1266913
1266913
المنوعات

«ما وراء الشرفة» و«ترانيم لشمعة الروح» جناحان حلق بهما بيت الزبير في معرض الكتاب

04 مارس 2018
04 مارس 2018

اختتم جناح مؤسسة بيت الزبير فعالياته بمعرض مسقط الدولي للكتاب هذا العام حيث شهد حضورا كبيرا من زوار المعرض للفعاليات الثقافية المتنوعة التي أقيمت فيه طوال أيام المعرض، وشهدت الفعاليات تفاعلا جميلا من رواد المعرض من مختلف الفئات، كما تنوع الحضور بتنوع الفعاليات التي أقيمت على مدار الساعات التي يعمل فيها المعرض بدءا من الصباح حتى المساء. وتأتي هذه المشاركة الثانية لمؤسسة بيت الزبير في معرض الكتاب تحقيقا لرؤية بيت الزبير واستراتيجيته في المساهمة بدعم الحراك الثقافي والمعرفي الذي تشهده السلطنة وخاصة في التظاهرة الثقافية التي يقوم عليها معرض مسقط الدولي للكتاب.

وعبر ندوة «ترانيم لشمعة الروح» التي يديرها الدكتور ناصر الطائي، المستشار بدار الأوبرا السلطانية، استضاف جناح بيت الزبير خلال أيام المعرض عددا من الفنانيين والعازفين المتحققين كالفنان فتحي محسن، والأستاذ وائل قاقيش والفنان يعقوب الحراصي، والأستاذ الأسعد عباس، حيث سلطت هذه الندوة الحديث عن الارتجال في الموسيقى العربية، وأهميته، وعن المدارس الارتجالية لآلة العود، كما شهد الركن ردود فعل واسعة من الحضور حول نوعية هذه الندوة التي أتاحت الفرصة لتعزيز المعرفة بالموسيقى العربية وخاصة العمانية وتطور مفهوم الارتجال في الموسيقى بصورة عامة، كما شهدت الندوة كثيرا من المعلومات النادرة حول آلة العود والكثير من العازفين العرب قديما وحديثا والفوارق بين الارتجال في الموسيقى العربية والغربية، ومن ضمن تلك المشاركات حلق الفنان يعقوب الحراصي عازفا نماذج من المقطوعات الروحية من التراث الموسيقي العربي، وقدم الفنان فتحي محسن نماذج من الارتجال في الموسيقى الخليجية بينما قدم الأستاذ وائل قاقيش مقطوعات للنموذج الطربي مرتجلة عبر آلة البزق، كما قدم الأسعد عباس نماذج من المدرسة المغاربية، وتحدث الأستاذ مسلم الكثيري عن الارتجال في الموسيقى العمانية، كما عزف بعض المقطوعات الموسيقية من التراث العماني. واختتمت الأيام الموسيقية بليلة طربية تجسد مختلف المدارس الموسيقية التي تم التطرق إليها.

وعلى طول أيام المعرض كان جناح بيت الزبير يختتم يومه بإحدى الفعاليات النوعية في الجانب المعرفي والثقافي باستضافة مجموعة من الكتاب والباحثين العمانيين والعرب، وذلك من خلال فعالية «ماوراء الشرفة» التي سعت لاستشراف مستقبل مختلف العلوم والموضوعات المعرفية، وأدارها الكاتب والإعلامي سليمان المعمري فقد ابتدأت أولى جلساتها بالحديث عن مستقبل الفلسفة، حيث قدم المفكر المغربي الدكتور عبد السلام بن عبد العالي ورقته المثرية، وعن كون الفلسفة علما متصلا مع بقية العلوم، يتطور بتطورها والعكس صحيح، كما طرح الدكتور عبد الجليل ناظم في نفس الندوة أسئلة عدة حول «مستقبل النشر»، وقال إن حداثة الكتاب تنبع من انخراطه في المعرفة الحديثة في النظر والتجريب خاصة في مستوى العرض، وتظهر في انفتاحه على الذات وعلى الآخر برؤية نقدية مزدوجة»، ودعا إلى المصالحة بين الاقتصاد والثقافة فيما يسمى بـ(توطين الثقافة) للنهوض بالنشر وتأمين مستقبل أفضل له، وضمن هذه السلسلة من الندوات قدم السينمائي العماني عبد الله حبيب ورقة حول مستقبل السينما، استعرض فيها بشكل سريع تاريخ السينما، كون استشرافها يتطلب معرفه ببداية نشأتها وتطورها، أما الكاتبة إيناس العباسي، وهي كاتبة قصص أطفال ولها عدة مؤلفات في هذا المجال فقد تحدث عن مستقبل أدب الطفل، وعبرت عن أسفها لقلة القصص التي تتحدث عن مواضيع شائكة كالهجرة والتبني والطلاق وغيرها في عالمنا العربي، وذكرت أن أدب الطفل شهد تحولا كبيرا عبر إدماجه بالوسائل الحديثة، لكن الكتاب ما زال هو الكتاب وإن تعددت أشكال وطرق عرضه،

وتعزيزا للجهود المبذولة لخدمة المشهد الثقافي بين مختلف الفئات العمرية المعنية بالثقافة، جاءت فكرة طرح مسابقة ثقافية للجماعات الطلابية بمختلف مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، وبعد عملية انتقاء واسعة امتدت لما يقارب الشهر تنافس فيها عدد من الجماعات الطلابية تم انتقاء مجموعة محددة من الأفكار التي اتسقت مع أهداف ركن بيت الزبير، واتصفت بالجدية وفقا لمعايير محددة أعلن عنها سابقا، وقد تنافست ثماني جماعات طلابية من عدة جامعات وكليات في السلطنة في جناح بيت الزبير من خلال مسابقة بيت الزبير لجماعات الأنشطة الطلابية، حيث أتيح المجال لكل جماعة تم تأهيلها في التصفيات الأولية قبيل المعرض لعرض إبداعاتها.

وقد قدمت في اليوم الأول جماعة الثقافة الإسلامية من جامعة الشرقية فقرة بعنوان «ما لا تعرفة عن الفضاء» واستضافت فيه المهندسة بهية الشعيبية، وهي أول عمانية متخصصة في علوم الفضاء. وقدمت في اليوم الثاني جماعة الخليل من جامعة السلطان قابوس فقرة حول «التسويق الأدبي: نزار قباني نموذجا».

وشهد ركن الكتب الذي يحوي إصدارات مؤسسة بيت الزبير، وكتب دار توبقال المغربية، وكتب باز للنشر حركة نشطة طوال أيام المعرض، وكان الإقبال الأكبر على إصدارات المؤسسة مثل «جهة النبع» و«شجر في القلب..وطن في الروح»، وكتاب الأطفال «سر الأسئلة الغربية»، بالإضافة إلى إصدارات دار توبقال الحديثة، وإصدارات باز للنشر والتي جاء على رأسها كتاب رحلة عمان المعمارية أحد أهم الكتب التي توثق للعمارة العمانية بالصورة والتوثيق الدقيق والمعلومة التفصيلية الموازية.