صحافة

وثائق سرية تكشف عن محاولة اغتيال الملكة عام 1981م

05 مارس 2018
05 مارس 2018

أحيانا تقع أحداث مهمة لا يتم النشر عنها في وقتها لكنها تدون في وثائق سرية تحفظ في مكان خاص إلى أن يتم الإفراج عن سريتها عادة بعد مرور ثلاثين عاما. ومن بين هذه الأحداث محاولة اغتيال ملكة بريطانيا خلال زيارتها لنيوزيلندا عام 1981.

وحول هذا الموضوع نشرت صحيفة «الاندبندانت» تقريرا كتبته شارلوت غرينفيلد، وبولينا دوران بعنوان «وثائق سرية تكشف عن محاولة اغتيال الملكة إليزابيث في نيوزيلندا عام 1981»، جاء فيه أن وكالة الاستخبارات النيوزيلندية كشفت للمرة الأولى أن مراهقا حاول اغتيال الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، خلال زيارتها لمدينة دوندين الجنوبية عام 1981.

وتقول الصحيفة إن الوثائق التي أزيح عنها ستار السرية والصادرة عن جهاز المخابرات الأمنية النيوزيلندية تظهر أن كريستوفر لويس البالغ من العمر 17 عاما في ذلك الوقت قد أطلق النار على الملكة إليزابيث وهي تخرج من سيارتها في طريقها إلى معرض العلوم يوم 14 أكتوبر، وذلك خلال جولتها التي استمرت ثمانية أيام لدول الكومنولث.

وجاء في الوثيقة التي رفع عنها السرية أن «لويس كان في نيته في الأصل اغتيال الملكة، غير أنه لم يستطع اتخاذ موقع ملائم لإطلاق النار منه، ولم تكن لديه بندقية ذات قوة عالية يمكنها تغطية المدى إلى الهدف». وتقول الصحيفة إن السرية رفعت عن الوثائق بناء على طلب من شركة «فيرفاكس ميديا»، ولم تُوجه الاتهامات إلى لويس بالشروع في القتل أو الخيانة، وتم التقليل من شأن الحادث وقتها لمنع الحرج لبلد يستضيف زيارة ملكية.

ووصفت الأجهزة الأمنية لويس بأنه «شاب مختل ومزعج بشدة». وكانت التهمة التي وُجهت إليه هي حيازة واستخدام سلاح ناري من دون سند قانوني. وسمع المشاركون في استقبال الملكة، والصحفيون، في دنيدن دوي إطلاق النار، ولكن الشرطة قالت لهم في البداية: إنه صوت ناجم عن سقوط لافتة أو فرقعة من محرك سيارة، وقالت مذكرة صدرت في نوفمبر 1981 إن «التحقيقات التي تجريها الشرطة حاليا في الطلقات قد جرت بشكل صارم، وقد يكون لدى معظم ممثلي وسائل الإعلام انطباع بأن الضجيج كان ناجما عن بعض الألعاب النارية». وطبقا لوثائق المخابرات فإن الشرطة راقبت عن كثب لويس خلال زيارة الملكة إلى نيوزيلندا في عام 1986 خشية أن يظل هناك خطر. وقالت متحدثة باسم الشرطة النيوزيلندية إن مفوض الشرطة هناك أمر بفحص ملف القضية. وبناء على التحقيقات ذكرت الصحيفة أنه بعد أكثر من عشر سنوات على وقوع الحادث وجهت إلى لويس تهمة قتل وحشي لأم في اوكلاند، واختطاف طفلتها التي عثر عليها فيما بعد في كنيسة مجاورة.

وذكرت تقارير إخبارية متعددة آنذاك أن لويس انتحر بالكهرباء أثناء وجوده في السجن عام 1997 في انتظار محاكمته عن تلك الجريمة، ونفى في رسالة انتحاره ارتكابه جريمة القتل. يذكر أن نيوزيلندا استقلت عن الحكم البريطاني منذ عام 1947 ولكنها بقيت محتفظة بالملكة كعاهل دستوري ورئيس للدولة. وقد زارت الملكة نيوزيلندا عشر مرات، كان آخرها عام 2002.