1262673
1262673
عمان اليوم

المقهى العلمي يناقش دور الموضة في نشر الوعي حول التنوع البيولوجي

04 مارس 2018
04 مارس 2018

تناولت جلسة المقهى العلمي لشهر فبراير الماضي الذي ينظمه مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية موضوع «التنوع البيولوجي واستدامة الموضة»، وتحدث في الجلسة الأخيرة للمقهى التي عقدت في (مقهى موكا أند مور بالغبرة الجنوبية) طلال بن محمد التوبي المشرف على مركز تدريب وإنتاج الغزول بولاية منح التابع للهيئة العامة للصناعات الحرفية، والمهندس عبدالله الداؤودي مدير عام الإنتاج والتدريب بالهيئة العامة للصناعات الحرفية، والمهندس سعيد الهنائي أخصائي إنتاج محاصيل حقلية بالمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بالداخلية، ومحمد الصبحي مصمم ومطور للأزياء الرجالية التقليدية العمانية وأدار النقاش الدكتور معتصم المعمري. وقالت الدكتورة نادية السعدية المديرة التنفيذية لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية والمسؤولة عن مبادرة جلسات المقهى العلمي الشهرية إن الجلسة هدفت إلى التركيز على أهمية دور الموضة في نشر الوعي حول التنوع البيولوجي والتشجيع على طرق الاستهلاك المستدام، وأشارت إلى أن «التنوع البيولوجي يتمثل في جميع الكائنات مثل النباتات والحيوانات، ومواطنها ونحن بحاجة إلى هذا التنوع لما يحتويه من وفرة خدمات النظم الإيكولوجية وتوفير المناخ المستقر، والأكسجين والغذاء، والماء العذب، والتربة الخصبة، والدواء وكذلك في الحماية من الأعاصير والفيضانات» وأضافت إن دراسة من جامعة ديوك بالولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أن التنوع البيولوجي في حالة اختفاء بمعدل 1000 مرة عن المعدل الطبيعي بسبب الاستخدام البشري والأعداد الفردية من الكائنات في حالة انقراض نتيجة انعدام الموطن، والتدهور البيئي، والكائنات الغازية، وانتشار التلوث والأمراض، والتغير المناخي، والاستهلاك المفرط للموارد، وان عدد سكان العالم من المتوقع أن يصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وبالتالي فإن أزمة التنوع البيولوجي ستزداد سوءا مع هذه الزيادة والتي تؤدي إلى استنزاف المزيد من الموارد.

وقالت انه بسبب صناعة الموضة السريعة لوحظ نموا متزايدا خلال السنوات القليلة الماضية في قطاع المنسوجات والملابس والأحذية وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تدفن 10.5 مليون طن من الملابس في مدافن القمامة سنويا بينما يشتري الأستراليون متوسط 27 كيلوجراما من المنسوجات، بما في ذلك الملابس الجديدة كل عام، أي ما يعادل ضعف المتوسط العالمي.

وأضافت الدكتورة نادية: «تعتمد صناعة الموضة بشكل كبير على التنوع البيولوجي، من خلال استخدامها مصادر مختلفة من الألياف والمواد الخام الأخرى، وذلك يبدو جليا بتأثيره على البيئة، وعلى سبيل المثال، إنتاج القطن يستخدم بنسبة 22% من المبيدات المنتجة والري الغزير والذي تسبب إلى تضرر النظم الإيكولوجية، لذلك ما الذي يمكن عمله للمساعدة على إبطاء فقدان التنوع البيولوجي؟ يقول باحث في المركز: «ولأن استهلاك الموارد هو السبب الجذري لفقدان التنوع البيولوجي، فيمكننا أن نستهلك أقل وأن نكون أكثر وعيا بشأن ما نستهلكه، وخاصة عند التسوق للملابس، نحن بحاجة إلى الاستفادة من قوتنا الشرائية للمساعدة في حماية التنوع البيولوجي من خلال استهلاك المنتجات التي لا تضر بالبيئة، وفي الواقع أشار مسح الاستهلاك الصديق للبيئة مؤخرا إلى أن 34٪ من المستهلكين هم أكثر من يقوم بشراء المنتجات الصديقة للبيئة، وإنه من الضروري أن يكون هنالك اهتماما واضحا من صناع الموضة بتبني سياسة خالية من إزالة أشجار الغابات، والتشجيع على استصلاح الأراضي، واستبدال المواد الكيميائية بمواد أقل ضررا، والعمل على الإدارة المستدامة للمياه». وقد قدمت جلسة المقهى العلمي لشهر فبراير فكرة أن التنوع البيولوجي أو النظم الإيكولوجية ليست أمورا قد عفي عليها الدهر! بل هي حاضرنا ومستقبلنا ونعتمد عليها بشكل يومي، بمعنى آخر هي الملابس التي نرتديها.