العرب والعالم

تحـلـيل :الفـيتـو الروسـي يهـدد بضـربات أمـريكـية جــديدة فـي ســوريا

14 مارس 2018
14 مارس 2018

الأمم المتحدة - كارول لاندري:-

يخشى دبلوماسيون أن يؤدي لجوء روسيا الى الفيتو مجددا لاعتراض مشروعي قرارين تقدمت بهما الولايات المتحدة حول سوريا أمام مجلس الامن الدولي الى قيام واشنطن بشن غارات جديدة على سوريا.

واستخدمت روسيا حق النقض 11 مرة حتى الآن لدعم حليفتها سوريا والحؤول دون فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد أو فتح تحقيق حول ارتكاب جرائم حرب أو استخدام أسلحة كيماوية. وتسود تكهنات بفيتو روسي ثاني عشر حول سوريا بعدما تقدمت الولايات المتحدة الاثنين بمشروع قرار لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما في دمشق والغوطة الشرقية المحاصرة قرب العاصمة السورية.

ومشروع القرار الأمريكي رد على فشل تطبيق وقف إنساني لإطلاق النار قررته الأمم المتحدة ودعمته روسيا التي تشارك القوات الحكومية السورية في عمليتها ضد الغوطة معقل الفصائل المعارضة. وأدت العملية إلى مقتل اكثر من 1100 مدني منذ بدئها في أواسط فبراير الماضي.

وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار ثان حول استخدام أسلحة كيماوية الا ان دبلوماسيين قالوا ان المفاوضات حوله مع روسيا امام حائط مسدود.

وحذرت سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي من ان بلادها مستعدة للتدخل في سوريا «اذا اضطرننا إلى ذلك»، من أجل التصدي لاستخدام الأسلحة الكيماوية و«المعاناة غير الإنسانية».

وقالت هايلي «عندما تفشل الأسرة الدولية باستمرار في التدخل، تضطر بعض الدول إلى التحرك بمفردها»، مضيفة «نحذر أيضا أي دولة مصممة على فرض ارادتها عبر الهجمات بالأسلحة الكيماوية والمعاناة غير الإنسانية وخصوصا النظام السوري : الولايات المتحدة تظل مستعدة للتدخل اذا اضطرت لذلك».

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستطرح مشروعيها أمام التصويت في مجلس الأمن العاجز حتى الآن عن تغيير مجرى النزاع في سوريا.

- مشهد مألوف - وانذار هايلي تكرار للتهديد الذي وجهته أمام مجلس الأمن في أبريل 2017 قبل أن يصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر بقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ بعد هجوم بغاز السارين في بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة.

ويتحدث دبلوماسيون في الأمم المتحدة علنا عن «مشهد مألوف» وعن أن الولايات المتحدة تعطي إشارات واضحة بانها تدرس عملا عسكريا في سوريا. وهذه الإنذارات تزيد الضغوط على روسيا. ويقول دبلوماسي رفض الكشف عن هويته في مجلس الأمن ان «الروس يشعرون بالضغوط ويخشون أن يتدخل الأمريكيون مجددا في سوريا بشكل أقوى». وأشار دبلوماسي آخر في المجلس إلى أن الذكرى السنوية لهجوم شيخون المصادف في الرابع من أبريل، يمكن ان يكون موعدا مؤاتيا لضربة أمريكية. ويقول خبير الشؤون السورية لدى معهد الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن نيكولاس هيراس ان «الإدارة الأمريكية تلجأ إلى سياسة التشهير والإحراج إزاء روسيا في مجلس الأمن». وتابع هيراس «انها مقدمة لنقاش أكبر مع روسيا حول ما سيحصل في مناطق أخرى من سوريا»، خصوصا في الجنوب الغربي حيث اتفقت الولايات المتحدة والأردن وروسيا على إقامة منطقة لخفض التوتر. ومضى يقول «ما يقوم به ترامب الآن هو تحديد موقف أولي كأن يقول+ ما تقومون به في الغوطة لا تفعلوه في أي مكان آخر. اذا حاولتم ذلك فستكون هناك عواقب».

واستدعى تحذير هايلي إلى رد فعل قوي من موسكو الثلاثاء. فقد كان وزير الخارجية سيرغي لافروف حذر بعد الضربة الأمريكية العام الماضي على قاعدة الشعيرات الجوية السورية «اذا تم شن هذا النوع من الضربات فان العواقب ستكون جدية جدا». كما حذر رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري يراسيموف من «اجراءات للرد» في حال إصابة اي من الجنود الروس في ضربة أمريكية. وتنشر روسيا قوات تؤمن دعما للجيش الحكومي السوري في عمليته في الغوطة الشرقية.