الحرفيون يباشرون صناعة ماء الورد بالجبل الأخضر

الجبل الاخضر - سعود بن بدر آل ثاني

بدأ موسم الورد واستخلاصه بنيابة الجبل الاخضر الذي يكتسب أهمية كبيرة في حياة الأهالي لاحياء حرفة الاجداد والاباء في صناعة ماء الورد التي تتم بالطرق التقليدية في أفران محلية داخل المنازل تسمى الديهجان مبنية من الحصى والطين أو الاسمنت، ويثبت بسقفها البرم الاناء الفخاري عددها حسب حجم المصنع والتي يتم تعبيتها بكميات الورد الطازجة، ويوضع فوق الورد اناء نحاسي تسمى الصحلة وتغطى فوهة البرمة بإناء نحاسي أيضا يسمى القرص ويوضع عليه ماء حتى يصطدم به بخار الورد وينزل على الاناء النحاسي الذي فوق كمية الورد داخل البرمة، وتشعل النار بواسطة الحطب أو الشعلات التي تستخدم بالغاز، وتستمر عملية التصنيع بالتقطير البطي بواسطة البخار مدة ثلاث ساعات ونصف.

ويتم استخراج الانتاج من ماء الورد، ويعاد التعبئة مره اخرى لمواصلة عملية التصنيع حتى انتها الموسم الذي يستمر لمدة أربعين يوما، ويتم الاحتفاظ بالانتاج في أواني فخارية أو بلاستيكية ويترك مدة أسبوعين وبعد ذلك يتم تنقيته من الشوائب قبل تعبئته في زجاجات مصفى يلمع كالذهب لتتم عملية التسويق حيث يجد اقبالا كبيرا عليه من عشاق هذا العطر المحلي لجودته العالية، وايضا من السياح، وفي الأسواق المحلية، وخارج السلطنة لشهرته الواسعة وتعدد استخداماته ومنها لتجميل نكهة القهوة والحلوى العمانية وغيرها من الأكلات، ويستخدم مع التداوي بالأعشاب لعلاج بعض الأمراض لذا يصل الايراد الصافي للفدان الواحد 3000 ريال عماني، مما جعل مزارعوا الجبل الاخضر يكثرون من أشجار الورد التي تنتشر بالآلاف على مساحات واسعة ببساتين قرى ومناطق النيابة وتسقى بالافلاج وتتمركز بكثرة في قرى سيق والشريجة والعين والعيينة والعقر والقشع وغيرها من القرى الزراعية تطل بمنظرها الباهي وتفوح بعطرها الزاكي مستقطبة الحرفيين في كل صباح لجني المحصول طازجا بجمال قطرات الندى وإحضار الكميات المحصودة الى الديهجان مصنع ماء الورد في أواني خوصية "القفير"أو القماش النظيف، ويتم أخذ كمية الورد حسب حاجة المصنع، يعد انتاج ماء الورد عنصرا مهما في التجارة لقيمته الاقتصادية، وايضا يقوم بإنتاج ماء الورد مركز تقطير النباتات العطرية في سيح قطنه بالجبل الاخضر التابع للهيئة العامة للصناعات الحرفية الذي يستقبل خام الورد من المزراعين وينتج ماء الورد بصنفين الذهبي والشفاف.