الاقتصادية

وزيـر جـديـد آخـر لإنعاش الاقتصـاد فـي جنـوب السـودان

16 مارس 2018
16 مارس 2018

جوبا (أ ف ب) - قام جنوب السودان هذا الأسبوع بتغيير وزير المال من جديد في محاولة لإبطاء التدهور السريع لاقتصاده، لكن المحللين يرون أن إمكانيات التحسن ضئيلة طالما أن الحرب الأهلية مستمرة والفساد مستشر.

فقد عين الرئيس سلفا كير مساعد الوزير السابق في وزارة المالية سلفاتوري قرنق مابيروديت في منصب الوزير بعدما أقال الثلاثاء ستيفن ديو داو.

وقال الرئيس كير في مراسم تنصيب الوزير الجديد أن «عملتنا فقدت قيمتها .. انه التحدي الذي ينتظركم وعليكم بذل جهود شاقة لإخراجنا من هذا الوضع».

وقرنق هو خامس وزير للمالية يعين في البلاد منذ انفصال جنوب السودان عن الشمال في يوليو 2011. ويشهد جنوب السودان منذ ديسمبر 2013 حربا أهلية مدمرة. واسفر النزاع عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى، واجبر نحو أربعة ملايين آخرين اي حوالي ثلث السكان، على مغادرة بيوتهم وتسبب بتضخم هائل وبانهيار عملة جنوب السودان. وبلغت نسبة التضخم الذي نجم عن اللجوء إلى صك العملة لتمويل العجز المرتبط بالحرب، حوالى 500 بالمائة في 2016، ثم تراجعت إلى 155 بالمائة في 2017، حسب أرقام البنك الدولي. في الوقت نفسه، انهارت العملة. وبينما كان الدولار يعادل خمسة جنيهات في بداية الحرب في 2013، أصبح سعره أمس 240 جنيها.

وارتفع سعر كيس الطحين الذي يزن خمسين كيلوغراما، من 120 جنيها قبل الحرب، إلى سبعة آلاف جنيه حاليا، أي ضعف راتب موظف كبير.

ويرى خبراء اقتصاد أن عادة كير تغيير وزراء المالية باستمرار لم تجد ، لأنها أدت إلى تكرار السياسيين الذين يشتبه بتورطهم في الفساد ولم تسمح بتسوية المشاكل الحقيقية. وقال كيمو ادييبو أستاذ الاقتصاد في جامعة جوبا «اذا أردتم السيطرة على الاقتصاد، فيجب معالجة انعكاسات الحرب وانعدام الأمن الذي يؤدي إلى نقص الثقة في القطاع الخاص ووكالات التنمية».

تراجع الانتاج النفطي

أضاف اديبيو ان «الجزء الأكبر من الميزانية مخصص للأمن، اكثر من خمسين بالمئة. لذلك حتى اذا تغير (وزير) ولم يتم الاهتمام بالنقاط الأخرى، من الصعب السيطرة على الاقتصاد بين ليلة وضحاها». وجنوب السودان هو اكثر بلد يعتمد على عائداته النفطية في العالم. لكن اقتصاده تراجع في السنوات الأخيرة مع انخفاض أسعار الذهب الأسود وتأثير الحرب على الانتاج النفطي إذ أن جزءا كبيرا من البنى التحتية تضرر.

وقبل الاستقلال في 2011، كان الانتاج النفطي لهذه المنطقة يبلغ 350 ألف برميل يوميا، حسبما تفيد أرقام البنك الدولي. لكن هذا الانتاج تراجع إلى 125 ألف برميل يوميا وفق التقديرات الأخيرة لحكومة جنوب السودان.

ويعيش نحو 69 بالمائة من السكان في فقر مدقع، كما يقول البنك الدولي أيضا، وذلك لان النزاع الحق ضررا كبيرا بالزراعة وتسبب بأزمة غذائية واسعة.

وحسب الأمم المتحدة، كان 5,3 مليون شخص، أي حوالي نصف سكان جنوب السودان، في يناير 2018 يعانون من جوع حاد وهذا الرقم ارتفع بنسبة أربعين بالمائة على مدى عام. واوضح خبراء لوكالة فرانس برس ان وزير المال السابق ديو حاول مكافحة الفساد داخل وزارته وأوقف خصوصا توزيع الأموال على المسؤولين عندما يسافرون إلى الخارج. وقبيل إقصائه، علق مهام مسؤول في وزارة المالية يشتبه بانه اختلس 137 مليون جنيه. ويحذر اوغستينو تينغ ماياي المحلل في المركز الفكري «سود انستيتيوت» من الصعوبات التي تنتظر قرنق.

وقال أن «الواردات التي تحتاجها البلاد للعمل ليست متوفرة. هناك موظفون لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر. الاقتصاد ينخره الفساد الذي يستشري أيضا في وزارة النفط».