1263768
1263768
مرايا

منها الجامع الأزرق والسوق الكبير - تعرف على أبرز المعالم السياحية والتاريخية بإسطنبول

07 مارس 2018
07 مارس 2018

تقرير وتصوير: مروه حسن -

“إسطنبول” تلك المدينة السياحية الشهيرة التي تزخر بالعديد من الآثار الإسلامية والتاريخية المميزة، والتي تجذب ملايين السائحين من الشرق والغرب كل عام، حيث المساجد العريقة والأسواق التقليدية والطبيعة الساحرة، ولقد كنت ممن زاروها مؤخرا لذا اسمحوا لي أن آخذكم في هذه الجولة لنتعرف سويا على أبرز هذه المعالم وأشهرها بمدينة إسطنبول بتركيا..

جامع السلطان أحمد

أو ما يطلق عليه أيضا بـ”الجامع الأزرق” نظرا لجدرانه الداخلية المزينة ببلاط إزنيك الأزرق، فهو أول ما تقع عليه عيناك عندما تبدأ جولتك في المنطقة القديمة بميدان السلطان أحمد، وهو من أشهر وأعرق المساجد بإسطنبول، بُني المسجد بين عامي 1018- 1026هـ /‏‏ 1609 - 1616م حسب إحدى النقوشات على أحد أبوابه، يقع المسجد جنوبي آيا صوفيا وشرق ميدان السباق البيزنطي القديم. وله سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة.

يتكون الصحن من فناء كبير، ويتوسط الصحن ميضأة سداسية محمولة على ستة أعمدة، أكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن يظهر فيه التأثر بالفن الفارسي، يفتح المسجد أبوابه للزوار من الأجانب والسائحين طوال اليوم عدا أوقات الصلوات الخمس وصلاة الجمعة حيث يكون المكان للمسلمين فقد لأداء مناسكهم وعبادتهم.

آيا صوفيا

ما زلنا نتجول في ميدان السلطان أحمد، حيث الأشجار والنوافير المائية والباعة المتجولين الذين يبيعون الذرة وفاكهة الكستناء المشوية اللذيذة وغيرها من الوجبات الخفيفة التي لن تنتهي جولتك بها دون أن تكون جربت إحداها، بعد أمتار قليلة ستلمح صرحا آخر من الآثار التاريخية الشهيرة التي لها مكانة كبيرة عند المسلمين وغيرهم، حيث تجد آيا صوفيا، تلك الكاتدرائية العتيقة التي تحولت إلى مسجد على يد السلطان محمد الفاتح، ومن ثم إلى متحف ديني عام 1935، لقد كان مبنى آيا صوفيا على مدار 916 عام كتدرائية ولمدة 481 عام مسجداً ومنذ عام 1935 وإلى الآن أصبح متحفاً، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

وقد جمعت كنيسة أيا صوفيا العديد من الأفكار المعمارية التي كانت موجودة في ذلك الوقت بل وهي تعتبر قمة المعمار البيزنطى، وعندما تتجول فيها ستلاحظ وجود الهوية الإسلامية واضحة فيه من النقوشات وكتابة اسم الله ورسوله محمد- صلوات ربي وسلامه عليه- والصحابة الكرام، وأيضا سترى النقوشات والرسومات المسيحية القديمة والتي لا تزال موجودة لتكون شاهدا على تاريخ هذا المكان ومكانته لدى المسلمين والمسيحيين حول العالم.

قصر توب كابي

لم ننتهِ بعد من التجول في هذه المنطقة العريقة، حيث عليك أن تنهي الجولة بزيارة أكبر قصور مدينة إسطنبول التركية، ومركز إقامة سلاطين الدولة العثمانية لأربعة قرون من عام 1465م إلى 1856م، يقع القصر في مكان مرتفع وعلى أعلى نقطة قريبة من البحر. وخلال عهد اليونانيين والبيزنطيين كان القسم الحصين العلوي من المدينة الإغريقية القديمة، يتكون هذا القصر من عدة أجنحة تخدم فعاليات مختلفة، حيث جناح العهد، وجناح والدة السلطان، وديوان السلطان ووزرائه، وكذلك جناح لكل زوجة من زوجات السلطان، إضافة إلى متحف للهدايا التي تهدي إلى السلطان، وساحة للاحتفالات، وأجنحة الحراس والخدم.

تم تحويل القصر إلى متحف وهو مثال رائع على العمارة العثمانية وتوجد به مجموعة كبيرة من الخزف والأثواب والأسلحة وصور السلاطين العثمانيين والمخطوطات والمجوهرات والكنوز العثمانية بالإضافة إلى عروش السلاطين.

وتوجد بالقصر غرفة الأمانات المقدسة التي نقلت من المدينة المنورة إبان الثورة العربية وتوجد بها آثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، سيفهُ وعصاتهُ وضرسه وجزء من شعرهِ وإحدى خطاباته بالإضافة إلى سيوف الصحابة ومفاتيح الكعبة.

البازار الكبير

أو ما يعرف بالسوق المسقوف، فهو من أقدم وأكبر الأسواق المغلقة، حيث تم بناء أول جزء مغلق فيه عام 1455م في القرن السادس عشر الميلادي، بأمر من السلطان محمد الأول، وتم توسيعه في عهد السلطان سليمان القانوني،يحتوي على أكثر من 3000 محل تجاري تضم كافة أشكال التسوق حيث تجد بها شوارع متخصصة لبيع الذهب والمجوهرات، وشوارع تختص لبيع المصنوعات الجلدية والأثاث، وأخرى تصنع الحلوى التركية التقليدية وغيرها من المحلات المتنوعة التي تحير من يتجول داخلها.

جسر جلاطة

إن كنت من عاشقي تناول الأسماك وركوب البحر فهذا هو مكانك الأنسب، فجسر جلاطة يشتهر بباعة السمك الموجودون على مراكبهم التي تطل على مضيق البسفور ،حيث يخرجون السمك ويقومون بشوائه وتحضيره أمامك ووضعه في ساندوتشات لذيذة.

بعد تناول وجبة المأكولات البحرية ، ستلاحظ صوت يتحدث بالمايكروفون ليعلن عن اقتراب موعد الجولة البحرية بمضيق البسفور حيث الطبيعة الساحرة وتناغم ألوان البحر والسماء وصوت طيور النورس المرافق لك في هذا الرحلة الممتعة لقرابة الساعتين، والتي يمكنك فيها أخذ اللقطات التذكارية المميزة.

ميدان تقسيم

بعد جولة ممتعة على مضيق البسفور، حان الوقت للانتقال لشكل من أشكال الحياة المعاصرة بإسطنبول والتجول في أشهر ميادينها، ألا وهو ميدان تقسيم.

ويوجد في هذا الميدان نصب الجمهورية ويتفرع منه شارع الاستقلال وهو أشهر شوارع المدينة وأكثرها ازدحاما، حيث ستشعر وأنت تسير فيه كأنك داخل تظاهرة حاشدة ممتلئة بكافة الجنسيات والألوان والأعراف، وستسمع صوت الموسيقى والغناء الحي، حيث يشتهر بوجود الفرق الموسيقية المختلفة من الهواة ومن عشاق فنون الشارع، أيضا ستلاحظ تواجد أشهر المحلات المتخصصة في الزهور والحلويات والملابس وغيرها، لذا ستستمتع بالتجول في ميدان تقسيم وشارع الاستقلال بما يحتويه من فنون وأكلات وتسوق.