1268271
1268271
العرب والعالم

مساعدات دولية تدخل الغوطة وتقدم الجيش الحكومي

05 مارس 2018
05 مارس 2018

مقتل 13 شخصا في قصف جوي تركي على «عفرين» -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات -

دخلت قافلة مساعدات إنسانية، هي الأولى منذ بدء التصعيد العسكري قبل أكثر من أسبوعين،أمس إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق والتي بات الجيش الحكومي السوري يسيطر على ثلث مساحتها مع استمرار حملة جوية وبرية عنيفة.

وطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في قرار اعتمده أمس بفتح تحقيق حول حصار الغوطة الشرقية داعيا إلى السماح فورا بدخول المساعدات.

وأورد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا على حسابه على موقع تويتر أن القافلة «تدخل دوما في الغوطة الشرقية»، والتي تُعد أبرز مدن المنطقة المحاصرة.

وتتألف القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري من 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية وتكفي لـ27500 ألف شخص في معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.إلا أن قوات النظام لم تسمح بإدخال العديد من المواد الطبية الضرورية.

وأوضحت ليندا توم المتحدثة باسم مكتب تنسيق شؤون الإنسانية لوكالة فرانس برس إنه «جرى إبلاغ الأمم المتحدة وشركائها بأنه لم يُسمح بتحميل الكثير من المواد الصحية التي كان من المفترض إرسالها إلى دوما، كما لم يُسمح باستبدالها بمواد حيوية أخرى». ودعت الأمم المتحدة إلى ضرورة إضافة تلك المواد إلى قافلة ثانية يُفترض أن تدخل الغوطة الشرقية بعد غد.

وفي مدينة دوما، أفاد مراسل فرانس برس عن تحليق للطيران الحربي في الأجواء وأصوات تفجيرات ناتجة عن قصف بعيد.

وفي جنيف، صوت مجلس حقوق الانسان على قرار تقدمت به بريطانيا ويدعو محققي حقوق الانسان إلى «فتح تحقيق شامل ومستقل في الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية». وزاد التصعيد العسكري الأخير من معاناة سكان الغوطة الذين كانوا يعتمدون أصلاً على مساعدات دولية تدخل بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر طرق التهريب.

وتعاني الكوادر الطبية أيضاً من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية مع توافد الجرحى يومياً إلى المستشفيات.

ووثق المرصد السوري مقتل 29 مدنياً بينهم أربعة أطفال في غارات روسية وسورية على الغوطة الشرقية بعد منتصف الليل وصباح أمس، مشيراً إلى القتلى سقطوا قبل بدء الهدنة الروسية صباح أمس .وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 14 مدنياً.

ومع انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض وسقوط آخرين بشكل شبه يومي، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء حملة القصف إلى أكثر من 720 مدنيا، بينهم نحو 170 طفلاً.

وإلى جانب الحملة الجوية، بدأ الجيش الحكومي السوري الذي تلقى تعزيزات عسكرية هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجاً، وتركز على الجبهة الشرقية.

وأفاد المرصد السوري أمس أن «قوات الجيش الحكومي السوري استعادت أراضي زراعية جديدة وتستمر بالتقدم من الناحية الشرقية»، مشيراً إلى أنها تبعد حالياً كيلومترين فقط من مدينة دوما.وباتت قوات النظام تسيطر، وفق المرصد، على ثلث الغوطة الشرقية.وتستمر المعارك الاثنين على الجبهة الشرقية.

وتهدف العملية العسكرية، وفق مراقبين، لتقسيم الغوطة الشرقية إلى جزأين شمالي حيث تقع مدينة دوما وجنوبي حيث مدينة حمورية.

وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في الغوطة حوالي مائة كيلومتر مربع وتشكل نحو ثلث المساحة الكلية للغوطة.

وفي شمال سوريا، وثق المرصد السوري أمس مقتل 13 شخصا في قصف جوي تركي استهدف بلدة جنديريس في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، والتي تشهد منذ 20 يناير الماضي هجوماً تشنه أنقرة وفصائل سورية موالية لها.

ومن جهة أخرى، أكد الرئيس بشار الأسد أن سوريا تتعرض لحملة إعلامية وسياسية تهدف إلى استنهاض الإرهاب الذي تلقى ضربات متلاحقة مؤخرا.

وقال الرئيس الأسد في تصريح صحفي لعدد من وسائل الإعلام عقب لقائه حسين جابري أنصاري كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة والوفد المرافق له «إن موضوع الحالة الإنسانية التي يتحدث بها الغرب هو كذبة سخيفة جدا فالتحالف الغربي يقوم بارتكاب المجازر بشكل مستمر ضد المدنيين».

وأضاف الأسد إن «زيادة وتيرة الزيارات الروسية والإيرانية إلى سوريا، تهدف لزيادة مستوى التنسيق بين تلك البلدان، ومتابعة نتائج مؤتمر سوتشي، إضافة للتباحث مع كل من روسيا وإيران، قبيل قمة ثلاثية مرتقبة مع تركيا لبحث الشأن السوري». وفيما يخص قرار مجلس الأمن بفرض هدنة عامة في سوريا، والانتهاكات التي تتعرض لها، قال الأسد أن «قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار كان يهدف في صيغته السابقة لبحماية المسلحين، وخاصة عندما توافدت الحشود العسكري للجيش السوري، إلا أنه وبعد تعديل القرار، جاء بعكس ما توقعته الدول الغربية وأمريكا، مؤكداً إنه «بغض النظر عن المصطلحات المستخدمة، فإن الجيش الحكومي السوري لا يقوم بالاعتداء في الغوطة بل إعادة الاستقرار والدفاع عن الشعب في مواجهة المسلحين،، نحن لم نبدأ الآن بالغوطة، نحن بدأنا منذ اليوم الأول في كل مكان، بدأنا في حلب، وفي حمص، وفي دير الزور… وعملية الغوطة هي استمرار لمكافحة الإرهاب في مختلف الأماكن، ولكن يبدو أن توقيت هذه القرارات يأتي غالبا مع حالة الانهيار المعنوي لدى المسلحين، فيكون هدف القرار عادة الحماية من جانب، ورفع المعنويات من جانب آخر».