1272093
1272093
عمان اليوم

وحدة السكتة الدماغية في صلالة جاهزة للتشغيل بسعة ٨ أسرة وبفريق مدرب ومؤهل

10 مارس 2018
10 مارس 2018

أمل الهاشمية لـ«عمان»: المؤتمر العماني الألماني يناقش التطورات العلمية والطبية للمرض -

كتبت: عهود الجيلانية -

أشارت الدكتورة أمل بنت محمد الهاشمية استشارية أولى في طب المخ والأعصاب ورئيسة وحدة السكتة الدماغية المركزية بمستشفى خولة عن جاهزية وحدة السكتة الدماغية للتشغيل في مستشفى السلطان قابوس بصلالة بطاقة استيعابية تصل 8 أسرة، ومعززة بكافة أجهزتها ومعداتها، موضحه بأن الفريق في انتظار انضمام المختص لتشغيل الوحدة بعد استقطاب طبيب متخصص لقيادة الفريق المدرب والمؤهل للتعامل مع مرضى السكتات الدماغية، حيث يعتبر طب المخ والأعصاب من التخصصات أكثر ندرة في العالم.

ومن جانب آخر أكدت الهاشمية أن الوزارة تسعى لرفع مستوى الخدمة الطبية المقدمة لمرضى السكتة الدماغية، وتطويرها لتتناسب مع أحدث العلاجات المتبعة عالميا حيث يوجد فعليا الآن وحدة مركزية بمستشفى خولة بسعة استيعابية تصل إلى 11 سريرا كما تتوفر بوحدة السكتة الدماغية في مستشفى صحار 8 أسرة للسكتة الدماغية، وأخرى بمستشفى نزوى بسعة 6 أسرة.

الأمراض الشائعة

تشير الدكتورة الى أن السكتة الدماغية تعد من الأمراض الشائعة والمسبب الثاني للوفاة عالميا والثالث ضمن الأمراض المسببة للإعاقة الدائمة وليس هناك فرق بين الوضع محليا وعالميا كما أوضحت منظمة الصحة العالمية أن أعداد الإصابة بالمرض في تزايد مستمر كما هو الحال في السلطنة فهناك ما يقارب ٢-٦حالات جديدة تصاب بالمرض في اليوم الواحد، ومع التزايد المستمر في أعداد المصابين بمرض ضغط الدم والسكري وأمراض القلب وغيرها بالإضافة الى تصاعد متوسط العمر في أغلب المجتمعات والتقدم في السن. كما لوحظ في العقود الأخيرة ارتفاع معدل الإصابة بالسكتة الدماغية لمن هم دون سن الخمسين.

وذكرت الهاشمية حول دراستها التخصصية في المرض لمن هم تحت الخمسين عاما والبحث عن أسباب السكتات الدماغية كشفت أن أسباب التعرض للمرض ترجع لمن هم بسن ١٨-٣٥ عاما الى إصابتهم بأمراض القلب والمشاكل الأخرى المرتبطة بنقص المناعة والتدخين مع الإصابة بضغط الدم أو السكري.

وكشفت الدراسة تشابه أسباب الإصابة لمن هم أكبر من ٣٥ عاما مع الفئات العمرية الأكبر ( فوق ٥٠ عاما)، وطوال ٦ سنوات من الدراسة والتحليل وجدنا ان ٧٠% من المرضى ممن هم دون الخمسين أصيبوا بالسكتة الدماغية الخثارية و٣٠% بالسكتة النزفية وهذه الدراسة أكدت تقارب الإحصائيات وتشابها مع الوضع الصحي لدول الشرق الأوسط والمحيط الهندي. وفازت هذه الدراسة بأفضل بوستر علمي ذا قيمة في المؤتمر الكويتي الأمريكي الثالث بعام ٢٠١٦م.

فيما أشارت بدراسة أخرى حول أهمية وجود وتوفر وحدات متخصصة للسكتة الدماغية ودورها في الحد من المضاعفات التي تنتج من المرض، وأكدت الدراسة على أهمية وجود فريق متخصص في وحدات السكتات وان المرضى الذين تلقوا العلاج في الوحدة نسبة المضاعفات لديهم متدنية مقارنة بالمرضى قبل وجود الوحدات وقد قبلت هذه الدراسة ضمن أفضل الدراسات في الاجتماع العالمي الـ٦٨ للأكاديمية الأمريكية لطب المخ والأعصاب

وأوصت الدكتورة أمل ضرورة الانتباه إلى عوامل الخطورة في الإصابة بالمرض والتعامل معها جيدا للتقليل ومنع الإصابة بالسكتة الدماغية، فقالت: لعل أهم عامل للإصابة بالمرض هو ارتفاع ضغط الدم إلا أن هناك عوامل أخرى كارتفاع الكولسترول في الدم والتدخين وتعاطي المخدرات وتناول الكحوليات وداء السكري وغيرها من العوامل الخطرة. وعادة ما يتم تشخيص المرض بالفحص سريريا ويمكن معالجة أنواع السكتات بالأدوية في حالة تشخيص السكتة خلال ٤ ساعات ونصف من حدوثها وتسمى بالساعات الذهبية، وذلك بحقن دواء مذيب عن طريق الوريد وقد يكون العلاج غير مناسب للجميع كما يتم علاج بعض الحالات عن طريق القسطرة، وقد يتضمن العلاج أيضا لبعض الحالات التدخل الجراحي. ويلعب العلاج التأهيلي الشامل دورا كبيرا ومهما في التعافي من السكتة الدماغية بنوعيها واستعادة وظائف الدماغ المفقودة وبشكل مثالي يكون هذا العلاج في وحدة خاصة بالسكتة الدماغية وفريق متكامل لعلاج السكتة ومع ذلك فان هذه الوحدات غير متوفرة في كثير من أنحاء العالم.

دعم تدريب وتأهيل الكوادر

ونوهت الدكتورة إلى استمرار دعم تدريب وتأهيل الكوادر الصحية العاملة بوحدة السكتة الدماغية المركزية وتدريب الممرضين بالوحدات الأخرى بمستشفى صحار ونزوى وتطوير العلاج باتباع آخر المستجدات العلاجية في بروتوكول السكتة الدماغية.

وأوضحت الدكتورة جاهزية وحدة السكتة الدماغية بمستشفى السلطان قابوس بصلالة واستعداد الفريق المؤهل بعد استقطاب طبيب متخصص لقيادة الفريق حيث تعمل وزارة الصحة جاهدة على استقطاب المزيد من الكوادر البشرية من أجل تعزيز وحدات السكتة الدماغية بها بحكم أن المرض من التخصصات الدقيقة في العالم، كما تواصل الوزارة العمل على توفير الدعم المستمر لهذه الوحدات من حيث تزويدها بالأدوية والأجهزة والأدوات المختلفة اللازمة للتشغيل. ومن جانب آخر قالت الهاشمية إن المؤتمر العماني الألماني الثاني للسكتة الدماغية ستنطلق أعماله اليوم، وسوف يستعرض في أوراق عمله آخر التطورات العلمية والطبية والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية في المؤسسات الصحية بالسلطنة في مجال السكتة الدماغية والعمل على وضع قاعدة بيانات للمرض وذلك لتسهيل البحث العلمي والدراسة.

طب المخ والأعصاب

كما أضافت الهاشمية بأن المؤتمر يهتم بجزئية دقيقة في طب المخ والأعصاب في السكتة الدماغية ويسعى إلى تعزيز التعاون المشترك بين السلطنة وجمهورية ألمانيا الاتحادية في مجال السكتة الدماغية وتسليط الضوء على آخر المستجدات العلمية والطبية في هذا المجال والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية في المؤسسات الصحية بالسلطنة في مجال السكتة الدماغية، وتبادل الخبرات بين الكوادر الطبية في مجال السكتة الدماغية، وتنمية المهارات الطبية في مجال علاج مرضى السكتة الدماغية بدءا من مرحلة دخول المستشفى ومراحل العلاج المختلفة بما فيها التأهيل، والاعتماد وتأثيره على جودة وسلامة خدمة السكتة الدماغية.

وحول المتحدثين في المؤتمر قالت الدكتورة إن المحاضرين من الجانبين العماني والألماني، سوف يستعرضون أوراق عمل التطور التدريجي لخدمة السكتة الدماغية في السلطنة وتقديم لمحة عن أهمية الجودة والسلامة في علاج المرضى في طب المخ والأعصاب بالسكتة الدماغية، كما سيقدم الخبراء المختصون الطرق والأساليب العلاجية التي يحتاجها المريض من تأهيل وتقديم الحماية والوقاية الثانوية للمرضى، وبحث تطبيق آليات ذات فاعلية في السكتات الدماغية كما يوجد هناك أوراق عمل ستغطي نقاط مهمة في الوضع الراهن في كيفية إيجاد منظومة بيانات لمرضى السكتة الدماغية لتفتح المجال أمام البحث العلمي المنظم وبناء قاعدة بيانات للمصابين بالمرض تسهل على العاملين وضع دراسات علمية في جوانب متعلقة بالمرض، واستعراض أهمية وجود شبكة متخصصة ومناقشة التطبيب في السكتة الدماغية عن بعد وهو مفهوم جديد سيساهم في تقديم العلاج عن طريق الربط بالفيديو والصورة لرؤية المريض واتخاذ اللازم في علاجه، وأخرى حول أهمية التثقيف والتدريب المستمر لممرضات السكتة الدماغية في عناية المريض وفق ما يستحدث من دراسات جديدة.

الجدير بالذكر أن راعي افتتاح المؤتمر الذي تنطلق أعماله اليوم بفندق جراند حياة لمدة ليومين معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة بحضور مسؤولين وخبراء من الجانب الألماني منهم الدكتور فولكر وسن وزير الشؤون الاقتصادية والنقل والزراعة وبمشاركة حوالي 250 مشاركا و10 محاضرين من داخل السلطنة وألمانيا وجاء المؤتمر في نسخته الثانية ليؤكد أهمية تبادل الخبرات في مجال السكتة الدماغية مع ألمانيا حيث تعتبر من أقوى المدارس الطبية في علاجات السكتات الدماغية وطب المخ والأعصاب في أوروبا خاصة.

ومن جانب آخر لدينا برنامج تدريبي متكامل لتدريب الممرضات في التعامل مع مرضى السكتات الدماغية وهدفنا الأول هو تدريب الكوادر العمانية ولقلة عددهم نتجه لتدريب كافة الكوادر لتوفير العلاج للمرضى وأنا الطبيبة العمانية الوحيدة المتخصصة في السكتة الدماغية لذا أدعو الطبيبات العمانيات لدراسة التخصص في السكتات الدماغية.