1272554
1272554
العرب والعالم

الجيش السوري يعزل دوما ويشطر الغوطة الشرقية إلى 3 أجزاء

10 مارس 2018
10 مارس 2018

القوات التركية على مشارف عفرين -

بوتين: الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية «مفبركة» -

دمشق -عمان- بسام جميدة - وكالات-

عزل الجيش السوري أمس مدينة دوما عن باقي الغوطة الشرقية قرب دمشق إثر تقدم جديد ضيق من خلاله الخناق أكثر على الفصائل المعارضة والمدنيين المحاصرين في هذه المنطقة.

وبعزله مدينة دوما، تمكن الجيش السوري وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالا، حرستا غربا، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق وتشكل منذ 2012 معقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة ما جعلها هدفا دائما للقوات الحكومية. وفي إطار عملية عسكرية برية بعد حملة قصف عنيف، سيطرت القوات الحكومية السورية مؤخرا على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية.

وكانت الفصائل المعارضة شنت خلال اليومين الماضيين، وفق المرصد هجمات مضادة ضد القوات الحكومية تمكنت خلالها من عرقلة تقدمه وإن كان بشكل محدود قبل أن يستعيد زمام الأمور أمس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «عزلت القوات النظامية دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، بعد سيطرتها على الطريق التي يربطها بحرستا غربا وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها». وتعد مدينة دوما معقل فصيل «جيش الإسلام» الأكثر نفوذا في الغوطة الشرقية.

وأفاد مراسل فرانس برس في مدينة دوما عن قصف جوي ومدفعي على المدينة التي يختبئ سكانها في الأقبية وبدت شوارعها خالية من الحركة، وهي التي استقبلت أصلا نازحين فروا من المعارك.

وأشار المراسل إلى أن سيارات الإسعاف التي تذهب لإجلاء الجرحى تجد صعوبة في العودة إلى المستشفيات من جراء القصف.

وأورد المرصد أن «ثلاثين غارة جوية استهدفت دوما كما تنهال عليها عشرات القذائف الصاروخية منذ ساعتين». وأوضح عبد الرحمن أنه «بعزل دوما، تمكنت القوات النظامية من تقطيع أوصال الغوطة الشرقية».

ومن شأن هذا التقدم أن يضيق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة كما على 400 ألف مدني محاصرين منذ عام 2013.

وتدور اشتباكات عنيفة أيضا بين القوات النظامية وفصيل «فيلق الرحمن» في محيط بلدة مديرا (غربا) وقرب بلدات حمورية وسقبا وافتيريس (جنوبا).

وأورد التلفزيون السوري الرسمي أن «الجيش يكثف عملياته، ويتقدم نحو ثلاثة محاور رئيسية هي مديرا ومسرابا وسقبا».

وتتزامن الاشتباكات مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الأعمال القتالية لخمس ساعات يوميا. ويتخللها فتح «ممر إنساني» لخروج المدنيين.

وأفات وكالة (سانا) أن امرأة و3 أطفال لقوا مصرعهم بنيران مسلحين أثناء محاولتهم الخروج من الممر الإنساني المؤدي من جسرين إلى المليحة.

وبدأت عند الساعة التاسعة من صباح أمس فترة تهدئة جديدة في الغوطة لإفساح المجال لخروج المدنيين الذين يحاصرهم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمجموعات التابعة له ويتخذهم دروعا بشرية وذلك بعد منعهم من المغادرة طيلة الأيام الماضية عبر مخيم الوافدين.

وعلى هامش تقدم الجيش السوري، تجري مفاوضات محلية بين القوات الحكومية ووجهاء من الغوطة الشرقية للتوصل إلى حل «لوقف سفك الدماء، إما عبر إخراج المدنيين أو إخراج المقاتلين»، وفق عبد الرحمن.

وإلى جانب تلك المبادرة، خرج 13 مقاتلا من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) كانوا معتقلين لدى «جيش الإسلام» من الغوطة الشرقية إثر مشاورات بين هذا الفصيل والأمم المتحدة.

وكانت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية أعلنت التزامها بإجلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام من الغوطة الشرقية بعد قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف للأعمال الحربية «من دون تأخير» لمدة 30 يوماً، مستثنياً تنظيمي داعش والقاعدة وجبهة النصرة في إشارة الى هيئة تحرير الشام وكل المجموعات والأشخاص المرتبطين بها. إلا أن الحكومة السورية تصنف كافة الفصائل التي تقاتلها بـ(الإرهابية).

وفاقمت الحملة العسكرية معاناة نحو 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ عام 2013.

ودخلت الجمعة 13 شاحنة تحمل مواد غذائية الى مدينة دوما بعدما تعذر إفراغ حمولتها جراء القصف الاثنين، حين كانت في عداد أول قافلة مساعدات دخلت المنطقة منذ بدء التصعيد.

ولم تحمل قافلة المساعدات أمس الأول أي مستلزمات طبية. وكانت السلطات السورية منعت القافلة الاثنين الماضي من إدخال بعض المواد الطبية الضرورية. وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن «مؤشرات إيجابية» لإرسال قافلة أكبر تتضمن مواد طبية هذا الأسبوع.

وأعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا أن مسلحين متمركزين في غوطة دمشق الشرقية يسعون لإجراء مفاوضات حول انفصالهم عن جبهة النصرة.

وقال رئيس المركز، اللواء يوري يفتوشينكو، إن بعض ممثلي المجموعات المسلحة غير الشرعية كثفوا محاولاتهم للتواصل مع كل من القوات الحكومية السورية والمركز الروسي للمصالحة لبحث موضوع الانفصال عن جبهة النصرة.

وعلى جبهة أخرى في سوريا، باتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها أمس على بعد 4 كيلومترات من مدينة عفرين شمال سوريا، وسط استمرار للمعارك مع المقاتلين الكرد، وفق ما أفاد المرصد السوري المعارض.

يأتي ذلك غداة تصريح للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان قال فيه إن قواته تستطيع أن تدخل في أية لحظة مدينة عفرين، كما توعّد أن هذه القوات ستتحرّك لاحقا إلى منبج وستطهّر منطقة شرق نهر الفرات بأكملها. مراسل الميادين قال إن المدفعية التركية قصفت محيط بلدة مريمين في محاولة للتقدّم وفرض حصار على مدينة عفرين.

في غضون ذلك، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية إلى إجراء تحقيق نزيه في الهجمات التي شنتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على مدينة الرقة بعد انتزاعها من تنظيم (داعش).

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله في مقابلة مع شبكة (NBC) التلفزيونية الأمريكية، انه «تم تدمير كل شيء في الرقة والموصل وحتى الآن ما زالت جثث المدنيين تحت الأنقاض ولم تدفن، أنتم لا ترغبون في أن تتذكروا ذلك».

وعن ملف الكيماوي، أعرب بوتين عن اقتناعه بأن الاتهامات الموجهة إلى الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية «مفبركة وتصب في مصلحة الإرهابيين».

وانتقد بوتين التحقيق الأممي في حالات استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا والذي يحمّل دمشق وكذلك تنظيم «داعش» المسؤولية عن هذه الهجمات، قائلا إن هذا التحقيق « لم يكن جديا».

وكذّب بوتين أنباء تتحدث عن حيلولة موسكو دون إجراء تحقيقات مفصلة على الأرض في استخدام الكيماوي بسوريا، مشددا على أن (روسيا كانت ولا تزال تطالب بإجراء تحقيق شامل في الموضوع لمعاقبة المسؤولين).