sharifa
sharifa
أعمدة

وتر: قاتلة أم مقتولة

07 مارس 2018
07 مارس 2018

شريفة بنت علي التوبية -

أكتب لكم عن امرأة ربما لا تعرفونها ولا تتوقعون وجودها، امرأة أنا أيضا لا أعرفها ولكنها صادفتني عبر خبر في جريدة أو تسللت إلى سمعي عبر قول عابر في حكاية، فتشكلت الدهشة في داخلي كسؤال صعب ما زلت أبحث له عن إجابة، كيف لهذا الكائن الرقيق أن يقتل!

كل شيء ممكن، ولكني كنت أعتقد أن جميع النساء بطهارة أمي وصبر أمي، وكنت أعتقد أن المرأة كالوردة قد يؤذيك شوكها لكنها لا تقتلك، فلم أصدق ما أقرأ وما يقال عن امرأة قتلت أو خانت، فالمرأة كما أعرفها لا تخون ولا تقتل، والمرأة تسامح ولا تنتقم، وأن ما حدث لا يمكن أن يكون سوى قصة في فيلم سينمائي أو حكاية بكتاب، لكن الحقيقة لا تشبه ظني، كما أن بعض النساء لا يشبهن أمي، ورغم كل شيء ما زلت أعيش عدم التصديق وما زلت أتساءل كيف بهذه المرأة أن تقتل، ترى ماذا فعل بها المقتول قبل أن تفعل به ما فعلت، كيف أوصلها إلى درجة الرغبة في موته، وإلى أي درجة من التشوه والموت قد أوصل قلبها لتصبح قاتلة؟ ربما قتلته لأنها أحبته جداً لكنه قتل فيها القلب الذي أحبه، فتحولت إلى كائن مشوه لا تعرفه من قبل، فهي لم تصل إلى ذلك المستوى من التشوه والبشاعة في الجرم إلا بعد أن وصلت إلى تلك المرحلة التي يختلط فيها البياض بالسواد والقبح بالجمال والشك باليقين والفضيلة بالرذيلة، ولأن الصورة التي علّقتها له في قلبها يوما قد سقطت، وربما لأن الجمل الصبور قد فقد صبره، ولأن العين التي كانت تكبرّه عشرات المرات ما عادت تراه، والعين التي كانت تراه جميلا بمستوى خمس مرات من مستوى جماله الحقيقي- كما تقول الدراسة- قد أصبحت تراه شخصا عاديا بل ربما قبيحا جدا، وربما لأنها كانت تقتل الموت الذي تحياه، وربما لأنها كانت تقتل الخيانة الأولى والثانية والثالثة والعاشرة، وربما وربما.. كأسباب أحاول بها التخلص من الدهشة وعدم التصديق، ومهما تكن بشاعة الجريمة-وأني ضد هذا الفعل المحرّم والمجرّم- لكن أعتقد أن المرأة لا تقتل سوى قاتلها، ولا تقتل إلا حينما تكون في حالة موت مهما كانت الأدلة المدعومة بالاعتراف ضدها، فحينما تقتل المرأة يكون قد مات كل شيء فيها كامرأة، فهي المقتولة قبل أن تكون قاتلة، فرفقا بالقوارير لأن كسرها جارح وقد يكون قاتل.