1273741
1273741
العرب والعالم

بمشاركة معارضين سابقين - انتخابات تشريعية «غير مسبوقة» لتعزيز السلام في كولومبيا

11 مارس 2018
11 مارس 2018

بوغوتا - (أ ف ب) -: فتحت مراكز الاقتراع في كولومبيا ابوابها أمس أمام ملايين الناخبين في انتخابات تشريعية غير مسبوقة بمشاركة المتمردين السابقين في حركة «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك)، وحاسمة لمستقبل بلد بعد حرب دامت اكثر من ثلاثين عاما مع إمكانية عودة يمين معارض لاتفاق السلام إلى السلطة.

وجرى الاقتراع دون معارك اذ ان المتمردين السابقين غادروا ساحة القتال إلى السياسة بينما تطبق حركة التمرد الاخرى «الجيش الوطني للتحرير» وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في هذه المناسبة.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (13,00 ت غ) لأكثر من 36 مليون ناخب لانتخاب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من اصل 2700 مرشح، وحتى الساعة الرابعة بعد الظهر (21,00 ت غ).

وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي سيغادر السلطة في السابع من اغسطس القادم انه «اول يوم انتخابي منذ نصف قرن سنصوت فيه بسلام، بدون القوات المسلحة الثورية الكولومبية كمجموعة مسلحة، بل كحزب سياسي».

وينص اتفاق السلام الذي وقعه الرئيس سانتوس مع حركة التمرد الماركسية السابقة في نوفمبر 2016 على أن تشغل عشرة مقاعد في البرلمان المقبل الذي يتألف من 280 مقعدا، بعدما اصبح اسمها «القوة البديلة الثورية المشتركة» (فارك ايضا).

فوز معلن لليمين

في بلد تسجل فيه نسبة امتناع عن التصويت تبلغ ستين بالمائة ويشهد فيه اليسار انقساما، يمكن ان يفوز اليمين المتشدد بالأغلبية المطلقة في البرلمان ويؤثر على الاقتراع الرئاسي.

ويفترض أن تأتي في الطليعة القوى اليمينية التي يقودها السناتور والرئيس السابق الفارو اوريبي في رابع اقتصاد في امريكا اللاتينية يحكمه المحافظون تقليديا.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز في الانتخابات اوريبي وحزبه «المركز الديموقراطي» وحركات أخرى معارضة لاتفاق السلام الذي ادى إلى حالة استقطاب في البلاد.

ومع انها وعد بذلك، سيواجه اليمين صعوبة في إلغاء النص الذي يشكل نزع أسلحة اكثر من سبعة آلاف مقاتل، نقطة رئيسية فيه، ودخل بالفعل حيز التنفيذ.

لكن يمكنه عرقلة تطبيق بقيته بما في ذلك الإصلاح الزراعي والقضاء الخاص للسلام الذي يفرض على المتمردين السابقين الاعتراف بجرائمهم ودفع تعويضات للضحايا.

ويقضي الاتفاق بان يستفيد التائبون من عقوبات أخرى غير السجن، وهذا ما يرفضه معارضو الاتفاق.

اتفاق السلام مهدد؟

وقال فريديريك ماسيه من جامعة «اكسترنادو» لوكالة فرانس برس إن «مجرد عدم تطبيق ما تم توقيعه كاف ليكون هذا الاتفاق بلا تأثير». وأضاف هذا الخبير في النزاع وعملية السلام «سيكون ذلك استراتيجية أخبث» من إعادة التفاوض على الاتفاق.

وقال الخبير السياسي فيليبي بوتيرو من جامعة الاندس انه قد لا يتم «التصويت او حتى عرض» القوانين المتعلقة بتطبيق الاتفاق على البرلمان.

ويمكن أن يفوز اليمين في الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تجرى الدورة الأولى منها في 27 مايو والثانية في 17 يونيو، ويؤخر المحادثات مع «جيش التحرير الوطني».

وكانت المفاوضات جمدت في فبراير الماضي مع حركة التمرد هذه التي تضم حوالي 1500 مسلح، بعد سلسلة هجمات.

وقال ماسيه «بالنسبة لجيش التحرير الوطني انه يفضل مواجهة حكومة يمين متشدد لتبرير كفاحه المسلح والتمكن من استئناف المفاوضات عاجلا او آجلا».

وكان الرئيس سانتوس الذي يحكم كولومبيا منذ 2010 يأمل في التوصل إلى «سلام كامل» عبر توقيع اتفاق مع «جيش التحرير الوطني». وقانونيا لم يعد يستطيع الترشح بعد ولايتين بينما تراجعت أغلبيته ليمين الوسط بعد سلسلة من فضائح الفساد.

وأجريت أمس ايضا الانتخابات التمهيدية للتيارين اليميني واليساري لاختيار مرشحيهما للاقتراع الرئاسي.