1265318
1265318
العرب والعالم

تصعيد دولي ضد دمشق وأهالي الغوطة ينتظرون المساعدات

02 مارس 2018
02 مارس 2018

التحالف يصعد غاراته على ديرالزور ويتسبب في وضع كارثي بالرقة -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

صعّدت الدول الغربية لهجتها إزاء دمشق مؤكدة على ضرورة «محاسبتها» جراء الحملة العسكرية في الغوطة الشرقية المحاصرة حيث يحتاج عشرات آلاف المدنيين إلى مساعدات غذائية وطبية ملحة.

وتنتظر الأمم المتحدة السماح لها بإدخال مساعدات إلى الغوطة الشرقية التي تحاصرها القوات السورية بشكل محكم منذ عام 2013، وتتعرض منذ نحو أسبوعين لحملة قصف أسفرت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 617 مدنياً بينهم 149 طفلاً، وإصابة أكثر من 3500 آخرين بجروح.

وتطالب بريطانيا أيضاً بفتح تحقيق «طارئ حول الاحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية».وفي مكالمة هاتفية أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الرئيس بشار الأسد يجب أن يحاسب على التدهور المتواصل للوضع الإنساني في الغوطة الشرقية».وينطبق ذلك، وفق قولهما، على استخدام «أسلحة كيميائية كما على الهجمات على المدنيين وتجميد المساعدة الإنسانية».

وفي الغوطة الشرقية، التي تعد نحو 400 ألف نسمة، تسبب الحصار بنقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

وكان السكان يعتمدون على مساعدات دولية تدخل بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر طرق التهريب.

وتعاني الكوادر الطبية أيضاً من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية مع توافد الجرحى يومياً إلى المستشفيات.

ولايزال الوضع في الغوطة الشرقية متوترا بسبب امتناع الفصائل المسلحة الامتثال للهدنة ورفض خروج المدنيين، فيما يواصل سلاح الجو السوري استهداف مواقع جبهة النصرة، وتتقدم وحدات عسكرية برية في مناطق أخرى من الغوطة وتثبت نقاط تواجدها حول مدينة النشابية، وأعلن مدير منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف» بالشرق الأوسط، امس أن هناك مؤشرات لأن تسمح الحكومة السورية بدخول قافلة مساعدات لـ180 ألف شخص في بلدة دوما بالغوطة الشرقية. ونقلت وكالة (رويترز) عن مدير يونيسف بالشرق الأوسط خيرت كابالاري في مؤتمر صحفي في جنيف قوله ان «الحكومة السورية قد تسمح بدخول قافلة مساعدات لنحو 180 ألف شخص في بلدة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة بسوريا غدا».

وأفاد مصدر عسكري بأنه تم الحصول على معلومات مؤكدة تفيد بأن التنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن» و«أحرار الشام» يخططون لمسرحية الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية من قبل الجيش السوري. وقال المصدر إن قادة هذه التنظيمات تلقوا تعليمات لاستخدام مواد سامة بالقرب من خطوط المواجهة مع الجيش السوري واستهداف المدنيين لاتهام الجيش العربي السوري والدولة السورية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول غربية أخرى باستخدام هذه الأسلحة. وحذرت موسكو، واشنطن من استخدام اتهامات «لاصحة لها» بشأن تنفيذ القوات الحكومية السورية هجوماً كيماويا، من أجل تبرير استخدام القوة ضد تلك القوات. وقالت السفارة الروسية في واشنطن في بيان،«نودّ تحذير الولايات المتحدة من وسواس اتخاذ ذلك ذريعة لتوجيه ضربات صاروخية إلى المنشآت الحكومية السورية».

وتابع البيان «مظهر من مظاهر السخرية الخاصة هي التصريحات الجديدة لممثلي الإدارة الأمريكية بشأن نيتهم تحميل روسيا مسؤولية مزاعم استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية، على الرغم من أن الإدارة نفسها تعترف بأنه لا يوجد دليل على ذلك، فضلا عن كونها لم تكن من قبل».

وصوتت كل من الصين وكوبا وفنزويلا والعراق بـ«لا» ورفضت الاجتماع لبحث مشروع قرار بريطاني في مجلس حقوق الإنسان حول تدهور الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأن الدول الأربع المذكورة صوتت بلا مقابل 25 أيدت الاجتماع فيما تغيب عن الاجتماع مندوبو 8 دول أعضاء.

وفي الوضع الميداني، واصل سلاح الجو الحربي الاستهداف الجوي المكثف باتجاه مواقع «جبهة النصرة» في حرستا وعربين وأوتايا وحزة والنشابية بالغوطة الشرقية.

وطالت رمايات مدفعية وصليات صاروخية مكثفة من قبل الجيش السوري وحلفائه مواقع وتحركات مسلحي تنظيم «هيئة تحرير الشام» محيط السرمانية وقرقور في ريف ادلب كما استهدف الطيران الحربي مواقع وتحركات الميليشيات المسلحة في اللطامنة ومورك والزكاة في ريف حماة الشمالي. واستهدفت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قرية الصفاوي في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، قرب الحدود السورية العراقية، وتسببت بمقتل 3 مدنيين بينهم طفل، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.

وأضافت مصادر محلية أن طيران التحالف صّعد من غاراته في المنطقة الشرقية خلال الأيام العشرة الأخيرة وارتكب 4 مجازر قتل خلالها 69 مدنيا على الأقل، وجرح العشرات في ظهرة العلوني والشعفة والبحرة في ريف دير الزور.

وأكدت الخارجية الروسية أن الوضع في الرقة كارثي جراء قصف التحالف، وأن النداءات بفتح ممرات إنسانية هناك لم تلق أي رد، فيما ينص القرار الأممي 2401 على توزيع المساعدات في عموم سوريا.

وتم امس إجراء عملية تبادل بين الحكومة السورية ومسلحي ما يسمى درع الفرات وعلى أثرها تم تحرير 9 اشخاص من عناصر الجيش السوري كانوا مختطفين لدى درع الفرات منذ أكثر من 9 أشهر في ريف حلب الشمالي مقابل الإفراج عن عدد من المعتقلين.

وفي الشمال أفادت مصادر ميدانية بارتفاع عدد القتلى في صفوف القوات الشعبية وصل إلى 18 قتيلا و 3 جرحى و 19مفقوداً انقطع الاتصال بهم بعد استهدافهم بغارات تركية أمس الأول الخميس في منطقة شران بعفرين. وكان مصدر في القوات الشعبية أفاد بسقوط 13 شهيداً وإصابة 3 من عناصرها وأكّد أنها أصابت طائرةً مروحية تركية بشكلٍ مباشر كانت تحلّق فوق ناحية راجو.

وقالت وكالة سانا إنّ 20 شخصاً على الأقل استشهدوا وأصيب العشرات نتيجة القصف التركي لقرى شران وميدانكي وحاج خليل بعفرين.