الإيطالية: ميزانية أوروبية من دون بريطانيا

في الوقت الذي اهتمت فيه الصحف الإيطالية بالانتخابات التشريعية تناولت جريدة «ايل سوله» الإيطالية موضوع الميزانية العامة الأوروبية للأعوام ما بين 2021 و 2027 وهو موضوع أوروبي بامتياز، ينقسم حوله المرشَّحون لعضوية البرلمان الإيطالي.

الواقع أنَّ قادة ورؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي بدأوا منذ نهاية الأسبوع الماضي، محادثاتهم المشتركة المتعلقة بالميزانية الأوروبية. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل اقترحت أثناء القمة الأوروبية الأخيرة أن تكون المساعدات المالية لبعض الدول الأعضاء مشروطة ومرتبطة بواجبات عامة من بينها استقبال اللاجئين واحترام المعاهدة الأوروبية، بخاصة من جهة احترام مبادئ «دولة القانون». جريدة «ايل سوله» الإيطالية تتوقَّع أن يتوافق الأوروبيون على مشروع ميزانية موحَّدة بعد أن يقدِّموا التنازلات، لأن مشروع أنجيلا ميركل لن يكون النقطة الخلافية الوحيدة بينهم أثناء مناقشة الميزانية العامة الأوروبية المقبلة. بل إنَّ العلاقات بين الشمال والجنوب هي التي ستكون خلافية لأن تغيرات كثيرة حصلت إن في الشمال أو في الجنوب والمشكلة ستكون صعبة لأن كلَّ دولة باتت ترغب بالاهتمام أكثر بمالية الداخل قبل تلك المتعلقة بدول الأطراف أو الجوار.

لقد تغيَّرت أولويات الشعوب وانتخبت لقيادتها من يراعي هذه الأولويات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، لأن المشكلة الرئيسية تكمن في الأموال التي ستقتطع من الميزانيات الداخلية لكل دولة أوروبية كي تُضَخَّ في الميزانية الاتحادية العامة تعويضا عن المبالغ التي كانت تدفعها بريطانيا.

جريدة «ايل سوله» الإيطالية تشير إلى أنَّ ألمانيا أبدت استعدادها الكلِّي لرفع نسبة مساهمتها بالميزانية الأوروبية العامة المقبلة في حين تتردد كل من فرنسا وإيطاليا وقد أعلنت الدنمارك والسويد والنمسا وهولندا، أنها ليست مستعدة لزيادة مساهمتها المالية في ميزانية الاتحاد الأوروبي.