، فيما تجري المفاوضات لحل هذا الإشكال.

وأكدت الدول الضامنة لعملية أستانة في بيان مشترك، أمس عزمها مواصلة التعاون من أجل القضاء النهائي على الإرهاب، ومواصلة دعم الحل السياسي والالتزام بوحدة أراضي سوريا وسيادتها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان «الدول الضامنة تؤكد التزامها بمواصلة دعم سوريا في مكافحة الإرهاب والحل السياسي للأزمة فيها مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها داعيا جميع الدول للالتزام بذلك».

وبين لافروف ان «صيغة أستانة تتطور ويجب البناء على الإنجازات التي تحققت ولقاؤنا يؤكد مرة أخرى سعينا المشترك للعمل المتضافر لتسوية سياسية مستدامة للأزمة في سوريا». وأوضح لافروف أن «الدول الضامنة جددت التزامها بوحدة الأراضي السورية واستقرارها واستقلالها الأمر الذي نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي مشيرا إلى أن «جميع شرائح الشعب السوري أكدت هذه المبادئ خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي في يناير الماضي». وقال لافروف «اتفقنا على الاستمرار بدعم سوريا في مكافحة الإرهاب والتسوية السياسية للأزمة فيها بما في ذلك إنشاء لجنة مناقشة الدستور الحالي وإطلاق عملها في جنيف في أقرب وقت».

ولفت الوزير الروسي إلى «وجود صعوبات في تشكيل لجنة الإصلاح الدستوري التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي نهاية يناير الماضي»، لكنه أكد على ضرورة تفعيل هذا العمل على تكون اللجنة شاملة لكافة الأطياف السورية وأن يتمكن السوريون من حل خلافاتهم بالتوافق دون تدخل خارجي.

من جانب آخر حثت وزارة الخارجية الفرنسية الصحفيين على عدم السفر إلى سوريا في ظل تصاعد العنف لا سيما في منطقتي الغوطة الشرقية وعفرين.

وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول قائلة «في ظل تصاعد العنف في سوريا لا سيما في الغوطة الشرقية ومنطقة عفرين سنكون ممتنين إذا تخليتم عن أي خطط للذهاب إلى سوريا أو إيفاد صحفيين». وفي كلمة لإذاعة أوروبا 1 قال قائد الجيش الفرنسي فرانسوا ليكوانتر إن قواته على استعداد للتحرك في سوريا إذا اقتضت الضرورة.وقال : بالطبع سيتم ذلك على الأرجح بتنسيق مع الأمريكيين.