كلمة عمان

مهرجان مطرح التراثي ومقومات سياحية متميزة

16 مارس 2018
16 مارس 2018

في ظل الأهمية الكبيرة التي يمثلها قطاع السياحة كقطاع وصناعة واعدة، تمتلك السلطنة في الواقع كل مقومات النجاح فيها، وفي ظل الثراء والتنوع والتعدد الكبير الذي تتميز به السلطنة، بالنظر إلى المواقع والآثار التراثية والتاريخية، والمقومات الطبيعية المناسبة لممارسة مختلف أنواع السياحة، من سياحة الاستجمام على الشواطئ النظيفة والهادئة، إلى سياحة الغوص وسياحة التخييم والسفاري والمغامرات، إلى السياحة الجبلية، وكذلك زيارة العديد من مفردات التراث العماني التاريخي والطبيعي الثري، وصولا إلى سياحة التسوق وغيرها، توفر السلطنة فرصا عديدة للاستمتاع وقضاء وقت لا ينسى في ظل شعور عميق بالأمن والأمان والاطمئنان، وبترحيب وكرم الضيافة اللذين يتميز بهما الشعب العماني المحب للتواصل مع الشعوب الأخرى، شقيقة وصديقة.

وفي هذا الإطار، فإنه ليس من المصادفة أبدا، أن تتنوع وتتعدد الفعاليات والجهود الرامية إلى التعريف بالمقومات التي تتميز بها السلطنة، والتي تجعلها واحدة من أهم المقاصد السياحية في المنطقة، بل والمقصد السياحي المفضل لقطاع يكبر وينمو من السائحين من مختلف مناطق العالم، وهو ما يتطلب ضرورة العمل بشكل علمي مدروس، وبجهد دؤوب، وبتنسيق واسع بين مختلف المؤسسات والجهات المعنية، حتى تأتي جهودها جميعها في الاتجاه الصحيح، وتلتقي على هدف التعريف بالسلطنة وإبراز المقومات السياحية والتراثية والثقافية التي تتميز بها.

واستمرارا للجهد الطيب الذي شهده سوق برلين للسفر والسياحة، وشاركت فيه وزارة السياحة بجناح جذب انتباه واهتمام الكثيرين، نظمت وزارة السياحة حلقة عمل في العاصمة الفرنسية باريس لإلقاء مزيد من التركيز على جوانب الجذب السياحية العديدة التي تملكها السلطنة، خاصة أن عدد السائحين الفرنسيين في عام 2017 قد بلغ نحو خمسين ألف سائح، بزيادة نحو 20 % مقارنة بعدد السائحين في عام 2016.

وبالتوازي مع ذلك تتواصل فعاليات مهرجان «مطرح التراثي السياحي»، الذي تجري فعالياته في كل من متنزه ريام العام، ومتنزه القرم الطبيعي، وسفينة البحرية السلطانية العمانية «شباب عمان 2» الراسية في ميناء السلطان قابوس بمطرح، وسبلة مطرح، وذلك من أجل إبراز المقومات السياحية والحضارية لولاية مطرح، حيث يشهد المهرجان عروضا مسرحية وتراثية وثقافية وفنية ورياضية عديدة ومتنوعة، بما في ذلك سباقات للقوارب الشراعية. وتستمر فعاليات المهرجان حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

وبينما تتواصل فعاليات مهرجان سدح التراثي الخامس، الذي انطلق أمس الأول، تحت شعار «تراثنا حضارتنا»، وذلك بولاية سدح بمحافظة ظفار، ويستمر حتى الخامس والعشرين من مارس، فان تدشين الفيلم الوثائقي «عمان.. للمغامرة عنوان» الذي يقدم عرضا جماليا لعدد من الوديان والكهوف العمانية وبعض التضاريس الجبلية، التي تشكل جانبا من الطبيعة الساحرة في السلطنة، وهو إنتاج مشترك بين وزارة الإعلام والشركة العمانية للمغامرات والمستكشف خالد عبد الملك، يكتسب أهميته ليس فقط من أنه تم بمشاركة مجموعة من المستكشفين ومتسلقي الجبال المحترفين عالميا، ولكن أيضا من أنه يلقي الضوء وبشكل رائع وجذاب على جانب آخر من الجوانب ذات الأهمية بالنسبة للسياحة في السلطنة، حيث توجد في السلطنة العديد من الكهوف والجبال والوديان الشهيرة التي تثري السياحة العمانية عندما يتم تعريف العالم بها، ولعل ذلك كله يشكل خطوة على الطريق.