1275105
1275105
عمان اليوم

بدء تشغيل المركز الوطني لطب الأعماق بأحدث الأجهزة العلاجية

13 مارس 2018
13 مارس 2018

بتكلفة حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال -

أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة أن إدخال خدمة طب الأعماق بالسلطنة ضمن الخدمات العلاجية يعد إضافة جديدة تضاف إلى منظومة العمل الصحي المتخصص وتأتي استجابة للحاجة الماسة إليها في العديد من العلاجات وتأكيدا لحرص الوزارة على تطوير خدماتها الصحية وفق المؤشرات الصحية المحلية والتطورات العلمية والتقنيات الحديثة في مجالات الطب المختلفة التي تستدعي في أحيان كثيرة توفر خدمات صحية متخصصة في العديد من مجالات الطب وتعد المراكز الوطنية لعلاج الأورام وأمراض القلب والسكري والصحة الوراثية والغدد الصماء خير مثال على ذلك. وقد تم مؤخرا تشغيل المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني الذي بدأ بتقديم خدماته العلاجية للمرضى والمراجعين بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال عماني، وأقيم على مساحة بناء تبلغ (851) مترا مربعا، وزود بكافة المعدات والأجهزة الطبية . ويضم قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة و (3) غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي جهازين منهما بغرفة علاج جماعية تتسع لــ (12) شخصا وجهاز واحد لغرفة علاج فردية. وقد رُوعي عند إنشاء المركز أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة.

تخصص نادر

من جانبه أوضح الدكتور قاسم بن أحمد السالمي مدير عام المستشفى السلطاني: إن طب الأعماق من التخصصات الطبية الحديثة نسبيا، حيث يهتم بدراسة التأثيرات الفسيولوجية على صحة جسم الإنسان، مع إمكانية تسخير طب الأعماق في علاج وتسريع عملية الشفاء للعديد من الحالات المرضية عبر استخدام تقنية الأكسجين المضغوط. وأضاف: بعد الانتهاء من إعداد دليل الأنظمة التشغيلية والإدارية للمركز جاء تشغيل المركز الوطني لطب الأعماق من منطلق أهمية تعزيز الرعاية الصحية التخصصية بالسلطنة، والتماشي مع ازدياد المرضى الخاضعين للرعاية الصحية في مجال طب الأعماق . وأشار إلى أن المستشفى السلطاني يَفخر بأن أغلب الكوادر الطبية والتمريضية العاملة بالمركز هي كوادر وطنية وهو ما يترجم جهود وزارة الصحة ممثلة بالمستشفى السلطاني في تأهيل الكوادر العمانية لجعلها قادرة على أخذ زمام المبادرة لتقديم رعاية تخصصية في شتى مجالات وميادين الطب الحديث .

آلية العلاج

وأوضحت الدكتورة عائشة بنت حبيب البلوشية أخصائية طب أسرة المسؤولة عن المركز الوطني لطب الأعماق أن طريقة العلاج بالأكسجين المضغوط تتلخص بإدخال المريض في غرفة مغلقة أسطوانية الشكل، تدعى «غرفة معادلة الضغط العلاجية»؛ ليستنشق المريض الأكسجين النقي بنسبة 100% بواسطة قناع تنفس وتحت ضغط أعلى من الضغط الجوي العادي، حيث تستمر الجلسة العلاجية حوالي ساعتين في الحالات المرضية المستقرة. وقد يخضع المريض لعدة جلسات بالأكسجين المضغوط، قد تتراوح ما بين 20-40 جلسة وفق تقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض ومدى استجابته للعلاج. وأشارت إلى أن الطريقة العلاجية بالأكسجين المضغوط تقوم على إحداث إحدى خاصيتين: تتمثل الأولى في خاصية التأثير الميكانيكي الناتج عن ارتفاع الضغط الجوي ، حيث أثبتت الدراسات بأن الضغط يتناسب عكسيا مع الحجم ، وهو الأمر الذي يتيح علاج بعض الحالات المرضية، وأبرزها انسدادات الأوعية الدموية بالغازات، الذي يتسبب به اختلال الضغط بالجسم وهو ما يحدث غالبا للغواصين، بينما تتلخص الخاصية الثانية في التأثير الفسيولوجي، حيث إن استنشاق الأكسجين بنسبة 100% تحت ضغط جوي عال يؤدي إلى زيادة الضغط الجزيئي للأكسجين ، وهو ما يجعل الأكسجين يذوب في بلازما الدم فينتج بالتالي عن هذه العملية تشبع الدم بالأكسجين وهو الأمر الذي يجعل كافة خلايا الجسم قادرة على القيام بوظائفها الحيوية على أكمل وجه. كذلك يساعد الأكسجين على زيادة نشاط الخلايا المسؤولة عن مهاجمة الميكروبات الضارة بالجسم، علاوة عن دوره في تنشيط وتكوين الأوعية الدموية عبر زيادة إفراز الجسم لمادتي: الكولاجين، والفيبروبلاست.

الجدير بالإشارة أن العلاج بالأكسجين المضغوط يعد علاجا أساسيا لعدة حالات، أهمها: انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية ، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون ، ومرض اختلال الضغط للغواصين. كذلك يستخدم الأكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك : تقرحات القدم السكري ، والإصابات الناتجة عن الحروق ، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة ، وإصابات السحق (الحوادث) ، فضلا عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة ، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام . وقد خضع كافة أفراد الطاقم الطبي بالمركز الوطني لطب الأعماق لبرنامج تدريبي بمراكز متخصصة في ألمانيا والنمسا إلى جانب برنامج تدريبي تطبيقي في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية.