كلمة عمان

الإجادة والابتكار قاسم مشترك ينبغي دعمه

04 مارس 2018
04 مارس 2018

في ظل الدعوات الكثيرة والمستمرة حول أهمية وضرورة الالتزام بأفضل مقاييس الجودة ، والتشجيع على الابتكار ، في مختلف مجالات العمل ، وعلى كل المستويات ، باعتبار ان ذلك هو السبيل للنجاح ولتحقيق المزيد من التطور والتقدم في مختلف المجالات دون استثناء ، فإن الحاجة تزداد في الواقع الى تعميق وتوسيع نطاق ثقافة الإجادة والابتكار ، ودعمها إعلاميا وثقافيا وسلوكيا ، ليس فقط بين العاملين، في كل المواقع وعلى كافة المستويات، ولكن أيضا على مستوى الأبناء والبنات ، ومنذ المراحل الأولى للتعليم ، من أجل ان تتعمق قيم العمل والإجادة والالتزام والابتكار في نفوسهم وتكبر معهم ، وتكون بمثابة ممارسة عملية طبيعية ودائمة ، بغض النظر عن موقع العمل وطبيعته ، أو حجم المسؤولية فيه .

وفي الوقت الذي يزداد فيه الانتباه ذلك ، على مستويات عدة ، في الجهاز الإداري للدولة وفي القطاع الخاص أيضا ، فإنه من حسن الحظ انه توجد لدينا ، وفي حياتنا نماذج طيبة وملموسة تشير بوضوح الى قيمة الإجادة والابتكار في مجالات العمل والأداء ، وهو ما ينبغي تشجيعه والإشارة إليه وحث الجميع على السير على هذا الطريق المفيد للفرد والمجتمع والاقتصاد العماني ككل .

وفي هذا الإطار فإن مما له دلالة عميقة ان الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ، أتمت بنجاح إكمال 25 مليون ساعة عمل ، أي ما يزيد على 2800 يوم عمل ، أو نحو ثماني سنوات عمل متصلة ، دون إصابات أو حوادث أو عراقيل تتسبب في إضاعة الوقت بأي شكل ، وهو أمر بالغ الأهمية في معناه ودلالته ، سواء بالنسبة لأداء الشركة ، ومراعاتها والتزامها بقواعد وعناصر السلامة المهنية والتدريب الجيد للعاملين ، أو بالنسبة للعاملين أنفسهم والتزامهم وجديتهم . ومع التأكيد على ان هناك شركات عمانية أخرى حققت معدلات قياسية في العمل بدون حوادث او إصابات ، ومنها شركة تنمية نفط عمان على سبيل المثال ، فإن الالتزام بمعايير الإجادة والعمل بروح ابتكارية ، تتجسد كذلك في مجالات عدة نحتاج الى تشجيعها والأخذ بيدها لتواصل ما أظهرته وتظهره من استعداد في هذا المجال .

وبينما سلطت مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية والاحتفال بتسليم جوائزها ، الضوء على شبابنا - ابناء وبنات - الواعي والقادر على تطوير قدراته وترجمة أفكاره الابتكارية الى منتجات جميلة وملموسة ، وبما يحافظ على التراث العماني الأصيل من جانب ، ويضفي عليها في الوقت ذاته لمسة عصرية من جانب آخر ، فإن وضع حجر الأساس لمجمع « فيلكس « للصناعات الدوائية في المنطقة الحرة بصلالة ، باستثمارات تصل الى 140 مليون ريال عماني ( أي نحو 350 مليون دولار ) هو مؤشر آخر على ما حققته السلطنة من سمعة طيبة ومن خبرة في مجال صناعة الأدوية على مدى السنوات الماضية ، وهو ما يعززه هذا المشروع ، الذي يشكل إضافة للاقتصاد العماني ، ولثقافة الإجادة والقدرة على الابتكار والتطوير أيضا ، وعلى صعيد آخر فإن نجاح معرض مسقط الدولي للكتاب في اجتذاب اكثر من مليون زائر، هو مؤشر آخر على قيمة وأهمية الإجادة والابتكار والتطوير في الأداء ، أيا كان المجال .