1270114
1270114
المنوعات

انطلاق فعاليات «الناقد الأدبي» بالنادي الثقافي

07 مارس 2018
07 مارس 2018

انطلق مساء أمس الأول برنامج «الناقد الأدبي» الذي ينظمه النادي الثقافي بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ومشاركة عدد من النقاد العمانيين الشباب المتخصصين، ويهدف النادي الثقافي من خلال هذه الفعالية إلى إثراء المنتج الأدبي بمجموعة من الدراسات العلمية لتسهم في رفد الحراك النقدي وتدعم الإبداع الأدبي.

وأشارت الدكتورة عزيزة الطائية إلى أن برنامج «الناقد الأدبي» يتأسس على رؤية تشجيع النُقاد العمانيين الشباب لإثراء المنتج الأدبي بمجموعة من الدراسات العلمية التخصصية التي تؤسس لتيارات نقدية فكرية تسهم في رفد الحراك النقدي في السلطنة، ودعم الإبداع الأدبي بما يغذيه من نقد معرفي بناء، موضحة أن النص السردي يعد من أكثر النصوص الأدبية الروائية استحضارا للمعالم التاريخية والمظاهر الاجتماعية والأنساق الفكرية الإيديولوجية. مضيفة: تحاول جلسات البرنامج أن تقدم للقارئ وفق رسالة فكرية أدبية تعتمد التشكيل السردي الفني المبني على عناصر متباينة من بناء لغوي وزمني ومكاني هدفها ضمان مقروئيتها وخلق متعة جمالية لمتلقيها كل هذه الاعتبارات وغيرها جعلت النص الروائي يتميز عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى، كونه يرتبط أشد الارتباط بالحياة المجتمعية، وهذا ما يجد له إمكانية تصوير الواقع الكائن، والواقع الممكن ضمن السيرورة التاريخية للمجتمع، ولهذه الأهمية حظي النص الروائي بمكانة مهمة ضمن الحركة الأدبية المعاصرة، باعتباره الديوان الأهم للمجتمع وللجمالية السردية الفنية التي تمنح الروائي القدرة على إمتاع القارئ وجذبه لمضمون القص.

وناقش الدكتور علي الشرجي «تداوليات الخطاب السردي في روايات علي المعمري» بحث فيها إشكالية الجمع بين المباحث التداولية، والخطاب السردي التخييلي، ممثلا في دراسة روايات علي المعمري الأربع: فضاءات الرغبة الأخيرة، ورابية الخطار، وهمس الجسور، وبن سولع.

وقال الشرجي: إن هذه الدراسة تحاول الانتقال من السرديات إلى تطبيق المنهج التداولي الذي يُعنى أساسا بعلاقة اللغة بمؤوليها، واستعمالها بين المتخاطبين، بينما تميل الخطابات الروائية في طبيعتها الفنية إلى التخييل في بناء عوالمها السردية، والاستعانة بالسرديات التلفظية في إبراز الذاتية في الخطاب الروائي بمظاهرها المختلفة.

مشيرا إلى أن الدراسة جاءت في مقدمة وثلاثة فصول، تناولت المقدمة إطلالة على المنجز الأدبي العماني لا سيما الخطاب الروائي منه، وأهمية تطبيق المناهج الحديثة في دراساته العلمية الأكاديمية، ومسوغات الدراسة، وأهميتها، وإشكالاتها، وبيان منهجيتها، وصعوباتها.

ويضيف أن الدراسة وقفت على التخييل السردي في المباحث التداولية، من حيث إن الخطاب الروائي قائم على التخييل، وعلاقته في المدونة بالمرجعيات الواقعية التاريخية والثقافية والاجتماعية؛ بإعادة تشكيل المادة التاريخية ضمن شرط روائي تخييلي خاص، وركزنا في دراسة بعض المباحث وعلاقتها بالتخييل، مثل: أفعال الكلام، والإحالة، والإيهام، والعوالم الممكنة وتعلقها بالعوالم التخييلية، ولغة التخييل في المدونة.

وتناول عبدالرحمن المسكري «استراتيجية الحجاج في الخطاب الصحفي: المقال في جريدة عمان ومجلة الفلق الإلكترونية نموذجا» أن الدراسة تناولت بالتحليل الصحافة العُمانية المكتوبة لتغطية الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وشملت المدونة صحيفتين عمانيتين، هما: جريدة عُمان، ومجلة الفلق الإلكترونية، وسعت هذه الدراسة إلى الإجابة عن الاستراتيجيات الحجاجية التي انتهجتها كل من جريدة عُمان، ومجلة الفلق الإلكترونية لإقناع المتلقي بآرائها تجاه الأحداث العُمانية وخصائص النص الصحفي التي تميزه عن غيره من أنواع النصوص الأخرى والفرق بين الخطاب الصحفي الورقي وبين الخطاب الصحفي الإلكتروني من حيث مكونات النص ودورها في تشكيل الخطاب. موضحا أن الدراسة اعتمدت على نظريات الحجاج، ومفاهيمها وإجراءاتها إطارا منهجيا، وجاءت الدراسة في ثلاثة فصول: ناقش الفصل الأول مدى تأثير إمكانيات الوسيلة الإعلامية في تشكيل الخطاب الصحفي، ومظاهر هذا التأثير في لغة الخطاب من حيث مستوياته الإقناعية والحجاجية، فيما سعى الفصل الثاني إلى تحليل الخطاب الصحفي المدروس، وبيان مكوناته وخصائصه، وأثرها في تشكيل مساره الحجاجي، وناقش الفصل الثالث مكونات الاستراتيجية الحجاجية لخطاب المدونة المدروسة حسب رؤية الباحث.

كما قدم أحمد بن محمد الحجري ورقته التي تناولت «تحليل الخطاب السردي في رسالة الحيوانات لإخوان الصفا وخلان الوفاء: دراسة سيميائية». موضحا أن كتاب «أيقونة إخوان الصفاء: التحليل السيميائي للخطاب السردي في رسالة الحيوانات» الذي قام بتأليفه وصدر عن دار عرب بلندن ينطلق العمل فيه من الحكاية الخرافية الواردة في الرسالة الثامنة: من الجسمانيات الطبيعيات (وهي الرسالة الثانية والعشرون من رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء)، حيث عدل إخوان الصفاء عن الأسلوب العلمي الذي اعتادوه في سائر رسائلهم إلى الأسلوب القصصي في تمرير أفكارهم الفلسفية ورؤاهم ومعتقداتهم الفكرية من خلال قصة فنتازية فلسفية تدور حول شكوى تقدمت بها الحيوانات ضد بني آدم وظلمهم لها وتعديهم عليها أمام ملك الجان بيوراسب الحكيم ملك جزيرة صاعون.