1275934
1275934
العرب والعالم

الجيش السوري يجلي مئات المقاتلين وأسرهم من «حي القدم»

13 مارس 2018
13 مارس 2018

(قسد) تتهم أنقرة بالتطهير العرقي في عفرين -

دمشق – عمان – بسام جميدة – وكالات -

أفاد الإعلام الحربي المركزي أنه تنفيذاً لاتفاق سابق بين الجيش الحكومي السوري ومسلحي (حي القدم) جنوب دمشق، خرجت عدد من الحافلات الكبيرة يرافقها حافلات صغيرة تحمل على متنها أكثر من 1000 شخص بينهم أكثر من 300 مسلح من «أجناد الشام» والباقي أفراد أسرهم من الحي باتجاه محافظة إدلب، وأثناء دخول الجيش السوري لاستلام نقاط المسلحين الخارجين من «القدم» والمتاخمة لـ منطقتي «الحجر الأسود والعسالي»، تسللت مجموعات (داعش) انطلاقا من مواقعها في حي الحجر الأسود إلى نقطتين من أصل أربع نقاط أخلاها المسلحون، ليقوم الجيش الحكومي السوري بعمل معاكس تمكن فيه من بسط سيطرته على النقاط الأربع التي تمتد من جنوب الحجر الأسود وصولا إلى جنوب منطقة العسالي، بالإضافة لاستهداف سلاحي الجو والمدفعية تمركزات (داعش) في الحجر الأسود ومخيم اليرموك بعدد من الغارات والرمايات المدفعية ،احدها استهدفت ما يمسى «المحكمة الشرعية» التابعة لمسلحي داعش مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم.

وأعلن مركز المصالحة الروسي ، عن إخراج قرابة 100 مدني بينهم جرحى على دفعتين من بلدة دوما في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ونقلت وكالة (سبونتيبك) عن رئيس مركز المصالحة الجنرال يوري يفتوشينكو قوله انه تم التوصل، بعد المفاوضات بين المركز وقادة التشكيلات المسلحة في الغوطة ، إلى اتفاق «لإخراج مجموعتين من المدنيين تضم قرابة 100 مدني من بلدة دوما إلى نقطة العبور في مخيم الوافدين، بينهم جرحى». وتوصل «جيش الإسلام» إلى اتفاق مع روسيا بوساطة أممية، لإجلاء الجرحى من الغوطة الشرقية.

وجاء اجلاء الدفعة من مدنيي دوما بعد ساعات على اعلان مركز المصالحة أنه تم إخراج 76 شخصا عبر الممر الإنساني من الغوطة الشرقية بينهم 49 طفلا، حيث تم نقلهم إلى مساكن مؤقتة في بلدة الدوير.

ميدانيا، واصل الطيران الحربي قصف مناطق تمركز المسلحين من في كفربطنا وعين ترما وسقبا وعربين وزملكا وحمورية بالغوطة الشرقية.

وحقق الجيش السوري تقدماً ملحوظاً في جسرين بالغوطة الشرقية، وسط استمرار القصف نحو تحركات المسلحين بالمنطقة.

وبحسب المصادر العسكرية، فقد سيطر الجيش الحكومي السوري على عدد من الأبنية والمزارع شرق وجنوب شرق بلدة جسرين ، بعد معارك مع «جبهة النصرة».

ولفتت المصادر إلى أن الجيش الحكومي السوري استهدف مواقع المجموعات مسلحة في حزة وعربين وعين ترما وحرستا وحمورية بالغوطة.

فيما تمكن الجيش الحكومي السوري من تطويق المسلحين في مدينة حرستا بشكل الكامل وعزلها عن مدينة دوما وبلدة الريحان فيما وسع من دائرة السيطرة في قرية مديرا بالغوطة الشرقية.

وقال مقاتلون من المعارضة إن الطيران السوري استأنف لليوم الثاني قصف عدد من البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا (جنوب) أمس، بعد يوم من تحذير واشنطن من أن مثل هذا القصف ينتهك اتفاق مناطق عدم التصعيد الأمريكي الروسي.

وذكر مصدران من المعارضة أن الطائرات قصفت الحراك وبصر الحرير ومنطقة في اللجاة، وجميعها مناطق شهدت قصفا أمس الأول في أول ضربات جوية منذ اتفاق أمريكي روسي تم التوصل إليه في يوليو الماضي بشأن إقامة منطقة عدم تصعيد في جنوب سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول إنها تشعر بالقلق إزاء هذا العنف ودعت إلى «اجتماع عاجل» في الأردن لضمان الحفاظ على منطقة عدم التصعيد.

وقال عدد من قادة فصائل الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب في جنوب سوريا إن القصف يهدف إلى تحذيرهم من فتح جبهة لتخفيف الضغط عن الغوطة الشرقية التي تواجه حملة قصف مكثفة يشنها الجيش السوري وحلفاؤه.

وقالت عدة مصادر من المعارضة إن بعض الترتيبات جارية لشن هذه الحملة العسكرية مع تصاعد الضغط الشعبي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لكي تهاجم الفصائل الجيش الحكومي الذي يرسل تعزيزات من الجنوب إلى الغوطة الشرقية.

وقال دبلوماسيان غربيان بارزان إن المخاوف تتزايد في الأردن وبين القوى الغربية من أن الجيش الحكومي السوري المدعوم من موسكو ومقاتلين إيرانيين سيمضي قدما في تنفيذ هجوم كبير لاستعادة الجنوب إذا ما تمكن من استعادة الغوطة الشرقية.

من جهته ، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن قيام الولايات المتحدة باستهداف سوريا سيكون له عواقب «وخيمة» جداً.

ونقلت وسائل إعلام عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي بموسكو، أنه «في حال إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على استهداف سوريا فستكون عواقب الضربة وخيمة جداً».

وتابع لافروف أن « التنظيمات المعارضة في الغوطة تواصل قصف دمشق بالقذائف بما في ذلك مقر السفارة الروسية وهو ما يعتبر خرقاً للقرار الأممي 2401» .

واتهم الوزير الروسي الغرب بعدم الإيفاء بتعهداتهم في التأثير على التنظيمات الإرهابية لوقف قصف دمشق بالقذائف».

واعتبر لافروف «تهديدات واشنطن بتقديم مشروع قرار جديد إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا لا يعني إلا فشلهم في تطبيق القرار السابق، لأن مشروع القرار الجديد الذي يرغب الأمريكيون بتقديمه الآن لا يتضمن أي استثناءات مضيفاً أن المشروع الأمريكي لا يخص سوريا بأكملها كما كان في قرار 2401 بل الغوطة الشرقية فقط.

في السياق، أعلنت اللجنة المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، أنه لا ينبغي العفو أو التسامح مع من يثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب خلال الصراع السوري.

وقال مدير اللجنة سيرجيو بينيرو، خلال عرض تقريره أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: «يجب التذكير أنه لا ينبغي العفو أو التسامح مع من يتحمل مسؤولية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وجرائم الحرب ضد الإنسانية»، داعيا إلى القيام بالإجراءات اللازمة لجلب المذنبين للعدالة.

وأوضح بينيرو أن تفاقم الأوضاع في سوريا في الأسابيع الأخيرة سببه «الوهم أنه من الممكن حل النزاع بانتصار عسكري، هذا الوهم غذته عدم رغبة الدول المؤثرة في تعزيز التزام الأطراف المتحاربة، ودفعهم للانخراط في حوار جدي من أجل إيجاد حل سياسي دائم».

من ناحية أخرى، اتهمت - قوات سوريا الديمقراطية - (قسد) المدعومة أمريكياً، تركيا بممارسة تطهير عرقي في مدينة عفرين بريف حلب في إطار حملة عسكرية بدأتها منذ 20 يناير الماضي في حين نفت أنقرة ذلك.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية بقوات «قسد» ريدور خليل في رسالة لوكالة (رويترز) إن تركيا تنتهج سياسة «تغيير سكاني» في عفرين.

وأضاف خليل ان «الحكومة التركية توطن أسرا تركمانية وعربية في قرى عفرين التي احتلتها بعد أن أجبرت سكانها على النزوح منها وتوزع ممتلكات سكان عفرين على المستوطنين الجدد».

بالمقابل، نفى مسؤول تركي هذه الاتهامات واعتبرها«غير صحيحة».

وقال المسؤول التركي ان « الزعم بتوطين عرب وتركمان في عفرين لا أساس له من الصحة، نقل سكان إلى هذه المنطقة لتغيير التكوين السكاني أمر غير مطروح».

وجاء ذلك عقب ساعات على اعلان الجيش التركي أن قوات «غصن الزيتون» حاصرت مركز مدينة عفرين شمال سوريا، الأمر الذي نفته «وحدات حماية الشعب الكردية» المسيطرة على المدينة.

في غضون ذلك ، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس إن مخاوف تركيا «المشروعة» بشأن أمن حدودها لا تبرر «مطلقا» العملية الجارية في منطقة عفرين في سوريا.

وأضاف أمام الجمعية الوطنية «اذا كان القلق حيال الحدود شرعيا بالنسبة لتركيا، فإن هذا لا يبرر على الإطلاق التوغل العميق للقوات التركية في منطقة عفرين».