العرب والعالم

فلسطين ستواجه أزمة دستورية حال شغور منصب الرئيس

14 مارس 2018
14 مارس 2018

رام الله -الأناضول - قال خبراء سياسيون إن فلسطين ستواجه أزمة دستورية وقانونية، حال شغور منصب الرئيس، بالوفاة أو الاستقالة، بسبب الانقسام، وتعثر عملية المصالحة.

وأشاروا، في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، أن هناك احتمالا بأن يصبح لدى الفلسطينيين أكثر من رئيس، حال أصبح منصب الرئيس شاغرا، بالاستناد إلى مسوغات قانونية.

ويبلغ عمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس 83 عاما، ويجمع بين رئاسة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير منذ عام 2005 ، ونفى مقربون من الرئيس مؤخرا تقارير إسرائيلية، تحدثت عن تدهور حالته الصحية.

وقال الخبير القانوني، حنا عيسى إن النظام الفلسطيني «معقد قليلا، في ظل وجود سلطة فلسطينية ومنظمة تحرير فلسطينية».

وأضاف عيسى، وهو أكاديمي وأستاذ في تخصص القانون بجامعة بيت لحم ، جنوب الضفة:«في حال أصبح منصب الرئيس شاغرا، فينص القانون الفلسطيني على تولي رئيس المجلس التشريعي (البرلمان) رئاسة السلطة لحين انتخاب رئيس جديد ، على أن يتولى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئاسة المنظمة لحين انتخاب رئيس لها».

وحاليا يتولى رئاسة المجلس التشريعي ، عزيز دويك من حركة حماس، فيما يتولى صائب عريقات من حركة «فتح» أمانة السر للتنفيذية.

ويشغل زعيم حركة «فتح»، محمود عباس، كلا المنصبيْن، فهو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ورئيس منظمة التحرير.

وسبق لرئيس المجلس التشريعي السابق، روحي فتّوح، أن شغل منصب رئاسة السلطة الفلسطينية، لمدة 60 يوما، عقب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، في نوفمبر 2004، إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس عباس ، ويقول الكاتب والمحلل غسان الخطيب ، إن هذه الثنائية في النظام السياسي، قد تخلق إرباكا.

ويضيف:«المجلس التشريعي معطل منذ العام 2007 بسبب الانقسام، وتقول حركة فتح إن ولاية المجلس انتهت بسبب عدم إجراء الانتخابات، لكن في المقابل، ترى حركة حماس أن المجلس ما زال قائما ومخولا بمهامه وصلاحياته، وتدفع بأن ولاية الرئيس عباس انتهت» ، وينص القانون الفلسطيني على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مرة كل أربع سنوات.

وبدأ الانقسام الفلسطيني، صيف عام صيف 2007 إثر نشوب معارك مسلحة بين حركتي فتح وحماس، انتهت بسيطرة الأخيرة على قطاع غزة.

وأشار الخطيب إلى أن المخرج لتعيين رئيس السلطة، في ظل وجود هذه الإشكالات، يكون بتكرار ما حصل بعد توقيع اتفاق أوسلو (للسلام مع إسرائيل) عام 1994، وتأسيس السلطة الفلسطينية ، حيث قام المجلس المركزي لمنظمة التحرير بتعيين الرئيس الراحل ياسر عرفات رئيسا للسلطة لمدة عامين، ثم أجريت بعدها أول انتخابات فلسطينية تشريعية ورئاسية عام 1996.

وجرت آخر انتخابات رئاسية عام 2005، لم تشارك فيها حركة حماس، وفاز فيها الرئيس محمود عباس.

وبعد ذلك بعامين (يناير 2006) جرت انتخابات تشريعية فازت فيها حركة حماس بأغلبية ٧٤ من ١٢٠ عضوا في المجلس التشريعي.

وبالنظر لاثنين من استطلاعات الرأي التي وجهت أسئلة للجمهور حول من سينتخبون لو جرت انتخابات لم يشارك فيها الرئيس عباس، أظهر استطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في ديسمبر/‏‏ الماضي أن 35٪ من المستطلعين يفضلون القيادي في حركة فتح المعتقل مروان البرغوثي لتولي منصب الرئيس، يتبعه اسماعيل هنية بنسبة 22%، ثم محمد دحلان (القيادي المفصول من حركة فتح) بنسبة 7%.

وفي استطلاع آخر نشره مركز القدس للإعلام والاتصال في ابريل من العام الماضي أظهر أنه لو جرت انتخابات رئاسية لم يترشح فيها الرئيس عباس فإن 15.8% من الشباب سينتخبون مروان البرغوثي، و14.4% سينتخبون هنية و5.5% سينتخبون دحلان.