الرياضية

مدرب منتخب أفغانستان: نفتقر إلى أبسط مقومات نجاح اللعبة.. ومشاركتنا رسالة مباشرة للاتحاد الآسيوي

15 مارس 2018
15 مارس 2018

تمكنا من إحياء اللعبة بعد 40 عاما من الحادثة المميتة!

في حديث ذي شجون أكد جمال عبدالناصر مدرب منتخب أفغانستان للهوكي أن منتخب بلاده يفتقر إلى أبسط مقومات ممارسة اللعبة في أفغانستان حيث يمارس اللعبة في ملاعب ترابية مليئة بالحصى مشيرا إلى أن الأرض غير صالحة للعب أصلا.

ولفت عبدالناصر إلى أن أدوات ممارسة اللعبة في أفغانستان ضعيفة جدا حيث لا يملكون مضارب حديثة للهوكي ولا حتى أطقم حديثة لملابس الحراس ما يوجد صعوبات جمة لبناء فريق قوي مؤهل لمقارعة كبار اللعبة في قارة آسيا.

وأوضح المدرب الأفغاني: في السابق كنا نملك منتخبا قويا ولكن حادثة التفجير المؤسفة في روسيا أودت بحياة جميع أفراد وطاقم الفريق الذين أقلتهم الحافلة لدى عودتهم من روسيا بعد خوضهم مباراة رسمية هناك وذلك إثر كمين مفخخ نصب لهم وتعرضوا إليه في طريق العودة من الديار الروسية.

وأضاف: بعد هذه الحادثة البشعة والشنيعة لم تتم ممارسة لعبة الهوكي في أفغانستان لمدة 40 سنة حدادا على وفاة اللاعبين الأبرياء الذين قضوا حتفهم ورموا إلى التهلكة في هذا الحادث الأليم ومنذ مدة قصيرة فقط قررنا أحياء اللعبة واضطررنا للعب على ملاعب سيئة مليئة بالحصى وذلك نظرا لضعف الموارد المالية وشح الإمكانيات لدينا.

وتابع مدرب منتخب أفغانستان قائلا: في الوقت الحالي لدينا ما يربو عن 200 لاعب يمارسون لعبة الهوكي وهذا يعيد إلينا الأمل بأن لعبة الهوكي لم تندثر ولم ينقرض هيكلها بعدما كان مهددا بأن يصبح رميما يقذف به إلى طي النسيان والزوال في أفغانستان وبأن شغف ممارسيها قد عاد ليضخ في رئتيها شريان الحياة ويمنحها قبلة الوفاء عبر كل الأزمان.

وأضاف: تجمعنا قبل بدء التصفيات التأهيلية الحالية بثلاثة أيام فقط ووصلنا إلى مسقط قبل التصفيات بيوم واحد أو بمعنى أدق قبل مباراتنا الأولى مع هونج كونج بيوم واحد ولذلك لم نكن بتلك الجاهزية المطلوبة وما زاد الوضع سوءا أننا لم نعد برنامجا تحضيريا متكاملا قبل بدء هذه التصفيات حيث لم نخض أي معسكرات ومباريات ودية تجريبية وهذا انعكاس حقيقي يفسر معاناتنا التي تجسدت قبل المشاركة في هذه التصفيات لذلك كانت النتائج السلبية طبيعية ومتوقعة.

واستطرد المدرب الأفغاني الطموح: لقد حضرنا حفل افتتاح التصفيات ولمسنا عن قرب مدى التطور الهائل في لعبة الهوكي في سلطنة عمان والذي فاق حجم توقعاتنا كما تفاجأنا بقوة المنتخبات المشاركة في هذه التصفيات وبالمهارات الفردية العالية للاعبيها وتمكنهم من المنافسة وإذابة فوارق الإمكانيات ولا شك أن التقدم الملفت في مستويات الفرق عاملا خصبا يثري شكل المنافسة ويعطيها زخما وبعدا إضافيا إيجابيا على كل الأصعدة الفنية والبدنية والمعنوية والذهنية.

وحول الهدف الذي جاء من أجله منتخب أفغانستان للمشاركة في هذه التصفيات رد عبدالناصر قائلا: جئنا للمشاركة في هذه التصفيات من أجل أن نرسل رسالة إلى الاتحاد الآسيوي للهوكي مفادها أن أفغانستان أعادت أحياء لعبة الهوكي وقوضتها من الأنقاض بعد 40 سنة كاملة من مرارة التوقف والانقطاع الطويل راجين من الاتحاد الآسيوي تقديم الدعم والاهتمام للعبة الهوكي في أفغانستان والتي جرتها أذيال الظروف إلى الوهن وافتقار ابسط مقومات نجاح اللعبة ملتمسين من أعضاء اتحاد الهوكي الآسيوي النظر إلينا بعين العطف والرعاية لزيارة أفغانستان ومعاينة أوضاع اللعبة عن كثب أملا في تصحيح الوضع الحالي القائم واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تكفل إنعاش اللعبة في أفغانستان وإعادتها إلى الواجهة وسطح الأحداث مجددا بعدما كان نجمها يوشك على الذهاب إلى الأفول كما ظن الكثيرون. وأردف قائلا: نحن نضع كل ذلك بعين الاعتبار كما نرجو منهم إعادة النظر في أوضاعنا وتلمس همومنا عن قرب من أجل تصحيح المسار وترتيب البيت من الداخل إذ نود أن نعيد إلى الأذهان الحقبة الذهبية التي لطالما أدخلت الأنس والبهجة إلى الوسط الرياضي في أفغانستان لكن لا نريد أن نبقى سطحيين لنعيش على وقع الذكريات فقط فما فات ولى ورحل إلى الأبد نحن اليوم لا نريد أن نتحسر على جيل ذهبي هلك وأردي قتيلا مع سبق الإصرار والترصد فهم ذهبوا وراحوا ضحية الخداع والدسائس والمؤامرات التي أحيكت ونسجت خيوطها من حولهم إنما نحن الآن نفكر في الصفحة الجديدة صفحة بناء منتخب الأمل والمستقبل الواعد وسنتخذ كافة الترتيبات من أجل تنفيذ هذه الخطوة الطموحة. وأضاف المدرب الأفغاني: نأمل أن تكون هناك همزة وصل ما بيننا وبين الاتحاد الآسيوي للهوكي من أجل التعاون وتقريب وجهات النظر وتفهم واقع اللعبة في أفغانستان حيث نحتاج إلى الأيادي التي تمدنا بأدوات اللعبة كالمضارب والكرات وبدلات الحراس وإذا كان بالإمكان أيضا بناء ملاعب جديدة للهوكي في أفغانستان وإرسال المدربين إلى الدورات التدريبية المكثفة التي تسهم في صقل خبراتهم التدريبية وتعزز من قيمتهم كمدربين أكفاء قد يصبح لهم شأن وسمعة ذائعة الصيت في المستقبل.