العرب والعالم

10 قتلى في هجمات لطالبان وجنرال أمريكي يدعوها لمفاوضات السلام

14 مارس 2018
14 مارس 2018

كابول-(د ب أ)-(أ ف ب): ذكر مسؤولون أمس أن عشرة على الأقل من أفراد قوات الأمن الأفغانية قتلوا وأصيب عدد آخر في هجمات لطالبان في إقليم هلمند جنوب أفغانستان وإقليم فرح غرب أفغانستان. وبالإضافة إلى ذلك، قتل 15 مهاجما على الأقل من طالبان في الهجوم الذي وقع بإقليم فرح، طبقا لما ذكره رئيس المجلس الإقليمي، فريد أحمد باختاوار.

وذكر عمر زواك، أحد المتحدثين باسم حاكم الإقليم أن اثنين على الإقل من رجال الشرطة الحدودية قتلا وأصيب آخر، بعد انفجار سيارة ملغومة في نقطة تفتيش بمنطقة ناد علي بإقليم هلمند صباح أمس.

ومن المعروف أن المتحدثين باسم الحكومة يقللوا من عدد أرقام الضحايا. وذكرت قناة «تولو.نيوز» التلفزيونية الأفغانية وهي إحدى القنوات الإخبارية التلفزيونية الكبرى أن ستة على الأقل من رجال الشرطة الحدودية قتلوا

في الهجوم، طبقا لما ذكره مصدر لم يكشف عنه.

وإقليم هلمند واحد من أكثر الأقاليم المضطربة في أفغانستان، حيث أن 80% على الأقل من أراضيه يخضع لسيطرة عناصر طالبان.

وفي الهجوم الذي وقع في إقليم فرح صباح أمس، قتل ثمانية على الأقل من قوات الأمن الأفغانية وأصيب آخرون، طبقا لما ذكره ثلاثة من أعضاء المجلس الإقليمي.واستهدف الهجوم قاعدة على ضواحي عاصمة إقليم فرح، طبقا لما ذكره باختاوار.

وتحدث اثنان آخران من المجلس الإقليمي، هما جول أحمد فكري وجميلة أميني عن ثمانية من أفراد قوات الأمن الأفغانية، الذين قتلوا في الهجوم الذي بدأ حوالي الساعة الثانية صباح أمس واستمر ثلاث ساعات. وإقليم فرح واحد من أكثر الأقاليم التي يحتدم فيها القتال في أفغانستان.

من جانبه أكد قائد القوات الأمريكية في أفغانستان أمس أن الفترة الحالية هي الأمثل لطالبان للدخول في مفاوضات سلام، محذرا من أن تشديد الحملة العسكرية الجوية والبرية ضد متمردي الحركة سيزيد أوضاعهم سوءا.

عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني الشهر الماضي خطة لبدء محادثات تهدف إلى إنهاء 16 عاما من الحرب، عارضا التفاوض مع طالبان بدون شروط مسبقة.

وفي غياب رد من الحركة على طرح غني، قال محللون انه يعكس جدلا في صفوف قادة الحركة حول جدوى الدخول في مفاوضات مع حكومة تعتبرها طالبان غير شرعية.لكن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس اعلن هذا الأسبوع أن بعض أطراف حركة طالبان منفتحون على إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية.

من جهته قال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون إن طالبان تكبدت خسائر بشرية كبيرة منذ تشديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة الغارات الجوية العام الماضي، مشيرا إلى ازدياد فاعلية الوحدات الخاصة الأفغانية والجيش النظامي الافغاني. وقال الج رال نيكولوسن لصحفيين رافقوا ماتيس في زيارته قاعدة باجرام في شمال كابول، أكبر قاعدة جوية أميركية في أفغانستان «تدرك طالبان ما هو الآتي وان هذه القدرات سوف تزداد».

ويضيف الجنرال الأمريكي «لذا، الآن هو على الأرجح التوقيت الأمثل لهم لمحاولة التفاوض، لأن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة اليهم»، وسط استعداد الطرفين لمعارك الربيع التي يتوقع أن تكون طاحنة. وتنص خطة غني للسلام على اعتراف طالبان بالحكومة وبالدستور، وهو ما شكل نقطة خلافية في المحاولات السابقة لإجراء محادثات، مقابل اعتراف كابول بالحركة كحزب سياسي. وعلى الرغم من تحذيرات نيكولسون الشديدة اللهجة، تشير البيانات الأمريكية إلى أن حركة طالبان بعيدة كل البعد عن الخروج من ساحات المعارك.

وقال الجنرال نيكولسون «تقديري لما يجري داخل حركة طالبان هو انهم بدورهم أنهكوا جراء هذه الحرب، ويريدون العودة إلى بيوتهم، يريدون العودة للمجتمع، وتماما مثل أبناء أفغانستان يريدون لهذه الحرب ان تنتهي على غرارنا جميعا».

وتابع نيكولسون ان هناك «الكثير من مقاتلي طالبان يمكنهم أن يجدوا طريقة للعمل في هذا الإطار» محذرا في المقابل من انه سيكون هناك دائما من يرفضون المصالحة. وقال الجنرال الأمريكي «وضع هذه الطروحات على الطاولة أمر مشجع ويبدو أننا في مرحلة تمكنهم من إجراء حوار حول هذا الأمر».

وأضاف نيكولسون انه وبالإضافة إلى الضغط العسكري من المهم زيادة الضغوط الدبلوماسية «على الأطراف الخارجية التي تدعم التمرد»، منوها بالضغوط الدينية التي تمارسها دول إسلامية أخرى.

وأكد الجنرال نيكولسون الحاجة إلى تعزيز الأمن في كابول التي شهدت في الأشهر الأخيرة سلسلة من الهجمات الدموية أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقال نيكولسون إن «جهودنا الأساسية تنصب حاليا على كابول، وتحصينها وحماية أبنائها والمجتمع الدولي المتواجد هنا».