1262930
1262930
مرايا

90 من طلاب الدراسات العليا بالجامعات المصرية يشاركون في الملتقى الحادي عشر

07 مارس 2018
07 مارس 2018

اطلعوا على جهود إعادة فلج الصعراني بالبريمي -

البريمي - حميد بن حمد المنذري :-

نظم طلبة الدراسات العليا العمانيين الدارسين في الجامعات المصرية الملتقى الحادي عشر الذي احتضنته ولاية البريمي، حيث شارك ما يقارب من ٩٠ طالبا من مختلف محافظات السلطنة والذي حضره سعادة الشيخ علي بن مشاري الشامسي والي صحار.

حيث زار الطلبة في بداية جولتهم فلج الصعراني بولاية البريمي، وكان في استقبالهم فريق الفلج، وقدم طالب بن أحمد الجابري وكيل فلج الصعراني والمشرف على المشروع نبذة عن مشروع فلج الصعراني، والمراحل التي مر بها المشروع، وتكاتف الأهالي في ولاية البريمي حتى أصبح الصعراني مزارا سياحيا بارزا في محافظة البريمي، حيث زاره العديد من السائحين من داخل وخارج السلطنة.

وعن التحضير لهذا الملتقى تحدث خلفان بن سعيد الشامسي (باحث دكتوراه في القانون) قائلا: تم التحضير للملتقى بمجرد قبول الطلب الذين كنا تقدمنا به للأخوة المشرفين على إقامة الملتقيات للطلبة الخريجين والدارسين العمانيين الدارسين في الجامعات المصرية، حيث تم تشكيل لجنة منظمة للملتقى، ومن ثم عقدت عدة اجتماعات لوضع التصور الشامل لإقامة الملتقى في محافظة البريمي، وبحث السبل الأمثل للتنظيم من حيث الوقت والزمان، واستغلال ما تزخر به المحافظة من مقومات طبيعية وتراثية وسياحية، وإضافة الجديد والمشوق للقاء، وكذلك الاستفادة من وجود هذا الكم من الطلبة الباحثين وأصحاب التخصصات العلمية المختلفة.

وبعد عدة اجتماعات ومعاينات لبعض المواقع المقترحة، تم وضع تصور وبرنامج للقاء واطلق عليه اسم «لقاء الصعراني» تيمنا بفلج صعراء والذي يطلق عليه الأهالي الصعراني، وهو أحد أشهر فلجين في البريمي، بهدف تسليط الضوء على الملحمة الوطنية التي يقوم بها الأهالي والحراك المجتمعي، والشراكة بين الأهالي والحكومة لإعادة أحياء فلج صعراء، واطلاع الباحثين على هذا الموروث العظيم وتشجيع السياحة الداخلية.

تنشيط الحركة السياحية

ويقول سلطان الشريقي (باحث ماجستير في القانون) عن دور الملتقيات في الترويج السياحي: إن تعدد قيام الملتقيات في أماكن سياحية مختلفة باختلاف محافظات السلطنة وتنوع جغرافيتها له دور مهم في تنشيط الحركة السياحية، ويفتح باب استثمار للعمانيين ويسهم في زيادة الدخل، كما أنها تضفي جماليات على أهمية المكان التاريخي والمنتج الثقافي العماني، مما يسهم في تدعيم السياحة الداخلية والخارجية، ويعيد الحياة إلى الحركة التجارية والاقتصادية، وهي من أبرز الأساليب الثقافية لجذب السياحة إلى السلطنة والترويج لها، كما أنها تعد مهمة لتعريف الأجيال القادمة بأبرز المقومات السياحية.

ويشير سالم بن محمد الرواحي (باحث دكتوراه في القانون الدولي العام بجامعة عين شمس) إلى العوامل التي ساعدت على نجاح كل هذه الفعاليات، وهو التنظيم الجيد والجهود المبذولة للجنة المنظمة للملتقى، وكذلك جهود فريق البريمي للمتطوعين، وروح التعاون والانسجام بين أعضاء الملتقى، والإدارة الجيدة لرئيس مجموعة الدراسات وتواصله المستمر مع الأعضاء، وكذلك التنسيق الدائم والإشراف العام لرئيس مجموعة الدراسات مع اللجنة المنظمة للملتقى، والانسجام والتفاهم وروح العمل الواحد الذي يسود مجموعة الدراسات العليا.

ويقول سلطان بن علي العبري (تخصص قانون): هذه الملتقيات للطلبة العمانيين الدارسين في مصر تبرز روح الأخوة والصداقة بين شباب عمان أينما وجدوا سواء داخل السلطنة أو خارجها، كذلك هذه الملتقيات تجمع بين نخبة من شباب الوطن المثقفين مما يسهم في تبادل وجهات النظر في القضايا المجتمعية والثقافية وطرح الحلول المناسبة لها، ويمثل وجود هذه الملتقيات في ربوع السلطنة ترويجًا ومساهمةً فعالة لقطاع السياحة، وعندما يحمل هذا التجمع اسم دولة عظيمة مثل مصر فإنما يدل ذلك على روح المحبة والإخاء بين الشعبين، ودعم المشاريع الصغيرة والأسر الفقيرة والمحتاجة من بين أهم أهداف هذا الملتقى.

الهمم العالية

محمد بن سيف التوبي (باحث رسالة دكتوراه بالقانون جامعة المنصورة) يتحدث عن انطباعه عن فلج الصعراني حيث يقول: على أطراف فلج الصعراني بولاية البريمي قامت أشجار النخيل وغيرها من الأشجار والمزروعات الأخرى التي ارتوت من مياه الفلج عقودا من الزمن، ورغم انقطاعه لأكثر من 20 عامًا ظلت هذه الأشجار صامدة تقاوم سنوات الجفاف القاسية، مطلعة على همم الشباب وأبناء الفلج لسبر أغواره ومعرفة أسباب انقطاع فلج الصعراني، فانتفض أهالي الفلج تشدهم عزيمة الشباب وخبرة الأجداد، فتوحدت الجهود في ملحمة من العمل التطوعي النادر كل بما لديه من إمكانيات، فانسلوا في مجرى الفلج وثقابه المنهارة يزيحون عنه الأتربة وما كان فيها من الطمي والحصي، وينقلونها إلى الأعلى، إضافة إلى إصلاح الأضرار التي خلفتها الانهيارات وسنوات الانقطاع الطويلة. وقد استمر العمل بلا كلل ولا ملل رغم صعوبته وما تعتريه من أخطار جمة وانهيارات للتربة، حتى تمكنوا من الوصول إلى رأس الفلج بعد شهور من العمل المضني والقاسي، ولكن بالهمم العالية والإرادة القوية وعزيمة الشباب تتحقق الإنجازات وتتدفق المياه مرة أخرى، ليتحول فلج الصعراني إلى مزار ومعلم سياحي تبرز من خلاله الجهود الكبيرة التي قام بها الأهالي لإعادة المياه إلى مجرى الفلج، وهم بلا شك يتطلعون بعد الأعمال التي قاموا بها والجهود التي بذلوها، إلى أن تتبنى الجهات الحكومية المختصة أو مؤسسات القطاع الخاص أو أفراد المجتمع المتمكنين من استكمال هذه الجهود في صيانة الفلج وزيادة تدفق مياهه وتطوير المواقع السياحية المحيطة به، وذلك بهدف إيجاد رافد مادي يسهم في ديمومة فلج الصعراني على المدى البعيد.

ويشير علي بن سويدان البلوشي (باحث دكتوراه في الموارد البشرية) إلى أن اللقاءات الأخوية بين طلبة الدراسات العليا في الجامعات المصرية تتضمن تكريم الحاصلين على الشهادات من فئة الدكتوراه والماجستير والبكالوريا في كل لقاء، والتعرف على مناطق جديدة من محافظات السلطنة المترامية الأطراف المتنوعة في طبيعتها، وإثراء ثقافة الطلبة من حيث اطلاعهم على معالم جديدة من الموروث الحضاري العريق، وتعميق التواصل بين أخوة دارسين من جميع مناطق السلطنة.

ووجدنا في هذه الملتقيات روح التعاون من حيث المساهمة في تقديم الدعم المادي لبعض المتضررين، وهي مساهمات بسيطة ولكنها تنم عن روح التعاون والتكافل، ووجدنا روح التعاون والتكاتف وعدم التذمر من القيام بأي من الأعمال، فالكل يعمل ويساعد الآخر، وهذا يجعل المجموعة تسودها روح الأخوة والمحبة.