1265781
1265781
المنوعات

عبد الحكيم الصالحي يروي الحكايات المؤلمة مع الأعاصير بعرض «لحيالة»

03 مارس 2018
03 مارس 2018

خلال فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون -

الفجيرة – عامر بن عبدالله الانصاري -

قدمت فرقة الدن للثقافة والفن أمس الأول عملا مونودراميا بعنوان «لحيالة»، بدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون بنسخته الثانية، وذلك على خشبة مسرح بيت المونودراما بدبا الفجيرة.

العمل من تمثيل الفنان عبد الحكيم الصالحي، ومن تأليف وإخراج محمد خلفان الهنائي، وتولى الإضاءة طاهر الحراصي، كما أن العمل مستوحى من قصة أحمد الكلباني عن أحداث إعصار جونو.

تدور أحداث المسرحية، حول رجل يعيش في (كرفان) منحته إياه الحكومة مؤقتا عوضا عن بيته الذي جرفه الوادي إثر تأثر البلاد بإعصار مدمر، ولكن إعصارا آخر يعصف بالبلاد، ليعيش في قلق مضاعف، فهل يتكرر المشهد مرة أخرى، وهل سيتحمل الكرفان هذا ما لم يتحمله البيت المصنوع من الطوب والأسمنت والحديد؟

يتذكر الرجل تفاصيل الإعصار السابق، وكيف انهارت قريته المبنية قرب مجرى الوادي، فقد كان أهل القرية يستبشرون بأن رست مناقصة لرصف شارع يربط قريتهم بقرية مجاورة، إلا أن شيخا عجوزا وقف ضد هذا المشروع، فقد كان يراه مشروعا مدمرا للقرية وسكانها، متعللا بأنهم عاشوا بسلام وأمان طوال الفترة الماضية رغم مرور الأعاصير والأمطار، يحتدم الصراع بين أهل القرية والشيخ العجوز، إلى أن رأى الشارع النور، إلا من حجارة لصنع أكتاف الطريق، فقررت الشركة المنفذة صنع أكتاف للطريق من حجارة «لحيالة» وهو سد مائي يحمي القرية من مياه الوادي الزائدة ويحبس المياه للاستفادة منها، وقف الشيخ العجوز بوجه الشركة لمنعهم من المساس بتلك الحجارة، ولكن محاولته باءت بالفشل، فكان المساس بالحيالة سبب في تدهور القرية وكل من عليها، فما إن مر الإعصار حتى اجتاحت المياه القريةَ، عض الجميع يدهم ندما لما أبدوه من اعتراض لحكمة الشيخ العجوز، ولكن بعد أن فات الأوان.

وتضمن العمل المسرحي كذلك حوارات مع شخوص جالت في ذاكرة الممثل، منهم الشيخ العجوز، وحفيدته التي كان يحبها، وأبناؤه الذين يسكنون معه في الكرفان.

وحول العمل قال الممثل عبد الحكيم الصالحي: «مسرحية لحيالة عرضناها أول مرة في عام 2014 بجامعة السلطان قابوس، وكان ضمن المهرجان المونودرامي الجامعي الثاني، وحققنا به أفضل عرض متكامل، العمل المسرحي نشأ بجامعة السلطان قابوس، ومن ثم شاركت فرقة الدن به بهذا المهرجان، الذي يعتبر المهرجان الثامن للمونودراما بالفجيرة، ولكن في العامين السابقين أصبح ضمن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، وهذا العام بنسخته الثانية».

وأضاف: «العمل يحكي قصة سابقة حدثت، ولا يعني تقديم أي عمل مسرحي يتناول قضية معينة، أن تلك القضية تحدث الآن، والعمل يحكي عن الماضي بتفاصيله المرة، وهي بمجملها حدثت بالواقع، والعمل من قصة أحمد الكلباني بعنوان (لحيالة) وتلك القصة حدثت في ولاية عبري خلال إعصار جونو، وتشابهت في كثير من الولايات».

واختتم الصالحي: «العروض المقدمة لا تحمل الطابع التنافسي، إنما هي فرصة لتقدم الفرق المسرحية عروضها، وتلك الفرق من عدة دول، ومنها فرنسا، والكويت، ومصر، وإيطاليا، وأذربيجان، وتونس، وتفاوتت مستويات العروض وتباينت حولها الآراء في الجلسات التعقيبية، بين عروض ضعيفة وعروض قوية».

جدير بالذكر أن العمل المونودرامي يعتمد على ممثل واحد فقط يتولى العرض المسرحي بكامله على خشبة المسرح ويسرد أحداث المسرحية عن طريق الحوار مع شخصيات يتقمصها ورواية الأحداث.