1269265
1269265
العرب والعالم

الخارجية الفلسطينية تهاجم مواقف ترامب وتتهمه بالإضرار بفرص السلام

06 مارس 2018
06 مارس 2018

منظمة التحرير تدعو إلى احترام قرارات الإجماع العربي -

رام الله - عمان - د ب أ -: هاجمت وزارة الشؤون الخارجية والمغتربين الفلسطينية أمس مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واتهمته بالإضرار بفرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقال بيان صادر عن الوزارة: إن إدارة ترامب «لم تستخلص العبر والدروس منذ قرارها المشؤوم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، ولم تقرأ كافة الإشارات الواضحة التي تصلها من الدول، أو من الأمم المتحدة وقراراتها».

وأضاف البيان أن تلك الإدارة «ما زالت تغمض أعينها عن الحقيقة وتصر على ارتكاب الأخطاء تلو الأخطاء، والإجحاف بحقوق الشعب الفلسطيني، والإضرار بما سبق من رعاية أمريكية لعملية السلام».

وانتقد البيان -تصريحات ترامب أمس الأول لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن وإعلانه أنه قد يحضر افتتاح السفارة الأمريكية في القدس بموجب قراره الذي أعلنه في السادس من ديسمبر الماضي.

وجاء في البيان أن ترامب «يقرأ وبشكل خاطئ حقائق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويبني عليها قراراته التي ستكون بالضرورة خاطئة، ومليئة بالتناقض والتضارب اللذين يعكسان ارتباكا في مقاربته لحل الصراع».

وأشار إلى أن ترامب «تارة يعلن عن تمسكه بـ(سلام) على مقاسات مواقفه المعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، وتارة أخرى يعلن عن أهمية وجود الطرف الفلسطيني، وموافقته لاستئناف المفاوضات وتحقيق السلام».

وأكد بيان الخارجية الفلسطينية أن «لا حل للصراع إلا باعتراف الولايات المتحدة والعالم أجمع بدولة فلسطين على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها، وأن لا سلام دون قبول الأطراف كافة بمبدأ حل الدولتين».

وشدد على أن حل الصراع ببعده الإقليمي «لن يتحقق دون استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية، كما لن يكون هناك حل للصراع إلا بالقدس الشرقية بكامل حدودها عاصمة أبدية لدولة فلسطين».

وختم البيان بالإعراب عن الأمل في أن «تلتقط إدارة الرئيس ترامب الفرصة، وتصحح المسار الخاطئ الذي بدأته، وما زالت أمامهم تلك الفرصة فيما تبقى من وقت».

في السياق، وصف تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تفاخر الرئيس الأمريكي أمام نتانياهو بقراره حول الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة وبأن فرص السلام أصبحت جيدة بعد أن أزاح القدس حسب زعمه من طاولة المفاوضات بالعمل المسرحي السخيف الذي يلقي مزيدا من الضوء على عدم أهلية الولايات المتحدة الأمريكية لرعاية جهود تسوية سياسية للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي.

وحذر خالد في بيان صحفي وصل«عُمان» نسخة منه،أمس الثلاثاء، من احتمال مشاركة الرئيس الأمريكي في افتتاح السفارة الأمريكية في القدس منتصف مايو المقبل بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني بفعل سلسلة المجازر، مؤكدا أن مشاركة من هذا النوع هي بحد ذاتها عمل غير أخلاقي من شأنه أن يقدم الولايات المتحدة الأمريكية إلى الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي باعتبارها دولة استثنائية فوق القانون ولا تقيم وزنا للقانون الدولي وقرارات الشرعية، التي تؤكد على عدم شرعية وبطلان جميع الإجراءات والتدابير التي اتخذتها إسرائيل في مدينة القدس المحتلة وتدعوها الى التراجع عنها وتدعو دول العالم إلى عدم الاعتراف بها او التعامل معها. وأكد تيسير خالد أن الإدارة الأمريكية لم تكن لتتصرف على هذا النحو لو تعاملت معها الدول العربية بلغة المصالح في الحد الأدنى، داعيا دول الجامعة العربية دون استثناء إلى احترام قرارات الإجماع العربي بما فيها قرار مؤتمر قمة عمّان عام 1980، بشأن قطع جميع العلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل والذي أعيد تأكيده في عدد آخر من القمم العربية، وخاصة قمة بغداد عام 1990 وقمة القاهرة عام 2000. حتى لا تتحول الخطوة الأمريكية إلى سابقة تبني عليها دول أخرى مواقفها من القدس المحتلة، كما هو حال جواتيمالا وغيرها من الدول التي تسير في فلك السياسة الأمريكية أو التي تتعرض لضغوط خارجية أمريكية وإسرائيلية لمجاراة الولايات المتحدة الأمريكية في مواقفها وسياساتها.

إلى ذلك، قال نتانياهو، إن الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لم تُعرض عليه، في لقائه مع ترامب.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، عن نتانياهو قوله في إيجاز للصحفيين الإسرائيليين المرافقين له، إن حديثه مع ترامب تركز أساسا على «الملف الإيراني وإن كان قد تطرق إلى الملف الفلسطيني لمدة 15 دقيقة فقط، خلال الاجتماع الذي استغرق أكثر من ساعتين».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن نتانياهو أخبر الصحفيين أنه لم يرَ الخطة الأمريكية، ولم يُعرض عليه جدول زمني لعرض هذه الخطة.

وأضافت إن نتانياهو أبلغ الصحفيين إن مسألة ضم أراض في الضفة الغربية، لم تبحث خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي.

وفي إشارة إلى الفلسطينيين، قال نتنياهو:«لا يمكننا التفاوض مع شخص لا يريد العودة إلى طاولة المفاوضات». وأضاف:«إنهم يحاولون الهرب من المفاوضات أو على الأقل إنهم لا يعودون بسرعة إلى الطاولة». وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت مرارا في الأشهر الماضية، أنها تعكف على وضع خطة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

ولفتت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، المُكلف بوضع الخطة الأمريكية، شارك في اللقاء على الرغم من القرار الأخير، بالحد من صلاحياته الأمنية.

وقال نتنياهو:«لم نتطرق إلى قضيته (كوشنر) ولو بكلمة واحدة»، وأضاف:« لا أريد أن أدخل بهذا الأمر ولكنه شارك في اللقاء الموسع». وأشار نتانياهو إلى أن الموضوع الأهم على جدول الأعمال، كان «الملف الإيراني».

ونقلت عنه هآرتس قوله:« إيران، إيران، إيران... كان الموضوع الرئيسي في اللقاء، فبعد 60 يوما ينبغي على الرئيس (ترامب) اتخاذ قرار فيما يتعلق بالاتفاق النووي، واعتقد انه (ترامب) أظهر اهتماما كبيرا في معرفة تقييمي».

من جهة ثانية، فقد أشار نتانياهو إلى أن هناك دولا أخرى، غير الولايات المتحدة الأمريكية وجواتيمالا، تبحث نقل سفاراتها إلى القدس، دون أن ذكر أسماء.