1272440
1272440
المنوعات

انطلاق الملتقـى الإعلامي العربي للشـباب بالقاهـرة

10 مارس 2018
10 مارس 2018

مكرم محمد أحمد لـ عمان : التواصل والحوار أساس العيش المشترك -

القاهرة - عمان - نظيمة سعد الدين -

أكد مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، في تصريحات خاصة لـ«$» على هامش مشاركته في أعمال الملتقى الإعلامي العربي للشباب الذي انطلقت أعماله أمس بمقر الجامعة العربية، انه في ظل هذا العالم الجديد المتشابك المصالح الذي تشيع فيه ثقافة متجانسة تكاد توحد أنماط الاستهلاك، وتعظم المشترك في ثقافات الأمم وتُلزم المجتمع الدولي حرصا على بقائه واستمراره أن يكون في صف حوارات الحضارات والأديان، وأن يكون حربا على الإرهاب ينتصر للسلم والأمن الدوليين، ويعترف بالآخر ويرفض كافة صور العنصرية والتمييز، في هذا العالم الذي تحكمه المنافسة وتعدد الأقطاب ويتسابق فيه الجميع إلى المعرفة، وتسود قوانين السوق، وتزحف الديمقراطية إلى أعتى المؤسسات بما في ذلك المنظمات الدولية والأممية، وبذلك أصبح التواصل والحوار أساس العيش المشترك، وكبر دور الإعلام، وأصبحت تهيئة المناخ الصحيح جزءا مهما من منظومة النجاح، وبدلا من الإكراه والمنع نمت ثقافات جديدة تدعو إلى التواصل والإقناع، وأصبح التشارك بديلا عن السيطرة والإملاء، وانتفت الحاجة إلى القطب الأوحد، والواحد ليصبح العالم بالضرورة أكثر تنوعا وديمقراطية.

وأكد مكرم أن هذا هو السبب الذي جعل الإعلام يجد مكانه الصحيح بأن يكون جزءا من منظومة السلطة التنفيذية الحاكمة، وأن وزارة الإعلام قد لا تكون هي الحل الأمثل لضمان مشترك صحيح يربط أفراد المجتمع الواحد، وأن المهنية والمواثيق الأخلاقية والتمسك بأصول الحرفة ومحدداتها الأصلية هو العنصر الأساسي الذي يضمن الحرية والمسؤولية في الوقت نفسه وينظم الحدود الفاصلة بين حرية الإنسان وحريات الآخرين.

مشيرا أن هذا ما جعلنا في مصر، نختار وفي تجربة وليدة لم تُكتمل بعد عامها الأول أن نكوّن مجلس تنظيم للإعلام وليس وزارة للإعلام.

وأكد مكرم أن هناك فارقا كبيرا بين الأمرين، لأن مجلس تنظيم الإعلام لا يمثل السلطة التنفيذية، ولكنه يمثل أصول مهنة الإعلام وأخلاقياتها، ويمثل الدولة المصرية بأكثر من أن يمثل حكومتها، ويرعى المجتمع المصري، ويعتبره المرجعية الأساسية في مواثيق المهنة الأخلاقية، ويُمثل الضمير المهني الذي ينبغي أن يكون يقظا في كل الأحوال، يوازن عسف السلطة وضيق خياراتها ومعاناتها المستمرة من غياب حلم الحرية.

وكانت أعمال الملتقى الإعلامي العربي للشباب في دورته السابعة قد انطلقت صباح أمس، برعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بمقر الجامعة، بمشاركة مجموعة من وزراء الإعلام العرب، وعدد من أبرز الإعلاميين، ومن طلبة الإعلام في الجامعات العربية المختلفة،والذي ينظمه الملتقى الإعلامي العربي بالكويت تحت رعاية جامعة الدول العربية بعنوان: (الشباب وإعلام المستقبل) مع هذه النخبة المتألقة من رجالات الإعلام والفكر.

وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام بجامعة الدول العربية، إن الإعلام بمختلف أساليبه ووسائله يعد من أهم آليات التواصل في العصر الحديث، وكذا من أبرز مكونات العالم في كل معطياته الثقافية والفكرية والأيديولوجية، وجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمعات.

وأوضحت في كلمتها أنه تتجلى أهمية الإعلام من خلال المواضيع والقضايا التي يطرحها في شتى المجالات بغية التأثير في الملتقى وإحداث تغييرات جذرية في أفكاره ومعتقداته.

وقالت أبو غزالة ، إن الشباب هم حصن الأمة في المستقبل، ولابد من السعي الجاد لصيانة عقولهم وتوعيتهم بقضايا أمتهم الجوهرية من خلال إعلام متوازن والقيام بأعمال ملموسة، مشيرة إلى أهمية تطوير مهارات الشباب العربي الإبداعية والسعي إلى تطوير ما يملكه الإعلام من آليات لخدمة قضايا الشباب بما يضمن إكمال مسيرة الإعلام العربي.

فيما أكد مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن مجلس تنظيم الإعلام لا يمثل السلطة التنفيذية، ولكنه يمثل أصول مهنة الإعلام وأخلاقياتها، ويمثل الدولة المصرية بأكثر من أن يمثل حكومتها ويرعى المجتمع المصري، ويعتبره المرجعية الأساسية في مواثيق المهنة الأخلاقية.

وأوضح مكرم، خلال كلمته ، أن المجلس يُمثل الضمير المهني الذي ينبغي أن يكون يقظا في كل الأحوال، يوازن عسف السلطة وضيق خياراتها ومعاناتها المستمرة من غياب حلم الحرية.

وأكمل مكرم، قائلا: «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر هو الذي يضبط الإيقاع لمهنتي الصحافة والإعلام ويحدد المعايير الصحيحة لهما».

وأكد وزير الإعلام الكويتي، محمد الجبري، أهمية سلاح الإعلام في عملية البناء والوحدة الوطنية بالمجتمعات، مشددا على أهمية الاستثمار في العنصر البشري الشبابي الذي يمثل قوة الحاضر وقادة المستقبل.

وأشار وزير الإعلام الكويتي في كلمته أمام الملتقى، إلى أنه على الرغم من الإيجابيات العديدة التي وفرها عصر تكنولوجيا المعلومات وظهور الإعلام الجديد، إلا أنه توجد عدة تحديات وإشكاليات تواجه مجتمع الإعلام العربي، يأتي في مقدمتها المصداقية والدقة والتثبت من المصادر الموثوقة، وهو ما يفرض على الشباب العربي التمسك بقواعد الصدق والأمانة والحيادية والشفافية وأخلاق المهنة، والحرص على التدريب والتطوير وصقل المهارات، بشكل يسمح لها ان تكون أكثر مواكبة لمتغيرات العصر وتحديات المرحلة، للتحرك سريعا وبفاعلية على الساحة الإعلامية الدولية، وتحسين الصورة النمطية للإعلام العربي لدى الآخرين، وتفعيل دوره في مجابهة أفكار العنف والتطرف والإرهاب.

وأكد الجبري أهمية الملتقى موجها رسالة للشباب طالبهم فيها بالحرص على التعلم والتدرب والتأهل للمستقبل بأكبر قدر من المعرفة، التي تقود للنجاح والتميز والإبداع، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الالتزام بقيم ومبادئ العمل الإعلامي الحقيقي ومواثيقه.

ودعا وزير الإعلام الكويتي الى العمل سويا من أجل مستقبل إعلامي شبابي عربي أفضل.

واستعرض الجبري جهود بلاده في رعاية الشباب والنهوض بهم، مؤكدا أن الكويت أولت اهتمامها بالشباب بوصفهم بناة المستقبل وحاملي مشعل التنمية والتطور، بدعم من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتأسست وزارة الدولة لشؤون الشباب في يناير 2013، آخذة على عاتقها تشجيع وإطلاق الاستراتيجيات والسياسات والمبادرات والبرامج المتكاملة لضمان تنمية مشاركة الشباب وتمكينهم من القيادة والريادة الإبداعية، ما كان من نتيجته فوز دولة الكويت لأن تكون عاصمة الشباب العربي للعام 2017 -2018.

ويعقد الملتقى، على مدار يومين متتاليين، وذلك لمناقشة عدد من القضايا الإعلامية، ولتأهيل جيل الإعلاميين الشباب لتحمل مسؤولية المهنة مستقبلا، إضافة إلى أهمية احتواء العنصر الشاب الذي يساعد على إيجاد مناخ إعلامي عربي متجدد يستطيع أن يقبل كل التيارات وأن يواجه الانقسامات في إطار من أخلاقيات وميثاق شرف يظلل الإعلام العربي ولا يحد من قدرته على التعبير والتطوير. ويتناول الملتقى الإعلامي العربي للشباب في دورته السابعة دور الإعلام في التنمية،إضافة إلى العديد من القضايا الإعلامية المهمة بمشاركة نخبة من الوزراء والمسؤولين وكبار الإعلاميين الذين سيخلقون جوا من التواصل المباشر بين جيل الشباب وجيل الإعلاميين المخضرمين. ويتضمن الملتقى عقد عدة ندوات يشارك فيها نخبة من أبرز الإعلاميين العرب بمختلف اختصاصاتهم الإعلامية، إضافة إلى ورش إعلامية مختلفة.

شارك في الملتقى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومحمد الجبري وزير الإعلام الكويتي، وعلي الرميحي وزير الإعلام البحريني، وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام إضافة إلى العديد من أبرز الإعلاميين العرب.

وتحتوي الجلسات على العديد من القضايا المهمة والمؤثرة في كل ما يتعلق بالإعلام العربي، خاصة ما يهم الشباب.