آخر الأخبار

القيادة الأكاديمية نقطة انطلاق خلق بيئة مواتية «تمكينيه» في مؤسسات التعليم العالي الخاص

10 مارس 2018
10 مارس 2018

رسالة دكتوراه لمساعد عميد الدعم المؤسسي بكلية الدراسات المصرفية والمالية:-

تحدث الدكتورعلي بن حمدان بن محمد البلوشي مساعد عميد الدعم المؤسسي في كلية الدراسات المصرفية والمالية حول أطروحة الدكتوراه التي تقدم بها والتي جاءت تحت عنوان «خلق بيئة مواتية (تمكينيه) في مؤسسات التعليم العالي الخاص في سلطنة عمان» بعد أن أجيزت الأطروحة من قبل جامعة ساوث هامتون البريطانية في سبتمبر 2017م.

واستهل الباحث حديثه بأن إيجاد بيئة مواتية في مؤسسات التعليم العالي يعني وجود بيئة أكاديمية مناسبة بقيادة أكاديمية محفزة وقادرة على انتقاء البرامج الأكاديمية والمناهج المناسبة والحديثة ذات الجودة العالية وكذلك تنظيم حلقات العمل البحثية وتعيين مديرين وعمداء قادرين على مواكبة الاتجاهات الحديثة في التعليم العالي على المستوى المحلي والعالمي، واختيار أعضاء هيئة التدريس بمؤهلات وخبرات مناسبة إلى جانب تامين الموارد المالية المطلوبة لإقامة الأبنية المناسبة، بما في ذلك المختبرات والمعدات، وأكد الباحث على أهمية وجود بيئة أكاديمية مواتية (تمكينيه) قادرة على دعم إدارات الجامعات والكليات الخاصة لإيجاد خريجين ذوي المهارات الكافية لتلبية توقعات القطاع الخاص وهذا بدوره يعكس في الواقع استجابتها لظروف السوق ولاحتياجات المجتمع.

الهدف الرئيسي

وحول المجال والهدف الرئيسي للأطروحة أوضح الدكتور علي أنه تطرق إلى نظام التعليم العالي في السلطنة لبحث واستكشاف قدرة وأسلوب قيادات مؤسسات التعليم العالي الخاصة (الرؤساء والعمداء) على خلق بيئات مواتية (تمكينيه) في الجامعات والكليات الخاصة التي تم اختيارها مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي لهذه الأطروحة هو الاطلاع وتقييم اتجاه أداء رؤساء وعمداء مؤسسات التعليم العالي الخاصة التي تم اختيارها من منظور القيادة التحويلية وقيادة الأداء لإيجاد بيئة مواتية (تمكينيه) في هذه المؤسسات، وتتلخص أهمية الأطروحة في فهم أدوار رؤساء وعمداء الجامعات والكليات الخاصة في خلق بيئة مواتية (تمكينيه) في تلك المؤسسات وتعزيز معرفة الأكاديميين والإداريين بدور قيادات مؤسسات التعليم العالي إلى جانب زيادة وعي القيادات الواعدة لهذه المؤسسات من حيث التحديات التي تواجه إدارتها وقيادتها وكذلك فهم أدوار موظفيها.

ومعرفة أدوار موظفي هذه المؤسسات ومدى رضاهم ليكونوا أكثر إنتاجية وفعالية في مؤسسات التعليم العالي وأهمية المعلومات التي جمعت في هذا البحث للتحقق من المشاكل المحتملة التي تعرقل إيجاد بيئة مواتية ومحفزة في مؤسسات التعليم العالي في السلطنة بالإضافة إلى فتح مجالات بحوث مستقبلية في أمور تهم التعليم العالي ومنها: جودة التعليم والبرامج المقدمة، التمويل، المنافسة، أدوار قيادات هذه المؤسسات، قبول الطلبة، الارتباط مع المؤسسات الخارجية وأدوار مجالس إدارات مؤسسات التعليم العالي وأضافت الأطروحة معرفة جديدة في التعليم العالي في عمان خاصة والعالم العربي وهي تمثل إضافة للبحوث والدراسات في مجالات التعليم العالي المختلفة في دول مجلس التعاون الخليجي.

منهجية الأطروحة

أوضح الدكتور علي البلوشي أن منهجية الأطروحة اعتمدت على جمع المعلومات النوعية من خلال المقابلات مع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الخاصة التي شملها البحث وكذلك مقابلات مع مدير عام الجامعات والكليات الخاصة في ذلك الوقت ومقابلة عدد من مديري الموارد البشرية في بعض الوزارات وأيضا إجراء مقابلات مع عدد من الخريجين، إضافة إلى البيانات العددية من خلال الاستبانات التي وزعت على عدد من الأكاديميين والإداريين والطلبة.

مؤكدا أنه اطلع على ١٦٩٥ مرجعا لتغذية أطروحته مستخدما ٤٠٠ مرجع من مختلف الكتب والدوريات ذات العلاقة بمجال الأطروحة وتم دمج مختلف فروع الأدبيات حول موضوع خلق بيئة تمكينيه في مؤسسات التعليم العالي باستخدام نموذج ساكسينا النظري لعام 2013 مستخدما أربعة عناصر تتمثل في أهمية بيئة المكان ومباني المؤسسة وتصميمها لتسهيل التفاعل والتواصل بين الإدارة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.

أبرز النتائج!

وعن أهم نتائج هذه الأطروحة فقد تحدث الباحث أنه من خلال التحقق في مستوى سعي رؤساء وعمداء الجامعات والكليات لخلق بيئة مواتية (تمكينية) والعمل من منظور القيادة التحويلية في مؤسسات التعليم العالي خلصت الأطروحة إلى النتائج التالية: تسليط الضوء على وجود فجوة في معايير ممارسة القيادة لدى رؤساء وعمداء الجامعات والكليات الخاصة ولذلك هناك حاجة إلى بعض المعايير الدولية لممارسات القيادة لما لها من تأثير كبير على هذه المؤسسات في خلق بيئة تمكينية لموظفيها من خلال إعطائهم الصلاحية والمسؤولية واتخاذ القرارات إلى جانب وجود فجوة ملحوظة في العلاقة مع القطاع الصناعي /‏‏ القطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي لأن معظم مؤسسات التعليم العالي الخاصة في السلطنة لديها برامج تابعة للجامعات الأجنبية والهيئات التعليمية، وهذا يوجد سلطة محدودة لإدخال أي تغيير على مناهجها ونتج عن ذلك عدم تطابق بين البرامج المقدمة واحتياجات متطلبات سوق العمل وهذا يتطلب توفير تدريب إضافي للخريجين ورغم إدراك ذلك من قبل عمداء ورؤساء الجامعات إلا أنه ليس لديهم ما يكفي من السلطة لتغيير المناهج الدراسية أو خطط الدراسة.

كما أن عمداء ورؤساء الجامعات الخاصة لديهم صلاحيات محدودة لإيجاد بيئات عمل محفزة في مؤسسات التعليم العالي الخاص والنتائج تشير إلى مستوى عال من عدم الرضا الوظيفي من جانب أعضاء هيئة التدريس.

وخلصت أيضا إلى أن مجالس إدارة الجامعات /‏‏ الكليات لها دور أكبر في اتخاذ القرارات مقارنة بدور رؤساء وعمداء الكليات خاصة فيما يتعلق بالأمور المالية ومن بين الأسباب أن أعضاء المجالس هم في الأساس رجال الأعمال وعادة ما يستهدفون الربح، كما أظهرت النتائج أن بعض الأشخاص في مجالس إدارة مؤسسات التعليم العالي والخاصة يتمتعون بقدر أكبر من السلطة من رؤساء وعمداء هذه المؤسسات.

واختتم الدكتور علي بن حمدان البلوشي حديثه عن الأطروحة إلى أنها انتهت إلى تقديم مجموعة من التوصيات لتطوير أداء مؤسسات التعليم العالي الخاص في سلطنة عمان للمساهمة في تلبية احتياجات الأفراد والمجتمع، ويمكن أن يستفاد من هذه التوصيات أيضا لتطوير مؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تجمعها ظروف اجتماعية واقتصادية متشابهة، ومن هذه التوصيات تقديم إطار استرشادي لمتطلبات قيادة مؤسسات التعليم العالي لإيجاد بيئة مواتية (تمكينيه) في تلك المؤسسات، كما أنه يتوجب على الجامعات والكليات الخاصة القيام بتقوية علاقاتها العملية مع القطاع الخاص والمجتمع من أجل الشراكة في إعداد بحوث تطبيقية لخدمة المجتمع.