1276595
1276595
المنوعات

آخر وحيد قرن أبيض شمالي على قيد الحياة يواجه المرض بشجاعة

15 مارس 2018
15 مارس 2018

نيروبي، «د.ب.أ»: يرقد سودان وهو آخر ذكر في فصيلة الخراتيت الشمالية البيضاء على قيد الحياة في العالم، في الظل فوق مرقده المصنوع من القش، ويرفع رأسه من حين لآخر ليبدي بعض الاهتمام بالعالم من حوله، بينما تتحول أذناه إلى ما يشبه أطباق التقاط البث التليفزيوني الصغيرة، لتلتقط الأصوات المنبعثة من حوله.

وتسلطت أضواء الشهرة على الخرتيت سودان الذي يبلغ من العمر 45 عاما، عندما وضع المشرفون على رعايته صورته على تطبيق «تيندر» الالكتروني المخصص للراغبين في المواعدة العام الماضي، في مسعى لجمع التمويل بغرض إجراء عملية التلقيح الاصطناعي لسودان حتى يتمكن من الإنجاب وأن تصبح له سلالة تحمي هذه الفصيلة النادرة من الانقراض.

وفشلت جميع المحاولات في إنجاب ولي عهد ذكر لسودان بسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية عنده، إلى جانب عدم قدرة شريكتيه من إناث الخراتيت اللتين تقيمان معه في المحمية نفسها على التناسل، وذلك استمر في الوضع الفريد في كونه آخر حيوان من نوعه في العالم.

وولد سودان عام 1973 ومن المرجح أن يكون ذلك في السودان، ولكنه قضى الفترة الأولى من حياته داخل حديقة للحيوان في دولة تشيكوسلوفاكيا السابقة، قبل أن يتم نقله إلى محمية «أول بيجيتا» في كينيا.

وقال جاكوب أنامبيو أحد المشرفين على رعاية سودان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أثناء زيارة جرت مؤخرا للمحمية إنه «لأمر محزن للغاية أن يفارق هذا الخرتيت الحياة، ولكن ليس بوسعنا أن نفعل أي شيء، وستقوم الطبيعة بعملها في هذا الشأن».

بينما قال ستيفن نجولو الطبيب البيطري لسودان: إن الخرتيت عاش فترة أطول مما هو معتاد بالنسبة للخراتيت، ولكن هذا التقدم في العمر بالإضافة إلى إصابته بالتهاب المفاصل أثر سلبا على حالته الصحية. وأضاف نجولو لـ(د.ب.أ) «إنه يقضي معظم أوقاته نائمًا أو راقدًا، وأصبح يعاني من قروح جلدية في مختلف أنحاء جسمه من جراء الرقود طويلا بلا حراك».

وتابع قائلا إنه «بإمكانه السير لمسافة بضعة أمتار لتناول الطعام أو الماء، ولا يزال يتمتع بشهية جيدة».

وتعيش آخر أنثيين من الخرتيت الأبيض الشمالي في العالم واسمهما ناجين وفاتو في نفس المحمية ولكن في حظيرة أخرى، وناجين هي ابنة سودان وتبلغ من العمر 28 عامًا، بينما تبلغ فاتو من العمر 17 عاما وهي حفيدته.

والخرتيت الأبيض الشمالي معرض بشدة إلى خطر الانقراض ومن المتوقع أن يختفي من الوجود سريعًا، ويصل وزن الواحد من هذا الحيوان إلى 2400 كيلوجرام، ويعد ثالث أكبر حيوان أفريقي بعد الفيل وفرس النهر.

وهذه النوعية من الخراتيت هي إحدى فصائل الخراتيت البيضاء، وتوجد عادة في مساحات واسعة من وسط أفريقيا، غير أنها مثلها في ذلك مثل بقية الخراتيت تعرضت أعدادها للتقلص بشدة بسبب الصيد الجائر للحصول على قرونها.

وأصبح الهدف بعيد المدى هو تطوير تقنيات للمساعدة على التكاثر يمكنها أن تستولد سلالة للخرتيت الأبيض الشمالي الذكر، ويمكن أن يشمل هذا الأسلوب استخدام فصائل أخرى من الخراتيت مثل الخرتيت الأبيض الجنوبي كأم بديلة للجنين.

وجاء في تغريدة أطلقتها المحمية التي يقيم فيها سودان أمس الأول على تويتر أن حالته المعنوية تحسنت بدرجة طفيفة وأن المشرفين على المحمية يشعرون «بتفاؤل مشوب بالحذر».

وأضاف المشرفون على المحمية على تويتر: «إن المطر يهطل بغزارة، ومن المؤكد أن الطقس أدى إلى رفع الحالة المعنوية لسودان، وأصبح قادرًا على أن يتمرغ في التراب، وهي ممارسة يبدو أنه يستمتع بها».

وتابعوا قائلين: «الطاقة التي يبديها سودان في مواجهة المحنة التي يمر بها لهي شيء رائع حقيقة، وإنه يثبت بوضوح أنه لم يفقد الرغبة في الحياة وإنه لن يستسلم بدون مقاومة حامية الوطيس».