1268126
1268126
إشراقات

المرأة بلغت في ظل الإسلام ذروة التكريم وغاية الاعتراف بمكانتها الإنسانية

08 مارس 2018
08 مارس 2018

مطالبة بالاعتزاز بدينها ومبادئه العظيمة ورسم خطة لتطوير مهاراتها ومعارفها -

حاورهما: سالم الحسيني -

أوضح فضيلة الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين الفتوى بمكتب سماحة المفتي العام للسلطنة أن المرأة بلغت في ظل الإسلام ذروة التكريم وغاية الاعتراف بمكانتها الإنسانية، فالواجب على المرأة المسلمة أن تستشعر ذلك، وأن تكون معتزة بدينها وتعاليم ربها، متمسكة بالأخلاق والقيم والمبادئ العظيمة التي جاء بها ديننا الحنيف. ووجه فضيلته عبر جريدة $ كلمة له بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة الذي صادف أمس الخميس الثامن من مارس بيّن فيها: إن المناسبة فرصة للمرأة المسلمة أن تكون لديها خطة واضحة وأهداف سامية، وأن تسعى إلى تطوير مهاراتها ومعارفها وأن تجعل لنفسها وقتا تقضيه في تقوية علاقتها الإيمانية بربها. وعليها أن تسعى إلى زرع قيم الإسلام العظيمة ومبادئه القيمة في نفوس أبنائها وأن توظّف وسائل الاتصال الحديثة في زرع القيم السامية في نفوسهم.

من جهته أكد الشيخ منذر بن عبدالله السيفي - واعظ عام بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن للمرأة دورا فاعلا في ترسيخ الجوانب الاجتماعية وعليها أن تتسلح بالعلم، من أجل أن تكون لها الريادة في ترسيخ المبادئ والقيم في ظل المتغيرات الحديثة، وعليها أن تربي أولادها على الفضيلة وأن تستغل التقنيات الحديثة في نشر الفضيلة وتعليم الأبناء وتوجيههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. واستشهد السيفي ببعض المواقف المشرفة للنساء العمانيات اللاتي كان لهن الدور الرائد في نشر العلم وترسيخ القيم لا تزال بصماتهن واضحة في المكتبة العمانية والمكتبة الإسلامية على وجه العموم.

بداية يحدثنا فضيلة الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين الفتوى بمكتب سماحة المفتي العام للسلطنة قائلا: بلغت المرأة في ظل الإسلام ذروة التكريم وغاية الاعتراف بمكانتها الإنسانية والله عزّ وجلّ بيّن أن أصل خلقها من الرجل نفسه، كما في قصة آدم وحواء.. وهذا يدل على التشريف والتكريم وأنها والرجل في مقام الحقوق والواجبات سواء، ثم ساوى الله عزّ وجلّ بين الرجل والمرأة في استحقاق الجزاء مقابل العمل، من غير نظر إلى جنس أو نوع.. قال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)، كما أن الإسلام أكرم المرأة في كل أطوار حياتها فهي مكرّمة أمّا وبنتا وزوجة إذ جعل الله عزّ وجلّ حق الأم مقدما على حق الأب نفسه قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، وأكرمها بنتا حيث أمر بحسن تربيتها وجعل في تربيتها أجرا عظيما، فالرسول صلى الله عليه وسلم بيّن انه من (من رزق ثلاث بنات فرباهن وأحسن تربيتهن كنّ حجابا له من النار). وأكرمها زوجة عندما جعل الميثاق الذي يربطها بالرجل ميثاقا غليظا.. قال تعالى: (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)، وبيّن أن لها من الحقوق مثل الذي عليها، يقول سبحانه وتعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وحفظ الإسلام للمرأة حقها في تملّك المال فهي كالرجل في أن لها شخصية مالية مستقلة ولا يحق لزوج ولا لغيره أن يأخذ من مالها شيئا بغير طيب نفس منها، كما رفع الإسلام عن المرأة القيود الجاهلية التي وضعت عليها حينما كانت تعامل على أنها متاع تورث وأنها لا قيمة لها في المجتمع ناهيك عن القيود التي تُفرض عليها في العدة عند وفاة زوجها ولم يكن يعترف بحقها في الميراث بل كانت نفسها تورث كالمتاع فرفع الإسلام كل ذلك عنها، وحفظ لها حقها، فالواجب على المرأة المسلمة أن تستشعر ذلك كله، وأن تحمد الله على نعمه، وأن تكون معتزة بدينها وتعاليم ربها، متمسكة بالأخلاق والقيم والمبادئ العظيمة التي جاء بها ديننا الحنيف.

وأضاف: والمرأة شقيقة الرجل كما في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مسؤولة كالرجل عن الإصلاح والتربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، والحكمة تقول: وراء كل رجل عظيم امرأة، فهؤلاء المفكرون والعلماء والمبدعون وراءهم أمهات صبرن على تربيتهم وأحسنّ إليهم.. فدور المرأة في التربية لا يقل أبدا عن دور الرجل بل قد يفوق أحيانا، وبهذا جاء في الحديث أن المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، فلذلك على الأم أن تسعى إلى زرع قيم الإسلام العظيمة ومبادئه القيمة في نفوس الأولاد بما في ذلك حب الآخرين واحترامهم وتقدير الإنسان لإنسانيته والتعاون من أجل ما يحقق الصالح العام وأن يبتعدوا عن الإفساد والتخريب وكل ما من شأنه أن يعود بنتائج سلبية عليهم وعلى مجتمعهم أو على أمتهم أو على الإنسانية بشكل عام، وتؤمر الأم أن توظّف الوسائل الحديثة الكثيرة في زرع هذه القيم في نفوس الأبناء، وقد منّ الله علينا في هذا العصر بوسائل متعددة لم تكن عند السابقين فلا ينبغي أن تغفل الأم عنها.

مشاريع رائدة

أما عن الأدوار الاجتماعية التي يجب أن تقوم بها المرأة في المجتمع في ظل تعدد مهامها غير مهمة الأمومة في الحياة العصرية أجاب قائلا: تحتاج المرأة إلى تنظيم وقتها وحسن إدارته حتى يمكنها التوفيق بين ما يجب عليها من حقوق تجاه زوجها وأولادها وبين مسؤوليتها الاجتماعية وبدون ذلك قد تضحّي بجانب على حساب جانب آخر، فالمرأة عنصر فعال في المجتمع لابد أن تشعر بآلامه وآماله وان تقف مع الناس وتقدم لهم ما تستطيع تقديمه من خدمات مادية ومعنوية وتنخرط مع بنات جنسها في المشاريع والفعاليات التي من شأنها أن تدفع المجتمع الى التقدم.. مشيرا إلى انه مما يثلج الصدر ما نراه ونسمع عنه من مشاريع نسوية له دور في تطور المجتمع ونشر الوعي والثقافة والأخلاق والقيم والمبادئ الحسنة فيه.

وأضاف: ولا يفوتني أن ننبّه على أن الرجل يؤمر أن يكون معينا لزوجته حتى تستطيع النجاح فإن بعض الرجال قد لا يقبل أن يقدم شيئا من التضحية فتبقى المرأة عاجزة عن القيام بأدوارها الاجتماعية مما يضعف كثيرا من المشاريع التي تكون المرأة عنصرا فعالا فيها.

وما إذا كان لديه كلمة توجيهية بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة الذي صادف أمس الخميس قال: هذه المناسبة فرصة للمرأة أن تقف مع نفسها فتنظر فيما حققته في الماضي وفيما تصبو إلى تحقيقه في المستقبل وتعيد ترتيب أوراقها وترتيب أولوياتها كذلك، وأن تكون لديها خطة واضحة وأهداف سامية تسمو إلى الوصول إليها، كل ذلك من غير أن يترتب على ذلك إهمال للنفس أو تقصير في تطويرها فإننا لا نريد منه المرأة أن تكون كالشمعة التي تذوب ليحيا غيرها، وإنما نريد منها أن ترقى بنفسها وفي الوقت نفسه تسعى إلى الارتقاء بالمجتمع، فتسعى إلى تطوير مهاراتها وعلومها ومعارفها فتكثر من القراءة والمطالعة ووسائل تطوير الذات وأيضا تجعل لنفسها وقتا تقضيه في تقوية علاقتها الإيمانية بربها سبحانه وتعالى، فإن المدد والعون والقوة الحقيقية تستلهم من الله جل وعلا، وبدونه يبقى الإنسان ضعيفا لا يستطيع القيام بمهامه خاصة وأن الدخول إلى المجتمع يقتضي صبرا وحكمة وأناة وكل ذلك لا يتيسر إن لم يكن لدى الإنسان حبل موصول بالله عزّ وجلّ.

نماذج مشرفة

أما الشيخ منذر بن عبدالله السيفي - واعظ عام بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية فقال: لا شك أن الله سبحانه وتعالى أعطى المرأة حقوقها وكفل لها ضمانات كثيرة والرسول صلى الله عليه وسلم كرّم المرأة كذلك وكفل لها حريتها في ظل الشريعة الربانية، ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن جعل لها التصرف في حق مالها واختيار زوجها ومشاورتها في الأمور المهمة، والقصة مشهورة لأم سلمة رضي الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حينما طلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل عودتهم إلى المدينة من الصحابة رضوان عليهم أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا الهدى تحللا من الإحرام لم يفعلوا فدخل على «أم سلمة» رضي الله عنها، ورأت منه الضيق والهمّ فسألته عن السبب فأخبرها فأشارت عليه أن يخرج اليهم فينحر البدن ويحلق.. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بيده ودعا حالقه فحلقه.. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض حتى حلقوا جميعا، وكذلك موقف السيدة نسيبة بنت كعب المازنية في غزوة أحد حينما تفرق الناس عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وخالف الرماة أوامره- صلى الله عليه وسلم- سلّت السيدة نسيبة بنت كعب المازنية سيفها من غمده وأخذت تدافع عن رسول صلى الله عليه وسلم حتى أصيب بستين طعنة ما بين ضربة بالسيف وطعنة برمح فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: ما التفت يمينا إلا ورأيت نسيبة تدافع عني وما التفت يسارا إلا ورأيت نسيبة تدافع عني وما نظرت أمامي إلا ورأيت نسيبة تدافع عني، وما نظرت خلفي إلا ورأيت نسيبة تدافع عني، اللهم ارزقها الجنة، ولما سمعت السيدة نسيبة دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم- لها قالت: يا رسول الله خصّني بالدعاء فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل نسيبة بنت كعب المازنية رفيقتي في الجنة».

وأشار إلى أن من التكريم الرباني للمرأة أن بعض الآيات القرآنية نزلت انتصارا للمرأة ومن ذلك لما حدث الخلاف بين السيدة خولة وزوجها جاءت تشتكي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فنزل قول الله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).. وقيل: إن السيدة خولة التقت بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه فقالت: يا عمر قف، فوقف فقالت له: يا عمر كنت في الجاهلية تسمى عمير فدخلت الإسلام وسميت عمرا، مات رسول- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبو بكر الصديق وقلّدت أمر المسلمين فاتق الله في الرعية، فغضب أحد مرافقيه الذي وقال لها: يا امرأة لقد أكثرت على أمير المؤمنين فقال سيدنا عمر: دعها فإن الله تعالى قد سمع دعاءها من فوق سبع سماوات. أما تعلم إنها خولة بنت ثعلبة. ومن صور تكريم الإسلام كذلك للمرأة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكنه أن يدعو الله عز وجل ان يموت وهو ساجد أو راكع أو قائم إلا انه صلى الله عليه وسلم أراد ان يبيّن للأمة الى قيام الساعة مكانة المرأة فآثر ان تقبض روحه وهو في حجر السيدة عائشة رضي الله عنها.

أما عن دور المرأة في ترسيخ القيم الإسلامية والتسامح الديني في نفوس الأبناء فقال: للمرأة تأثير قوي في صقل مواهب الأجيال لأنه في الغالب الأبناء يتعلقون بأمهاتهم نظير التصاقهم بهن وقد كان للمرأة المسلمة دور كبير في ترسيخ بعض القيم والأخلاقيات وقيل إن رسول صلى الله عليه وسلم جعل إحدى الصحابيات عسسا (مراقبا) في السوق لكشف ان كان هنالك بعض الغش في السلع ونحوها وأعطاها صلى الله عليه وسلم جميع الصلاحيات من ناحية العقوبة وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما حصل.

وأضاف: ولم تكن المرأة العمانية بمنأى عن ترسيخ القيم والأخلاقيات في المجتمع وكذلك كان لها دور كبير في المجالات السياسية ومن تلك النساء: الشيخة عائشة بنت راشد الريامية التي رفضت ان تبايع الإمام سيف بن سلطان بالإمامة بسبب خروجه على أخيه الإمام بلعرب حتى يتوب من ذنوبه وخروجه على الإمام ولما تاب الإمام سيف بن سلطان قالت: الآن نبايعك على السمعة والطاعة، فبايعه أهل عمان نزولا عند أمر الشيخة عائشة بنت راشد الريامية.

وأوضح أن من المشاركات المجتمعية للمرأة العمانية ما قامت به الشيخة منيرة بنت عامر البطرانية وهي من نزوى إذ أنها عُيّنت مدرسة للقرآن الكريم تدرس الأبناء والبنات كتاب الله عز وجل في بلدها نزوى وأجرت للمدرسة راتبا شهريا على نفقتها، وعرف بعض النساء العمانيات دورهن في نسخ الكتب مساهمة منهن لنشر العلم وترسيخ القيم ومنهن الشيخة راية البيمانية التي نسخت مجموعة من الكتب احتضنتها المكتبة العمانية على وجه الخصوص والمكتبة الإسلامية على وجه العموم، واستفادت منها، كما ان الإمام محمد بن عبدالله الخليلي عيّن امرأة مشرفة في بنات جنسها، تنظر الى أحوالهن وحاجتهن إلى الإمام في بعض المسائل التي تتعلق بأمور دينهن وهي زهرة بنت شامس السيفية التي قال فيها الإمام غالب بن علي الهنائي: إن زهرة بنت شامس السيفية كان لها دور نشيط في عهد الإمام الخليلي لا يقوى له كثير من الرجال، وحدّث ولا حرج عن دور النساء في تربية أبنائهن على الفضيلة وغرس القيم ومنهن ليلى بنت محمد شامس البطاشية التي ربت ولدها محمد بن شامس على الفضيلة وشجعته على العلم وحثته على مكارم الأخلاق وصار بعد ذلك ولدها من اكبر علماء عمان وصاحب اكبر موسوعة فقهية شعرية في التاريخ الإسلامي المعروفة بـ(سلاسل الذهب)، ومنهن سالمة الرواحية التي حفّظت ولدها عبدالله بن سالم اللزامي القرآن الكريم وصار بعد ذلك من المشايخ المعدود لهم بالدعوة الى الله والتعليم ونشر الفضيلة في مجتمعه بولاية قريات وغيرها من المناطق. ومنهن أيضا الشيخة أصيلة بنت سعيد الكندية التي خرج من رحمها عالمان كبيران وهما: الشيخ الدكتور إبراهيم بن احمد الكندي وأخوه العلامة يحيى بن احمد الكندي فقد سئلا عن أمهما فقال الشيخ إبراهيم عن أمه: لقد كانت حافظة لكتاب الله زاهدة بعيدة عن فضول الكلام وبعد وفاة والدي اهتمت بي وحفظتني خمسة عشر جزءا من القرآن الكريم، إذ أن والدي حفظني النصف الأول من القرآن وكذلك علمتني لامية الأفعال للشيخ سعيد بن خلفان الخليلي.

وعن دور المرأة الاجتماعي في ترسيخ القيم الإسلامية والتسامح الديني في نفوس الأبناء، فقال: لا شك أن للمرأة دورا فاعلا في ترسيخ الجوانب الاجتماعية والمجتمعية وعليها ان تحافظ على وقتها وتتسلح بسلاح العلم، من أجل ان تكون لها الريادة في ترسيخ المبادئ والقيم وأن تكون ذات أدوار نافعة للأمة فهي قادرة بإذن الله في ظل المتغيرات الحديثة أن تربي أولادها وتدرسّهم وأن تعين زوجها وتقف معه في مهمات الأمور وأن تكون مستشارة في كثير من الجوانب الخاصة ببنات جنسها، فلا يمنع الإسلام من أن تشاور المرأة في الجوانب الدينية والاجتماعية والسياسية ونحوها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرجع إليهن في بعض القضايا الشائكة ولا تستسلم المرأة للمتغيرات الحديثة وإنما عليها ان تكافح وهي لا شك أنها مكافحة وتستعين بالله وتنفع الأمة بكل ما هو نافع ومفيد وتستغل التقنيات الحديثة في نشر الفضيلة وتعليم الناس وتوجيههم الى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وكم من نساء استفادت منهن المجتمعات والدول بفضل تلك الكتابات اللاتي يكتبنها في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات، وتسأل الله عزّ وجلّ لنفسها التوفيق وما ذلك على الله بعزيز.

واختتم السيفي حديثه قائلا: أسأل الله تعالى أن يبارك في بناتنا ونسائنا وان يكن خير خلف لخير سلف وأن يكن على قدر المسؤولية المناطة بهن وعند حسن الظن وهن قادرات بإذن الله تعالى على صنع المعجزات.