كلمة عمان

مركز الابتكار الصناعي وإسهام يستحق التشجيع

06 مارس 2018
06 مارس 2018

من المؤكد انه ليس من المبالغة في شيء القول بأن اليوم هو من الأيام التي ينبغي الاحتفاء بها ، ليس فقط لأنها ترتبط بواحد من اهم المجالات التي تحظى باهتمام كبير ومتواصل من جانب حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وهو مجال الابتكار ، الذي نشجع أبناءنا وبناتنا على الاقتراب منه والدخول إليه بثقة وعقليات مفتوحة وتفكير علمي للتعامل مع مختلف القضايا والمشكلات التقنية ، ولكن أيضا لأن هذا اليوم سيشكل في الواقع، ما يمكن اعتباره نقطة تحول في هذا المجال ، وذلك من خلال الفعاليات التي تتم اليوم في مركز الابتكار الصناعي ، والتي يرعاها معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية .

واذا كانت طريق الألف ميل ، يبدأ بخطوة ، فإن الاحتفال بتخريج مائة اختصاصي ابتكار صناعي من شبابنا ، هو امر يثلج الصدر ، لأنه يعني انه تم ويتم بالفعل العمل لتحويل الآمال الى واقع ، أو على الأقل التهيئة لذلك ، بإعداد ابنائنا وبناتنا بشكل علمي ليقودوا ، وليسهموا بشكل ملحوظ ، في جهود الابتكار الصناعي وغيره أيضا ، ومن اجل تعميق وتوسيع نطاق التكامل والتعاون بين الأنشطة الصناعية و بين الجهود العلمية والأكاديمية ، وبين مؤسسات الحكومة والمجتمع المدني المعنية أيضا ، من اجل الدفع نحو تشجيع جهود الابتكار والعامل بأفكار من خارج الصندوق في المجالات التقنية وغيرها .

وفي هذا الإطار أيضا تدشين البرامج الأربعة لمركز الابتكار الصناعي اليوم ، هو أمر بالغ الأهمية ، لأن هذه البرامج تشمل تأهيل مائة اختصاصي ابتكار ، و إنشاء مؤسسات صناعية - شركة ناشئة للابتكار ، ودعم شركات قائمة تعمل في هذا المجال ، ودعم القطاع الصناعي . وكما أشار معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة ، فإن تحويل مركز الابتكار الصناعي الى شركة ، وتقديم الدعم المالي الحكومي لها ، يأتي ضمن مبادرات البرنامج الوطني لدعم التنويع الاقتصادي « تنفيذ» ، وتفعيل منظومة الابتكار الصناعي ، وهو ما يصب في النهاية في تحفيز الصناعات العمانية والإسهام في تطويرها لتكون اكثر قدرة على التنافسية والإسهام في تنويع الاقتصاد الوطني .

ومع إدراك أهمية وضرورة تحقيق اكبر و أوسع نطاق ممكن من التعاون والتكامل بين مركز الابتكار الصناعي ، والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بهذا المجال ، ومنها حاضنات الأعمال ، فان توفير الإمكانات والخامات والوسائل التقنية اللازمة لتحويل الأفكار والمبتكرات الى حقائق وتطبيقات ومنتجات عملية ، والانتقال بها من الحيز النظري ، الى المجال التطبيقي ، يحتاج الى مساندة كبيرة ، والى إسهام أطراف عدة مثل وزارة التجارة والصناعة ، والمؤسسات الصناعية ، وحاضنات الأعمال ، ومجلس البحث العلمي ، وغيرها من الجهات الأخرى الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني ، لحفز وتشجيع ابنائنا وبناتنا على تحقيق مزيد من التطور والسير نحو غد افضل للوطن والمواطن ، بقدرات وعقول وابتكارات أبنائه في مختلف المجالات .