1267069
1267069
عمان اليوم

«الدفاع الوطني» تناقش الابتكار في العمل الحكومي وتعزيز بيئة الاستثمار بالسلطنة

04 مارس 2018
04 مارس 2018

تشتمل على عدد من أوراق العمل التخصصية -

افتتحت صباح أمس بكلية الدفاع الوطني ندوة الابتكار في العمل الحكومي، والتي تأتي ضمن منهاج ومقررات الدورة الخامسة بالكلية، وتستمر فعالياتها حتى الثالث عشر من مارس الجاري، وقد رعى حفل الافتتاح معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية، بحضور الفريق الركن أحمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وعدد من أصحاب السعادة، وعدد من كبار الضباط بالجهات العسكرية والأمنية، وعدد من كبار الموظفين بالقطاع العام، وجمع من المدعوين من القطاعين العام والخاص، وعدد من منتسبي كلية الدفاع الوطني والمشاركين بالدورة الخامسة.

وقال اللواء الركن سالم بن مسلم قطن آمر كلية الدفاع الوطني: «لا شك أن الإبداع هو الذي ينتج الابتكار والاختراع، فالابتكار هو تطوير يضاف أو يرتقي بما هو قائم ولكن بوسائل حديثة سهلة وسريعة ومتينة بما يخدم المستفيد سواء كانت مؤسسات أو مجتمعات بكل تفاصيل حياتهم اليومية وفي مختلف المجالات، ولذلك أخذت الندوة هذا العنوان لنرتقي لآفاق أرحب مستفيدين من المبدعين في الداخل والخارج، ولا شك أنكم تتعاملون بشكل يكاد يكون يوميا مع هذه الابتكارات، وخاصة ثورة الاتصالات والأجهزة المحمولـــــــة والمجالات الخاصة بها، حيث السباق المحموم بين هؤلاء لاحتضان المبدعين، والاستفادة من ابتكاراتهم العلمية للمنافسة في سوق العمل لتقديم كل ما هو جديد ومفيد للإنسان».

وأضاف اللواء آمر كلية الدفاع الوطني «نتفق جميعاً أن الابتكار هو قوة كامنة في داخلنا، ومن الأهمية أن ندفع بها إلى الأمام بما يخدم الوطن والأمة، وإن الكثير منا يستخدم التفكير بشكل متواصل أحيانا لإنجاز حدث ما أو مهمة عمل أو واجب ولكن ليس من أجل الابتكار، ولذلك يتطلب أن نرصد الإمكانات من أجل تشجيع وتطوير الابتكارات والدفع بها إلى الوجود اليومي بيننا، وأن نفكر من أجل الابتكار، فلدينا موهوبون كثيرون، ولذلك لا يكفي أن نمر على ابتكاراتهم وإبداعاتهم ونهنئهم ثم نتركهم، بل يتطلب رعايتهم واحتضان مواهبهم وتطويرها وتسويقها بما يخدم الوطن».

وقال: «إن تعاونكم في هذه الندوة سينتج عنه ثمر طيب بإذن الله يستفيد منه الجميع، كما أن تفاعلكم الإيجابي سوف يعزز من قـوة ومتانة نتائج الندوة التي سيشترك البعض منكــــــم معنـــا فـي صياغة نتائجها وتوصياتها التي نتطلع أن تكـــــون قابــــــــلة للتطبيق ولا مجال للتهاون في تطبيقها إذا وجدت الإرادة والقناعة».

ثم توالت الجلسات بعدد من أوراق العمل التخصصية، والمناقشات الهادفة، حيث تصدرتها الجلسة الافتتاحية بعنوان «واقع واستشراف مستقبل الأداء الحكومي» واشتملت على ورقة عمل بعنوان «الابتكار في العمل الحكومي ودوره في تعزيز بيئة الاستثمار بالسلطنة» قدمها سعادة عبدالسلام بن محمد المرشدي الرئيس التنفيذي لصندوق الاحتياطي العام للدولة، استعرض من خلالها أهم ملامح الصندوق وأهدافه واستراتيجية الاستثمار فيه، ودوره في جلب الاستثمارات، وجلب وتوطين التكنولوجيا، ودور الابتكار والتجديد في طريقة عمل الصندوق واستراتيجيته وأثر ذلك على النتائج المالية للصندوق، وتجربة الصندوق في العمل في بيئات استثمارية مختلفة.

عقب ذلك بدأت الجلسة الأولى للندوة بعنوان «المبادرات الحكومية لتطوير الأداء الحكومي» وقد ألقى سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري فيها الورقة الأولى بعنوان «مبادرات رفع الأداء المؤسسي والفردي بالقطاع الحكومي» وتحدث عن الآليات المتبعة في تطوير منظومة الموارد البشرية وتطوير منظومة الأداء المؤسسي.

أما الورقة الثانية جاءت بعنوان «رؤية عمان 2040م ـ الموجهات الرئيسية والمرتكزات» قدمها سعادة طلال بن سليمان الرحبي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط، وقد أعطى فيها نظرة شاملة عن مشروع إعداد رؤية عمان 2040م انطلاقاً من السياق العام للمشروع ومنطلقاته الرئيسية والإطار التنظيمي مع استعراض محاور وركائز الرؤية ومراحل عمل المشروع، وأهم ملامح إستراتيجية الاتصال وإشراك ذوي العلاقة، وغيرها من الموضوعات التي تنسجم مع متطلبات الندوة.

أما الورقة الثالثة في هذه الجلسة فجاءت بعنوان «موازنة البرامج والأداء وأثرها في تطوير الأداء الحكومي» قدمها سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة المالية، حيث قدم تعريفاً بأهمية موازنة البرامج والأداء، والتحول العالمي لهذا النوع من الموازنات، رغبة في تحقيق الربط بين تخصيص الموازنات والخدمات التي تعمل الوحدات والجهات الحكومية على تحقيقها».

بينما الورقة الرابعة كانت بعنوان «برنامج تنفيذ وأثره في تعزيز الأداء الحكومي» قدمها عزان بن قاسم البوسعيدي رئيس فريق بيئة الأعمال والمالية بوحدة تنفيذ، وقد أكد أن أهداف الندوة تتمحور نحو تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام من خلال أداء حكومي فاعل، وترجمة خطط السلطنة الاستراتيجية إلى خطط تنفيذية قابلة للقياس، وتطرقت هذه الورقة إلى أهم التحديات التي تواجه الوحدة».

أما الجلسة الثانية للندوة فقد كانت بعنوان «الحوكمة وأثرها في الابتكار الحكومي» حيث قدم الورقة الأولى سعادة الدكتور يحيى بن ناصر الخصيبي وكيل وزارة الشؤون القانونية بعنوان: «واقع وتحديات العملية التشريعية والقضائية بالسلطنة» حيث تطرق بداية إلى نبذة تاريخية عن مراحل تطور التشريع والقضاء بالسلطنة، ثم بيان وتحليل إجراءات واقع سن التشريعات العمانية وبيان المعوقات.

بعدها ألقى السيد حامد بن سلطان البوسعيدي المدير التنفيذي لمركز عمان للحوكمة الورقة الثانية بعنوان «حوكمة العمل الحكومي - التحديات والآفاق المستقبلية» عرّف من خلالها بمكونات القطاع العام والحوكمة ونظريتها وفوائدها، وأهداف حوكمة القطاع العام ومبادئه، مع ذكر التحديات وسبل التغلب عليها في النظرة المستقبلية.

بينما تضمنت الورقة الثالثة بهذه الجلسة «الأولويات الوطنية وأثرها على جودة العمل الحكومي» ألقاها سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية، وقد أشار إلى أن الأوامر السامية بإعداد الرؤية المستقبلية عمان 2040م جاءت لتستوعب الواقع الاقتصادي والاجتماعي وتستشرف المستقبل بموضوعية بحيث يتم الاعتداد بهذه الرؤية كدليل ومرجع أساسي للتخطيط في العقدين القادمين، وتم تشكيل عدد من اللجان وفرق العمل لذلك. وقال معالي الشيخ وزير الخدمة المدنية: أتقدم بالشكر الجزيل لكلية الدفاع الوطني على أدوارها المهمة في مناقشة القضايا الوطنية كموضوع ندوة هذا اليوم «الابتكار في العمل الحكومي» وهو في المحصلة تبسيط الإجراءات، وهناك توجيه سامٍ من مولانا - أعزه الله - بتبسيط الإجراءات، ووزارة الخدمة المدنية قدَّمت العديد من المبادرات المنبثقة من ندوة تطوير الأداء الحكومي، وجزء منها قد تم إقرارها من مجلس الوزراء. وأعتقد أن السلطنة بمكانتها وأيضاً بمكانة المقام السامي - أعزه الله - مطلوبة للاستثمار كوجهة عالمية آمنة، ومطلوب من الجهات الحكومية أن تتعاطى وتتكامل لتبسيط الإجراءات. وإن هذه الندوة بالحضور اللافت فيها والتركيز الواضح على تبسيط الإجراءات لا شك أنها ستخرج بتوصيات جيدة.

الجدير بالذكر أن الندوة سوف تشتمل على عدد من أوراق العمل التخصصية التي تخدم الأهداف المرسومة لها والمتمثلة في الوقوف على واقع وتحديات تطوير الأداء الحكومي بالسلطنة، ودراسة أبرز السبل والآليات الكفيلة بتعزيز جودة العمل الحكومي، وذلك من خلال تقديم التوصيات المناسبة، حيث من المؤمل أن ترصد هذه الندوة الاتجاهات المساندة في الابتكار الحكومي، وأن تستشرف مستقبل الحكومات، كما أنها ستعزز من الشراكة بين كلية الدفاع الوطني والقطاعات الأخرى، وتعد الندوة عاملا مهما للمشاركين في دورة الدفاع الوطني الخامسة لتحقيق وتطبيق أدوات الابتكار واستخداماتها في العمل الحكومي اليومي من أجل ترسيخ أفضل الأساليب والممارسات التي تحقق نتائج عالية في الأداء.