1262966
1262966
مرايا

«ساعة علم» مشروع تطوعي لمحو أمية الأمهات

07 مارس 2018
07 مارس 2018

ينفذ بمدرسة الصديقة بنت الصديق بالخابورة -

الخابورة - حمد بن سعيد المقبالي -

شرعت مدرسة الصديقة بنت الصديق للتعليم الأساسي بولاية الخابورة في تنفيذ مشروع العمل التطوعي (ساعة علم) الخاص بتعليم الأمهات الكتابة والقراءة بالتعاون مع مشرفة الأنشطة شيخة الكلبانية والمسؤولة عن جماعة العمل التطوعي أصيلة الخوالدية وآمال المعمرية.

ويهدف المشروع إلى إكساب الأمهات القراءة والكتابة وتزويد الأمهات بما يحتاجن إليه في حياتهن من العلوم الدينية والعلوم الأخرى، حيث ركز المشروع على استقطاب عدد من الأمهات بأعداد قليلة حتى يتم التركيز والاهتمام بهن وإكسابهن التعليم المستمر.

وكانت المدرسة قد حصلت على المركز الأول العام الماضي في مجال العمل التطوعي على مستوى محافظة شمال الباطنة عن طريق مشروع استخدام خامات البيئة الذي أشرفت عليه أيضا المعلمة أصيلة الخوالدية.

الفكرة

وعن فكرة المشروع وكيفية تنفيذه تقول أصيلة الخوالدية المسؤولة عن جماعة العمل التطوعي ومعلمة مجال أول: محو الأمية هدف وواجب اجتماعي ووطني بالنسبة للمجتمع بشكل عام، والتحرر من الأمية العتبة الأولى للارتقاء بالمجتمع معرفيا وثقافيا، ومن هنا تأتي أهمية التوجه بمحو الأمية للمرأة لمنحها الأداة التي من خلالها تطور نفسها وأبناءها وعائلتها، وفي النهاية ينعكس إيجابيا على المجتمع.

وأضافت قائلة: الخير موجود لدى الناس، فقط يحتاج لمن يوقظه ويدفعه باتجاه العمل الخيري الذي يفيد البلد ويعطي ثماره على الصعيد الاجتماعي، ومن هنا جاءت فكرة مشروع ساعة علم لجماعة العمل التطوعي، وهو عبارة عن تخصيص وقت لتعليم الأمهات مهارة القراءة والكتابة وبعض الأمور التي تتعلق بالدين.

وتقول سوسن اليعقوبية مديرة مدرسة الصديقة بنت الصديق للتعليم الأساسي: المشروع له أهداف نبيلة نابعة من ملامسة احتياج بعض من الأمهات، حيث لمست رغبتهن لتعلم القراءة والكتابة، وشد انتباهي تركيزهم مع المعلمة وتعلمهم السريع وتقبلهم للمشروع بأي شكل كان وبأي ظرف ومكان، وهذا دليل على تقبلهم للفكرة، وعميق شكري أقدمه لجماعة العمل التطوعي لتبنيهم هذا المشروع الجميل، وأتمنى ديمومته حتى يطمئن قلبكم على هؤلاء الأمهات بتمكنهم من القراءة والكتابة.

فيما قالت نائبة مديرة المدرسة وفاء اليعقوبية: إن القضاء على الأميّة في التعليم هي أحد الأهداف الرئيسية التي تسعى لها أكثر الشعوب، وتعرّف الأمية على أنّها عدم امتلاك القدرة على الكتابة والقراءة، وهي واحدة من المشكلات العظيمة التي تواجه الأمم الراغبة بالنهوض وإحداث تطوّرٍ حقيقيّ لديها، فالقراءة والكتابة هما حجرا الأساس للنهضة وامتلاك القوّة العلميّة التي تؤهل لإحداث التطورات المنشودة.

ومن هذا المنطلق نشأت مبادرة (ساعة علم) التي تسعى إلى تنمية قطاع التعليم لدى الأمهات في المجتمع المحلي، من خلال تخصيص وقت معين لتعليم فئة الأمهات ممن لم يسبق لهنّ وأن التحق بصفوف الدراسة أو من التحق ولم يُكمل، وسيسعى حثيثًا إلى القضاء على الأمية الموجودة في المجتمع المحيط والمجاور للمدرسة، الأمر الذي ستستفيد منه الأم في كل حيثيات حياتها أولا، ومتابعة أبنائها في مستوياتهم التحصيلية ثانيا، وغيره الكثير، فالعلم ينوّر حياة الفرد وبصيرته.

الارتقاء بالمجتمع

فيما قالت أخصائية الأنشطة شيخة الكلبانية: أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بكل معاني الخير والعمل الصالح عند البشر منذ الأزل، وإن مشروع ساعة علم لجماعة العمل التطوعي بالمدرسة نموذج مشرف لإبراز دور العمل التطوعي في خدمة المجتمع العماني، حيث يسهم في تعليم الكبار والقضاء على الأمية، كما يسهم في تعميق روح العمل التَّطوُّعي في نفوس الطلبة باعتباره قيمةً إيجابيَّةً لبناء المواطن الصَّالح، ودعامةً بارزةً لتنمية المجتمع.

وتقول آمال المعمرية معلمة مجال أول: من المهم الاهتمام بهذه الفئة تعليميًا؛ لأن هذا يرتقي بالمجتمع ويرفع مستوى تعليمه، ويعمل على التقليل من المشاكل الناتجة عن أمية الفرد من كل النواحي، ومن الضروري دمج هذه الفئة في المجتمع علميًا لكي تستطيع مواكبة التطور والاستفادة منه.

المشاركات

ومن بين الطالبات اللاتي شاركن في تنفيذ المشروع ملاك السعيدية المقيدة بالصف الحادي عشر: من وجهة نظري أن الشخص المسن هو فقط الذي يتوقف عن التعليم، وأما الذي يواصل التعلم فيظل فتيا؛ لأنه يسعى إلى استغلال مدارك عقله، لذلك يعتبر مشروع ساعة علم من المشاريع التي ساهمت في إبراز العمل التطوعي، وذلك بتعليم هذه الفئة من المجتمع، والتي لم يسبق لها الالتحاق بمراكز تعليم، وسعدت بالانضمام إلى هذه الجماعة لمل لهم من دور واضح وملموس دائمًا في العمل التطوعي.

فيما قالت إحدى الدارسات حسينة الحوسنية إنها استفادت علميا ومعنويا وعرفت الكثير من المعلومات، حيث كانت قبل التحاقها بالمشروع لا تعرف القراءة ولا الكتابة والآن بفضل هذه المشروع استطاعت القراءة والكتابة، وهي تشجع الأمهات الأميات من كل قلبها بالالتحاق بمثل هذه المشاريع الهادفة.

أما الدارسة موزة الحوسنية: فتحمد الله أنها تستطيع الآن قراءة حروف اللغة العربية، كما أنها تقول إن الالتحاق بالمشروع ذو فائدة، ويعمل كذلك على قضاء أوقات الفراغ، فهي بذلك تشجع غيرها على الدراسة.