1267445
1267445
الاقتصادية

قطن «الخضرنج» العماني .. مورد طبيعي مهم اقتصاديًا ولكن ؟

05 مارس 2018
05 مارس 2018

استطلاع - رحمة الكلبانية -

أشار المهندس عادل المعتي، مدرب الغزل والنسج بمركز الغزول بولاية منح، خلال محاضرة حول التنوع الأحيائي والأزياء نظمها مركز الموارد عمان للموارد الوراثية والنباتية مؤخرا إلى أن إنتاج فدان القطن العماني يتراوح ما بين 1200 و1600 كيلوجرام، ويصل سعر الكيلوجرام الوحد إلى ثلاثة ريالات عمانية، ويبلغ سعر الفدان منه 4000 ريال عماني، كما يوفر لونه البني المميز صباغة ريال للكيلوجرام الواحد، أي أنه في حالة إنتاج 1000 كيلوجرام من الخيوط يتم توفير 1000 ريال عماني.

وأضاف: إنه يمكن الاستفادة من بذور القطن في عدة أغراض منها الزراعة وإنتاج أعلاف للحيوانات والزيوت ومنتجات الصابون وغيرها من الصناعات، كما يمتاز قطن الخضرنج العماني بقدرته على تحمل درجات الحرارة العالية ونسب الملوحة المرتفعة في المياه.

التحديات .. مشكلة المياه

وأشار الدكتور حميد جلوب، خبير مصادر وراثية وسياسات وتحليل بيانات بمركز مركز عمان للموارد الوراثية والنباتية إلى أن قضية المياه تعد واحدة من أهم التحديات التي تواجه السلطنة بشكل عام فيما يخص الزراعة وخاصة لمحاصيل استراتيجية كالقطن الذي بدوره يستهلك كميات كبيرة جدا من المياه مقارنة ببقية المحاصيل، لذا من المهم استخدام مصادر مياه بديلة كالمياه المصاحبة للنفط، كما هو معمول به الآن أو استخدام المياه المعالجة ثلاثيا.

وأكد الدكتور حميد على أهمية المحافظة على هذه الأصناف حتى لو كانت ضمن مساحات محدودة أو صغيرة، باعتبارها أصنافا محدودة ومصدرا وراثيا مهما للسلطنة.

تحديات المنتج العماني

ومن جانبه أوضح المهندس عبدالله الداودي، مدير عام التدريب والإنتاج بالهيئة العامة للصناعات الحرفية أن المنتجات العمانية بشكل عام تواجه تحديات فيما يتعلق بالتسويق داخل السلطنة وخارجها، وبأنه على الجهات المعنية تحويل أوجه التنظير إلى استثمارات حقيقة ووضع سياسات واضحة للتسعير.

وأوضح الداودي أن الحرفيين في بحث دائم عن الموارد المحلية لإدخالها في منتجاتهم المختلفة، لإعطاء قيمة تراثية ومعنوية أكبر للمنتج الأمر الذي يبرر توجهم الحالي نحو استخدام مخلفات النخيل واستخلاص الأصباغ الطبيعية من النباتات والأحجار.

إرث زراعي

الحفاظ على الإرث

يقول المهندس سعيد الهنائي، أخصائي إنتاج محاصيل حقلية بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بالداخلية: إن القطن العماني أو قطن الخضرنج يعد إرثًا زراعيًا للسلطنة من الواجب الحفاظ عليه فقد كان الأجداد يقومون بزراعة القطن العماني داخل السلطنة، خاصة في محافظة الداخلية في وادي قريات بولاية بهلا وأيضا في ولاية سمائل وولاية منح إلى أن انقرض بسبب عزوف الأجيال الجديدة عن زراعته إلا أن الوزارة قامت بإعادة إحياء زراعته في عام 2012م.

وقد تم بتنسيق بين الهيئة العامة للصناعات الحرفية ووزارة الزراعة أخذ كمية 5 كيلوجرامات من البذور من المزارع السلطانية وزراعتها في ولايات منح وبهلا ونزوى، حيث لقيت تجربة إعادة زراعة القطن العماني نجاحًا غير متوقع، وتم التنسيق مع مجموعة من المزارعين والحرفيين لشراء المحصول والاستفادة منه في الصناعات المختلفة، وقد تمت زراعة فدانين ونصف الفدان في عام 2014م بإنتاج قدر بحوالي 1600 كيلوجرام من محصول قطن الخضرنج العماني، على أن تتم زراعة 120 فدانا إضافيا في المستقبل.

مراحل إنتاج خيوط القطن

تمر مراحل إنتاج الغزول القطنية المستخلصة من القطن الخضرنجي عبر دورة حرفية متكاملة فبعد جني محصول القطن تتطبق عليه عمليات الحلج والتفتيح والتنظيف ثم الصباغة والتسريح ليتم سحب وبرم القطن ثم غزله وتدويره للحصول على خيوط قطنية 100%، ويتم توظيف تلك الخيوط في إنتاج أقمشة قطنية يمكن أن تستخدم في صناعات كثيرة مثل (المصر العماني - الكمة العمانية - الدشداشة العمانية - السجاد - قماش الجينز - البشيت) وغيرها.

القطن الخضرنجي في الأزياء العمانية

وأوضح محمد الصبحي، مصمم ومطور للأزياء العمانية التقليدية الرجالية وصاحب مشروع بيت الدنيا أن الأصل في صناعة الملابس العمانية هو استخدام الأقمشة والموارد الطبيعية العمانية كالبريسم والقطن العماني وبأن تتم صباغتها من مواد طبيعية كالنيل والورس والمواد اللونية المستخرجة من السدر وثمر البيذام.

وأضاف: أنوي بشكل خاص إدخال القطن العماني في بعض قطع الأزياء التي أصممها في المستقبل.

وأكد الصبحي على أن المنتجات العمانية تلقى إقبالا كبيرًا من قبل السياح، وعلى أن الموارد المحلية الموجودة في السلطنة لا توجد في دول أخرى، مطالبًا الجهات المعنية بالمزيد من السرعة في تخليص الإجراءات والبدء بأخذ خطوات جادة وسريعة في مجال تنمية الموارد الطبيعية وتقديم الدعم اللازم للشباب المشتغلين في مجال الصناعات الحرفية والأزياء التقليدية.

فرص تدريب

واستكمالا للجهود التي تبذلها السلطنة في تنمية زراعة القطن العماني والاستفادة منه في الصناعات المختلفة، تم افتتاح مركز تدريب وإنتاج الغزول بمنح في 2014، لتدريب المنتسبين به على حرفة صناعة الغزول من قطن الخضرنج العماني لمدة عامين. وتمكينهم من فتح مشروعات خاصة بهم مستقبلا للمساهمة في ديمومة هذه الحرفة وتعريف المجتمع بها.

يقول طلال التوبي، أحد القائمين على المركز: إن المركز خلال الفترة القادمة سيخرج 20 متدربة متخصصة في غزل القطن العماني، وبأنه متمرس في إجراء الدراسات والتجارب على قطن الخضرنج كان آخرها مع مصنع نسيج عمان في الرسيل، حتى تم التوصل لنتائج جيدة بتقديره، فمن خلال التجربة تم تحديد نوع كل خيط من الخيوط المغزولة من القطن العماني والمنتجات التي الممكن استخدامه فيها.