كلمة عمان

خطوة طيبة تحتاج إلى صبر ومتابعة

05 مارس 2018
05 مارس 2018

إذا كان من المؤكد أن ثروة الوطن هي في أبنائه، وهو ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - والشباب منهم على وجه الخصوص، بحكم قدرات ودور وإسهامات الشباب، في الحاضر والمستقبل، فإن الدعم والمساندة، والتشجيع القوي والمستمر لأبنائنا وبناتنا، لينطلقوا بأفكارهم ودراساتهم، وليرتادوا مجالات الابتكار والتطوير، وليحولوا أفكارهم ومشروعات تخرجهم التقنية إلى مشروعات عملية، وإلى شركات ناشئة، هي بالفعل خطوة طيبة، بل وعلى جانب كبير من الأهمية، سواء بالنسبة لشبابنا، أو بالنسبة للوطن.

وفي هذا الإطار فإن فتح باب التسجيل أمام الطلبة من مؤسسات التعليم العالي الراغبين في المشاركة ببرنامج تحويل مشاريع التخرج التقنية إلى شركات ناشئة، اعتبارا من الرابع من مارس الجاري وعلى مدى شهرين، هو خطوة عملية طيبة من جانب مجلس البحث العلمي، المشرف على آلية التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني للبرنامج، ووفق الشروط المحددة له، ومنها أن الموضوعات التي يتبناها البرنامج هي موضوعات تقنية تتصل بإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، وأمن المعلومات، والبلوك تشين، والبيانات الضخمة. وبالرغم من أنه سيتم اختيار ثلاثة مشروعات تخرج فائزة، لتحويل كل منها إلى شركة ناشئة، ثم إلى شركة صغيرة، أو متوسطة، وفق معطيات كثيرة في المشروع والقائمين عليه، فإن العمل على محاولة ترجمة الأفكار والبحوث إلى منتجات عملية مفيدة، عبر إنشاء مثل تلك الشركات وتعهدها بالرعاية، هو تشجيع كبير للشباب، ليس فقط لبذل مزيد من الجهد في مشروعات تخرجهم، ولكن أيضا في البحث عن جوانب تتسم بالابتكار، وبالقدرة على خدمة المجتمع، خاصة وأن المجالات التي تم تحديدها تتسم بالاتساع والتنوع، وهو ما يغري بالبحث والابتكار فيها.

وبينما تتعاون عدة جهات، لرعاية عملية التحول هذه، وهي ليست سهلة، وتحتاج إلى كثير من الصبر والجهد والعمل الدؤوب، سواء من جانب أصحاب المشروع من الشباب، أو من جانب الجهات المتعاونة ومنها «مركز ساس لريادة الأعمال»، وشركة «عمانتل»، ومؤسسة «ريادة»، و«الصندوق العماني للتكنولوجيا»، و«اللجنة الوطنية للشباب»، حتى تتحول بعض مشروعات التخرج إلى شركات يمكنها الوقوف على قدميها ومواصلة طريق النمو، وتحقيق فائدة في النهاية للمجتمع العماني والإسهام في تطويره، ولعل هذا التشجيع يثمر ليس فقط عن أفكار ومشروعات طيبة ومفيدة، ولكن أيضا في جذب مزيد من أبنائنا وبناتنا الخريجين للتنافس والتسابق لخدمة الوطن والمجتمع بأفكارهم وابتكاراتهم، خاصة وأن عالم اليوم هو عالم التنافس والتسابق بين الأفكار في مختلف المجالات.