1270569
1270569
الاقتصادية

برنامج «تقدر» يساهم في تنمية مهارات وثقافة الباحثين عن عمل للحصول على الفرص الوظيفية

10 مارس 2018
10 مارس 2018

بتنظيم من رؤية الشباب وبي. بي. عُمان -

استطلاع - حمد بن محمد الهاشمي -

مع تزايد أعداد الباحثين عن عمل، تكاتفت معظم الجهود على مستوى القطاعات جميعها للمساهمة بحل هذه المشكلة، وجاءت فكرة مؤسسة رؤية الشباب في تنظيم برنامج تدريبي وتأهيلي، أطلقت عليه اسم “تقدر”، بدعم من شركة بي. بي. عُمان، والذي يستهدف الباحثين عن عمل، حيث ينتقل فيه المتدرب من تحدٍ إلى آخر بناء على مهارات وسلوكيات يفتقر إليها، والتي قد تكون سببا في عدم حصوله على وظيفة تناسبه.

ويعتبر برنامج “تقدر” أحد البرامج المتكاملة التي تركز على تقليص الفجوة بين المهارات التي يحتاجها أصحاب العمل وبين نقاط القوة التي يمتلكها الباحثون عن عمل، وتوظيفها وتطويرها لتصل إلى المستوى المطلوب للمنافسة في سوق العمل.

كما سعى البرنامج إلى تغيير الثقافات والمعتقدات الخاطئة التي كانت تشكل العائق الأكبر في عدم الحصول على عمل، وقد ساهمت نوعية وطريقة طرح الحلقات التدريبية والتمارين والأدوات المستخدمة والتحديات التي تم تصميمها من قبل مؤسسة رؤية الشباب بشكل كامل لتناسب الفئة المستهدفة من الشباب الباحثين عن عمل، وتساعد على توجيههم بطريقة شبابية قريبة التأثير عليهم؛ ليكونوا علامة فارقة وسط جموع الباحثين عن عمل، إضافة إلى إلهامهم بالعزيمة والإصرار، وذلك عبر نماذج حية عمانية مكافحة بدأت بما دون الصفر ووصلت لما طمحت له.

تنمية المهارات

.. وعن قرب التقت “عمان الاقتصادي” بمنظميّ البرنامج، وعدد من المتدربين من خلاله، وذلك للتعرف أكثر على أهميته وما قدمه للباحثين عن عمل.

حيث قالت شمسة الرواحية مسؤولة برنامج الاستثمار الاجتماعي بشركة بي. بي. عُمان: “نعمل بالشراكة مع مؤسسة رؤية الشباب لتقديم برنامج “تقدر”، هذا البرنامج الذي يعمل على تدريب الشباب الباحثين عن عمل وتنمية مهاراتهم وضمان جاهزيتهم للدخول والمنافسة في سوق العمل، ويسعى البرنامج إلى توسيع دائرة الفرص الوظيفية وتأهيل الشباب العُماني للحصول على وظائف، كما أننا في شركة بي. بي. عُمان نؤمن أن مثل هذه البرامج تضيف قيمة حقيقية للشباب، وتساعد على دعمهم وتدريبهم وتوجيههم لتحقيق النجاح في بيئة العمل”.

دافع أكبر

من جانبها قالت أسماء بنت سعيد السليمانية أخصائية بحوث ودراسات في مؤسسة رؤية الشباب: “أضاف قربي من المشاركين في البرنامج الكثير من معارفهم المتنوعة، إضافة إلى أنها منحتني طاقة ودافعا أكبر لبذل المزيد لأجل الباحثين عن عمل”.

وقالت مريم بنت حمدان الزدجالية إحدى المشاركات في الدفعة الأولى من البرنامج وخريجة جامعة السلطان قابوس: “تنشأ الفرص من رحم العزيمة والإصرار” عبارة لطالما ترددت على مسامعنا، ليأتي برنامج “تقدر” ويؤكد لنا صحتها فيحفزنا بطريقة إبداعية وبسيطة لإيجاد فرص عمل عظيمة.

وأضافت: إن تجربتي في البرنامج كانت مثيرة حقا ولا يمكن اختزالها في سطور معدودة، ولكن مجمل القول حقق البرنامج أهدافه في تأهيل الباحثين عن عمل، وفتح أعيننا على أشياء ربما أغلب الباحثين عن عمل لم يكونوا على دراية بها. مشيرة إلى أنها من خلال البرنامج اكتشفت ذاتها، فأعادت ترتيب اهتماماتها.

التوسع في البحث

من جانبها تحدثت أسماء بنت سعيد السالمية خريجة إحدى الكليات الخاصة في السلطنة، قائلة: جعلني البرنامج أتوسع في البحث عن الوظيفة في مجالات متعددة لم أقصرها على مجال تخصصي الدراسي فقط، وأعطتني دافعا وثقة أكبر عند تقدمي للمنافسة على الفرص المطروحة على مدى أوسع، كما أن البرنامج جعلني أتعرف بدقة على النقاط التي تميزني وأركز على نقاط القوة.

وأضافت: من وجهة نظري أرى أنه من المفترض أن يكون برنامج “تقدر” إلزامي تعتمده وزارة التعليم العالي لكل الخريجين، لأن المسؤولين والمنظمين والشخصيات العمانية المشرفة التي بدأت من الصفر ما هم إلا إلهام لكل باحث عن عمل.

تحديد المسار

وأوضح عمار بن يحيى المشايخي خريج جامعة السلطان قابوس أن برنامج “تقدر” من البرامج التي تجعل المشارك فيها يعرف قدراته وتوجهاته بدقة، كما يساعدك في تحديد مسارك المستقبلي ونوعية الوظائف أو المهن التي تريدها، كما عرفت إمكانياتي وبيئة العمل والمجال الأنسب لي.

اكتشاف المهارات والطموحات

وقالت أفراح بنت حمد الشكيلية خريجة جامعة السلطان قابوس: برنامج “تقدر” من أهم البرامج المختصة بتدريب وتأهيل الباحثين من عمل؛ فهو برنامج متكامل ومكثف تميز بروح العمل الجماعي، وفتح لنا أبواب أخرى في اكتشاف مهاراتنا وطموحاتنا، حيث تعلمت الكثير من المهارات المطلوبة للحصول على وظيفة تتناسب مع ميولنا، ومن بعد البرنامج بدأت فورا بالبحث عن الوظائف بطرق مختلفة، وحدثت السيرة الذاتية لتكون واجهة تعكس كل مهاراتي وخبراتي العلمية والعملية. وأوضح عصام بن راشد الوحشي أحد المشاركين في البرنامج: يعتبر هذا البرنامج من أهم الدورات التي حضرتها، حيث تعلمت فيه الكثير من المعلومات والمعارف والمهارات، وما يميز هذا البرنامج بأنه واضح المعالم، القائمون عليه كانت أهدافهم واضحة جدا ووصلت إلينا بشكل جميل.

وأضاف الوحشي: مهد لنا هذا البرنامج الطريق للبحث عن عمل بطرق مختلفة، وأرشدنا إلى أخطائنا في السير الذاتية والمقابلات.

مراحل البرنامج

برنامج “تقدر” عبارة عن عدة مراحل، حيث تم تقديم عدد من حلقات العمل في “المرحلة الأولى” من البرنامج لـ 150 شابا وشابة باحثين عن عمل، منهم 100 خريج من جامعة السلطان قابوس، و50 خريجا من مختلف الجامعات والكليات من داخل وخارج السلطنة.

وقد تم التطرق في المرحلة الأولى إلى عدد من حلقات العمل، حيث تم التركيز في الحلقة الأولى على عدة نقاط، وهي: كيف تجد نفسك مميزا؟، وما هي مهنتك التي تود التركيز عليها وتطويرها؟، وما الفرق بين العمل في القطاعات المختلفة؟، وكيف تكتشف المهارات والمعارف والخبرات التي تمتلكها وتصيغها بطريقة جذابة؟.

كما تم التطرق في حلقة العمل الثانية إلى مراجعة السير الذاتية وعمل مقابلات حية والتعليق عليها، وتعلم مهارة التقدم لوظائف عبر المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى التسويق الحديث وعمل هوية مميزة للباحث عن عمل.

وفي حلقة العمل الثالثة عمل المشاركون على مشاريع مختلفة، حيث تم إعطاؤهم تحديات كل نصف ساعة تصعب من عملية إنجاز المشروع، وهي التحديات التي قد يواجهونها في بيئة العمل في المستقبل، والهدف منها قياس مهارات المشاركين في العمل كفريق والعمل تحت ضغط وكيفية حل المشاكل وكيفية الإبداع والابتكار في الأفكار وغيرها من المهارات.

المرحلة الثانية

خلال هذه المرحلة تم توزيع 10 مشاركين بعد اختيارهم من حلقات العمل على 10 مؤسسات صغيرة ومتوسطة لمدة 3 أشهر مع إعطائهم مهام ومسؤوليات محددة ومتدرجة في المؤسسة بالاتفاق مع صاحب المؤسسة، وتلك المسؤوليات تحاول أن تعطي الباحث عن عمل أو المتدرب المهارات التي يفتقر إليها، بالإضافة إلى إعطائهم بعض الأساسيات في بيئة العمل كالالتزام والجودة في العمل، وأخلاقيات العمل بشكل عام. كما يتم تقييم المتدرب من خلال صاحب المؤسسة التي يتدرب فيها كل 3 أسابيع، بالإضافة إلى المشرف الخاص به من شركة كبرى في السلطنة، حيث يقوم المشرف بمتابعة المتدرب كل أسبوعين، وذلك لنقل تجربته وخبرته العملية للمتدرب.

المرحلة الثالثة

في هذه المرحلة الثالثة من البرنامج، يتم التقييم والتطوير للمشارك وأيضا للمؤسسة الصغيرة، وذلك بتقديم مشروع تطويري متكامل من خلال المتدرب في المؤسسة الصغيرة بعد عمله في المؤسسة، في أي مجال يظن المتدرب أن المؤسسة تحتاجه لتطويرها ومساعدتها على العمل بكفاءة، وسوف يقوم المتدرب بعرض مشروعه في ختام البرنامج في حفل خاص يتم فيه دعوة أصحاب المصلحة للبرنامج، والمهتمين بالموارد البشرية العمانية والراغبين بتوظيف بعض الشباب الموهوبين، وذلك في شهر مايو من العام الحالي.

حملة إعلامية

وخلال جميع تلك المراحل، تقوم مؤسسة رؤية الشباب بحملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي للبرنامج والمشاركين وادائهم، وذلك لفتح فرص التوظيف لدى المؤسسات الأخرى بعد اكتشاف هؤلاء الشباب، وتطوير قدراتهم خلال أربعة أشهر من البرنامج، بالإضافة إلى قيامها بجلسة نقاشية عامة تتوجه فيها للمجتمع سواء المهتمين بالقضية أو في المجال الأكاديمي أو التشغيلي أو التدريب وأولياء الأمور أيضا، و ذلك لنقاش عدد من التحديات التي قد يواجهها الباحث عن عمل بسبب ثقافة المجتمع وأنظمة التعليم أو التدريب، بهدف تغيير بعض الثقافات التي تعيق الباحث عن عمل في الحصول على وظائف ولو كانت مؤقتة لاكتساب الخبرات.

والجدير بالذكر أن مؤسسة رؤية الشباب قد انتهت من المرحلة الأولى من البرنامج، وأعلنت عن المترشحين في المرحلة الثانية حيث بدأ 10 متدربين أساسيين في 5 فبراير الماضي ويستمرون إلى 5 مايو المقبل، أم بالإضافة الى 10 مشاركين في قائمة الاحتياط سوف يتم الاعلان عن أسمائهم في حالة طلب إحدى الجهات لمتدربين من البرنامج أو في حالة انسحاب أحد المتدربين الأساسيين من المرحلة الثانية.