1261513
1261513
المنوعات

كرفان عمان ... خدمات إنسانية تعانق متعة الترحال

02 مارس 2018
02 مارس 2018

عيسى بن سعيد الخروصي -

بدأت في الآونة الأخيرة انتشار ثقافة امتلاك الكرفانات السياحية بالسلطنة، وانتشرت بشكل يوحي بازدهار السياحة الداخلية والوعي الذي يمتلكه هواة الترحال والتخييم، والأهم من ذلك الأمن والأمان الذي تنعم به السلطنة بحيث انه يستطيع أي شخص من التخييم في أي بقعة من بقاع هذه الأرض الطاهرة وبدون أن يتعرض لأي شكل من أشكال المضايقة. كما انه وفي ظل انتشار هذه الثقافة استطاع مجموعة من الشباب العمانيين العمل على تطوير هذه الهواية من خلال إنشاء شركات تعنى ببيع وتأجير الكرفانات بمختلف أنواعها وأشكالها للراغبين في الانخراط في هذه المتعة واكتشاف أغوار السلطنة الجميلة.

بالإضافة الى ذلك قام مجموعة من الشباب العمانيين بإنشاء تجمع فريق «كــــــرفان عمان» يعنى بالمســـاعدة للراغبين في اقتناء هذا النوع من النشاط ومساعدته وتوجيهه، وقاموا بتكوين مجموعة عبر تطبيق «الواتس اب» للتواصل فيما بينهم، بالإضافة الى نشر هذا المشروع الوطني في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، واستطاعوا خلال فترة وجيزة من تثبيت أقدامهم في المجتمع العماني السمح من خلال المشاركة في المنتديات والتجمعات التي تعنى بالجانب الإنساني والخدمي والتنموي.

«$» تواصلت مع مجموعة فريق «كرفان عمان» وتعايشت معهم في جولاتهم وسفراتهم، واستطعنا تكوين أفكار مبهرة مع هؤلاء النخبة من شباب الوطن ونطرح في هذا الاستطلاع أهداف ورغبات وميول بعض من محبي هذه الهواية..

حمد بن حمود بن حميد العامري مؤسس فريق كرفان عمان يقول: ثقافة امتلاك والترحال بالكرفان السياحي بالمجتمع المحلي لا زالت في بدايتها حيث زاد في الفترة الأخيرة الاقبال من العمانيين على اقتناء هذه البيوت المتنقلة للاستمتاع بأجواء الرحلات خصوصا في فصل الشتاء الذي معه تنشط رحلات التخييم في البر وعلى الشواطئ الساحلية.

والسفر في هذه البيوت جدا آمنة وممتعة ويعتبر الكرفان تجربة جميلة للسفر غير التقليدي وتتوفر بها كافة سبل المعيشة وبمواصفات عالية الجودة، والخدمات، حيث تتوفر بها الأجهزة الإلكترونية بمختلف استخداماتها، وتتوفر بها الطاقة وخزانات المياه والصرف الصحي، ومرافق متعددة الاستخدام منها للنوم وللاستحمام والطبخ والمعيشة ويمكن حملها في أي موقع تسير به المركبة، كما أن العربات المقطورة «الكرفان» تختلف أوزانها التي في المقابل يجب ان تتناسب مع قوة المركبة تحقيقا للأمن والسلامة على الطريق، حيث أن المقطورات التي يتفاوت وزنها من 2 ونص إلى ثلاثة طن يفضل أن لا تقل قوة محركات المركبة عن ثمانية «سلندر»، ويوضح كما أن الكرفانات الكبيرة مزودة بمكابح كهربائية.

أما الإشكالية الوحيدة التي قد تصادفهم هي نفاد خزان المياه، والذي قد يفاجئك نتيجة الاستهلاك غير الرشيد، ومعظم الكرفانات بها خزانات للصرف الصحي، والتي يمكن تفريغها في مجمعات الصرف الصحي بالمنزل، مع عدم توفر نقاط لتفريغها على الطرق، كما وتتوفر بها مولد للكهرباء، وهي جميعها ذات مواصفات عالية السلامة والأمان خصوصا الكرفانات الأوروبية والأمريكية.

تزايد كبير

أما عن مدى انتشار الكرفانات في المستقبل بالسلطنة فقال: شهد عدد الكرفانات تزايداً كبيراً في الفترة الماضية وخصوصاً مع تزايد تجار الكرفانات بدول الخليج والسلطنة وأتوقع بانه سوف يكون انتشار ثقافة الرحلات بالكرفانات بالسلطنة بشكل كبير جداً لخصوصيتها للعوائل لوجود مستلزمات المعيشة اليومية من دورة مياه ومطبخ وسرير وتلفاز ومكيف، ومن ناحية أخرى توفر الأماكن السياحية بالسلطنة وارتفاع أسعار إيجار الفنادق.

عشق الكرفان

وقال العامري عن هدفه لاقتناء كرفان: منذ صغري وأنا أشاهد هذه الكرفانات بالأفلام الأجنبية وأعجبت بها وعندما كبرت قمت بصناعة عربة (صناعة محلية) تحتوي على مطبخ صغير وخزان ماء ومخزن أواني الطبخ وإنارة ولكن للأسف عندما أكون برفقة العائلة تواجهني صعوبة العثور على دورات المياه وحتى بحدود شواطئ محافظة مسقط لذا لا تستمر الرحلة لفترة طويل فقط ساعات معدودة وترجع إلى المنزل، وبعد فترة اشتريت كرفانا أمريكيا 26 قدما مجهزا بكل الاحتياجات وأثناء خروجي للرحلات وكأني أخذت منزلي معي وتجولنا بالسلطنة بشكل عام ومن هنا عشقت الكرفان.

أما عن الصعوبات التي يواجهونها عند رحلاتهم بالكرفان في ربوع السلطنة فقال: الحمد لله لا توجد أية صعوبات تذكر حيث يستطيع مالك الكرفان زيارة كل ربوع السلطنة بدون أي شيء يعكر عليه رحلته والصعوبة التي نواجها بالفترة الماضية هي عدم توفر مكان واسع بمسقط للتجمعات حيث كان بالسابق نتجمع بشاطئ الحيل الشمالية ولكن للأسف تم إغلاق المكان لإقامة مشروع، لذا يرجى توفير مكان على شاطئ مسقط يكون واسع لملاك الكرفانات.

مطالب مشروعة

أما عن المطالب التي يتمنون تحقيقها في المستقبل القريب فقال: عندنا ثلاثة مطالب مشروعة وهي أولا: نتوجه بالنداء إلى وزارة السياحة بالاهتمام العاجل إلى هذا النوع السياحي الجديد بالسلطنة والاستفادة من تجارب الدول الأوروبية وأمريكا لإقامة مخيمات مخصصة للكرفانات بمختلف محافظات السلطنة تتوفر بها احتياجات مالك الكرفان من الكهرباء والماء والصرف الصحي وبان تكون هذه المخيمات على مستوى عال من الاحترافية من حيث اختيار مكانها ومحتوياتها كمثل محلات التسوق والمطاعم وألعاب الأطفال للعلم بان خلال السنوات الماضية تزايد بشكل كبير عدد ملاك الكرفانات الزائرين للسلطنة من الدول الأوروبية ودول الخليج وخصوصاً يزيد العدد إلى أضعاف بوقت خريف صلالة ونتمنى بان تكون السلطنة جنة ملاك الكرفانات في الخليج العربي لتوفر الطبيعة المتنوعة والنادرة لذا نتمنى بالوقت الحالي تخصيص أماكن توقف الكرفانات بشكل مؤقت بشواطئ محافظة مسقط لقرب المكان للعامة وزوار مسقط ومن الجيد فتح باب الاستثمار للشباب العماني لفتح هذه المخيمات ولكن بشروط تواكب هذا التوجه ومراعاة الاحترافية لتكون عمان جنة ملاك الكرفانات ونحن على استعداد لتقديم العون لمعرفتنا بالأماكن المناسبة لهذه المخيمات أو المواقف المناسبة للكرفانات السياحية.

ثانيا: نطلب من شرطة عمان السلطانية لتحديد وتسهيل ضوابط فحص وتسجيل الكرفانات خصوصاً القلص لكونها تختلف عن العربات العادية التي تستخدم لنقل الدراجات حيث تأتي هذه الكرفانات من الشركة بفرامل كهربائية تعمل بضوابط تختلف عن السيارة لذا لا ينفع فحصها بالطريقة المستخدمة حالياً بفحص فرامل المركبات لكون الكرفان مصنوع 80 % من الخشب وتوجد بداخله أثاث وخزانات خشبية والفرامل الكهربائية تعتمد على جهاز يقيس نسبة حاجة القوة بضغط الفرامل وقت الحركة فقط، وكما نعلم بان الكرفان الشخصي قليل الاستخدام حيث بعض ملاك الكرفانات لا يستخدمه غير كل شهرين مرة واحدة فقط لذا تجديد الكرفان كل سنة يسبب له بعض الصعوبات المالية ونقترح العمل بنفس نظام بعض الدول حيث يجدد الكرفان الشخصي كل ثلاث سنوات.

ثالثا: ومن ضمن المطالب التي نريد تحقيقها في الفترة القادمة هو انضمام فريق كرفان عمان إلى الجمعية العمانية للسيارات.

لا يوجد قانون محدد

وأجاب العامري عن سؤال هل هناك قانون أو أنظمة للتخييم بالكرفان في السلطنة.. وما هي اقتراحاتكم؟ قائلا: لا يوجد على حسب علمي قانون محدد وضع لملاك الكرفانات أو غيرهم أثناء الترحال وقد تختلف القوانين على حسب المكان الذي تكون متوقف فمثال قانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية ينطبق عليك بتلك المحميات وكذلك بخريف صلالة يوجد قانون للتخييم وكذلك القوانين العامة التابعة للبلدية كمثل رمي المخلفات أو قطع الأشجار والأهم من ذلك الأعراف المحلية كمثل عدم التخييم بقرب من الأماكن السكنية لعدم التسبب بالإزعاج لقاطني المكان، ومراعاة العادات والتقاليد العمانية المعروفة، ولكن نريد أن نوضح بأن الرحلة بالكرفان مختلفة حيث المحافظة على النظافة لكون الكرفان لا يحتاج عند الوقوف بمكان الرحلة لشي عكس التخييم العادي حيث ينصب الخيم وتضرب بالأرض ويحفر مكانا للمشاوي والطبخ وتشاهد الفحم مبعثر بالأرض حيث نجد الكرفان يحتوي على شواية تعمل بالغاز ولا تلوث المكان.

تواصل مستمر

وعن طرق التواصل مع أصحاب الكرفانات الأخرى وهل هناك تعاون فيما بينهم قال: سعيت في 2016 لتأسيس مجموعة لهواة وملاك وتجار العربات المقطورة والبيوت المتنقلة «الكرفانات» ونجحت مع شركاء في ضم ما يقارب 90 مالك كرفان وتاجر في مجموعة «واتس اب» تحت اسم فريق كرفان عمان واستفدنا الكثير من هذه المجموعة مثل تقديم المساعدة والنصح للملاك الجدد وتبادل معلومات الصيانة ومكان توفر قطع الغيار وتعبئة الغاز واختيار أنواع المولدات الكهربائية حيث أقمنا سنة 2016 م التجمع الأول لفريق كرفان عمان بشاطئ السيب وتجمع به عدد كبير من الكرفانات من داخل السلطنة ودول الخليج واستقبلنا الزوار على مدار اليوم لمن يرغب الاستفسار عن الكرفانات وأقمنا بعض الفعاليات الترفيهية وفي2017 م أقمنا التجمع الثاني لفريق كرفان عمان بشاطئ العذيبة وشارك به أعضاء الفريق مع مجموعة من دول الخليج وبخريف صلالة 2017م نظمنا مع إخواننا من محبي الكرفانات بدول الخليج التجمع الخليجي الأول بصلالة وشارك به عدد كبير من الكرفانات من الكويت والسعودية والإمارات بالإضافة إلى أعضاء فريق كرفان عمان وكان التجمع بشاطئ السيب والتحرك إلى صلالة عن طريق الشارع البحري للاستمتاع بالمناظر الجميل بالطريق لكون معظم المشاركين لم يسبق له زيارة تلك الأماكن وعند وصولنا صلالة استمر الجدول بين زيارة الأماكن السياحية والاستمتاع بالرذاذ والجو الخريفي كما شاركنا في بعض الاحتفالات بالعيد الوطني وبعض الأعمال الخيرية.

نوع من أنواع المدنية

جاسم بن محمد العريمي أحد مشرفي فريق كرفان عمان قال: ان ثقافة انتشار اقتناء الكرفانات في السلطنة يعتبر نوع من أنواع المدنية ومواكبة كل ما هو جديد في مجال السياحة العالمية. ونتمنى انتشار هذه الثقافة بشكل أوسع لما لها من مردود إيجابي على الفرد والمجتمع حيث يستفيد منها الفرد استفادة كبيرة إذا ما قارنا أسعار الكرفانات والراحة التي سوف يحصل عليها عند ذهابه في سفراته ورحلاته الخلوية ويوفر المبالغ التي قد تصرف في إيجاد السكن المناسب بالإضافة إلى أن الكرفان به مطبخ ويستطيع صاحب الكرفان الاعتماد على ذاته في الطبيخ وتوفير المستلزمات الضرورية له.

وعن الهدف وراء اقتناء الكرفان قال العريمي: أن أهم ما ينشده صاحب الكرفان هو الخصوصية والتميز وهذين الأمرين يستحقان أن نكرس لهما الجهود لأنهما ينصبان في المقام الأول على الراحة الشخصية والحفاظ على البيئة من خلال عدم تعريض البيئة إلى الاستنزاف الجائر والاحتطاب ورمي المخلفات لأن الكرفان يحتوي على مطبخ مجهز بشكل متطور ويغنيك عن الطبخ في الهواء الطلق من خلال إشعال النار وترك مخلفاتها في الأماكن العامة.

أما عن الصعوبات التي قد يواجهونها عند رحلاتهم بالكرفان في ربوع السلطنة فقال: لا يوجد أية صعوبات بالعكس كل الرحلات ولله الحمد خالية من الصعوبات.. والسلطنة بلد جميل بطبيعتها وبأخلاق شعبها والأمان ولله الحمد موجود في أي ركن من أركان هذه الأرض الطيبة.

وعن المطالب التي يتمنى العريمي تحقيقها في المستقبل قال: نتمنى نحن أصحاب الكرفانات أن يتم الموافقة على انشاء جمعية خاصة بالكرفانات لها الاستقلال المادي والإداري ويكون لها اسم معتمد نستطيع من خلاله التحدث إلى الجهات الرسمية وإيصال مطالب أصحاب الكرفانات وتنظيم عملية التخييم وسن القوانين المناسبة لتفادي أي منغصات مستقبلا في ظل عدم وجود قانون موحد للكرفانات في السلطنة.

وعن طرق التواصل مع أصحاب الكرفانات الأخرى قال: هناك تواصل مستمر مع أصحاب الكرفانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويشمل هذا التواصل الإخوة في دول مجلس التعاون كما انها توجد ملتقيات دائمة بين الأعضاء سواء في السلطنة أو في دول مجلس التعاون الخليجي.

انتشار ثقافة الكرفانات

أحمد بن محمد الرواحي صاحب شركة نسور البحر للتجارة ووكيل شركة جايكو للكرفانات في السلطنة وقطر والإمارات العربية المتحدة: قال عن بداياته في مشروعه: كنت هاوياً للرحلات وخلال دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية شاهدت الكثير من الكرفانات المختلفة وهي تجول مختلف الولايات من أقصاها إلى أدناها ومن شرقها إلى غربها. ولها مواقف مخصصه في جميع المناطق السياحية ومزوده بالخدمات الخاصة لهذه الكرفانات من ماء وكهرباء وصرف صحي. وأعجبت بالفكرة وقلت لم لا أطبقها في السلطنة بما أنها تمتلك كل المقومات السياحية وكنت على يقين بأن هذا النوع من الكرفانات سوف ينجح حتما إذا ما تم تأسيسه بصورة صحيحه في السلطنة.

وعن تقييمه لمستوى التجاوب من الجماهير المستهدفة قال: من خلال احتكاكي بالجمهور والزبائن في بداية المشروع رأيت أن مستوى التجاوب ضعيف إلى حد ما لأن هذه الفكرة كانت جديده ولأن معظم الرحلات كانت خاصة للشباب وليست رحلات عائلية للمبيت مع جميع أفراد العائلة وبعد مرور الوقت تحسن الوضع وانتشرت ثقافة الكرفانات وبدأت الأسر في السلطنة تستعين بخدماتنا لتوفير كرفانات خاصة بها.

وأضاف: أرى أن هذه الثقافة سوف تنتشر في السلطنة بشكل كبير بسبب جغرافية السلطنة المناسبة جدا للرحلات وتغيير ثقافة المواطن العماني والمقيم نحو الرحلات العائلية نظرا أنها غير مكلفة. وأيضا كثرة الشباب الذين درسوا في الخارج ومروا بتجربة الرحلات.

أما عن هدفه لاقتناء كرفان قال الرواحي: الهدف من اقتنائي للكرفانة المتنقلة هو وجود الخصوصية التامة لي ولمن معي طول الرحلة وتوفر جميع الخدمات المطلوبة فيها.

أما عن الصعوبات التي يواجهونها عند رحلاتهم بالكرفان في ربوع السلطنة فقال:

الصعوبات التي تواجهنا عند رحلاتنا بالكرفان في ربوع السلطنة هي عدم وجود الخدمات اللازمة في المناطق السياحية وهذا الأمر يشكل عائق كبير لنا ونطالب في المستقبل القريب أن تتوفر مواقف خاصة للكرفانات في المناطق السياحية تحتوي على ماء وكهرباء وصرف صحي وخدمات مصاحبة معها كالبقالات.

وأردف الرواحي قائلا: حاليا لا توجد قوانين أو أنظمة للتخييم بالكرفانات في السلطنة ولا نقترح ذلك لأنها تسوف تنفر المواطن عن الخروج بصحبة العائلة بحرية.

أما عن الصعوبات إلى يواجهونها عند توجههم بالكرفانات إلى دول العالم فقال: لا توجد أية صعوبات ولكن يجب عليك أن تكون ملما بقوانين كل بلد من حيث التأمين وقوانين المرور.

وقال الرواحي: أن الوقت مناسب جدا في هذه الفترة لاقتناء كرفان نظرا للوضع الاقتصادي الحالي وعدم قدرة الكثير من المواطنين السفر للخارج.

موارد طبيعية تساهم

في الدخل القومي

محمد بن محسن الذهلي صاحب شركة كرفان للتخييم قال: السبب الرئيسي لاقتناء كرفان هو التجوال في العديد من الدول حول العالم من شرق آسيا مرورا بإيران والشرق الأوسط إلى أوروبا ونهاية بالولايات المتحدة، أوجد هذا الشغف في معرفة أسرار الجذب السحري من قبل هذه الدول والحكومات لرؤية مواردها الطبيعية بما يساهم في الدخل القومي ويعود على جميع فئات المجتمع فقراء كانوا أم أغنياء، أميين أم متعلمين بوجه من أوجه الرزق.

وتختلف طبائع الناس وأفكارهم في الرحلات بين من يرغب في الاستمتاع بالفنادق والمنتجعات الفخمة وآخر يحب الطبيعة ويعشق التخييم وسبر أغوارها والتفكر في تضاريسها سواء كان ذلك عن طريق الرحلات البحرية والعيش بأساليب تقليدية قرب البحار وعلى متون القوارب العادية أو كان ذلك بالعيش في ظروف الحياة العادية الخالية من المسليات كالعيش في الغابات مع انعدام الكهرباء والاتصالات المختلفة.

وأضاف الذهلي: لقد انبهرت بتجارب الكثير من الدول المشهورة بالسياحة وكيفية تسخير الطبيعة الخلابة وعدم المساس بها في جذب السياح من كافة أنحاء العالم وبخاصة تلك الرحلات التي ترى فيها جميع فئات المجتمع من أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط يستفيدون من هذه المشاريع بدون تركز الدخل لفئة معينة، فعندما تذهب إلى دولة آسيوية في رحلة للمشي والإبحار في رحلات سياحية إلى الجزر والغابات مثلا تجد الكثير من المواطنين من البسطاء وأصحاب الدخل المتوسط يتكسبون ويعتمدون على هذا النوع من الترتيبات السياحية في العيش بكرامة.

وفي المقابل كنت أقوم برحلات متعددة داخل السلطنة مع الأهل تارة ومع الأصدقاء والفرق الرياضية المختلفة تارة أخرى وكان بعض الأصدقاء يستغرب من الجرأة في تخييمنا مع العائلة في أماكن تعتبر بالنسبة للكثير غير آمنة نظرا لعدم تجربتهم لهكذا رحلات، مثل التخييم داخل الرمال كرمال الشرقية أو قرب البحر مثل فنس والشويمية وحاسك والجبال مثل جبل شمس والجبل الأخضر وغيرها من المناطق العمانية الآمنة والتي لم يتم تسليط الضوء عليها جيدا لجذب السياحة الداخلية إليها.. وكنت أستاء من كون معظم هذه الأماكن يرتادها الكثير من السياح الأجانب بينما يشعر كل من أشجعهم من الأصدقاء بالخوف بالتخييم وحيدين مع العوائل رغم أن كل ذرة من الوطن العماني تحسسك بالأمان والعظمة والشعور بالعطف.

هذه التجارب السياحية من خارج السلطنة جعلتني أفكر في كيفية تنمية هوايتي في الرحلات داخل السلطنة وتحويل الهواية إلى مشروع سياحي طموح ومتطور وقابل للاستمرار والمنافسة بغض النظر عن حجم ونوع ورأسمال الشركة المنافسة وهكذا ولدت كارافان للتخييم الذي ولد طفلا عمانيا بأحلام شابة وأفكار واسعة وعزيمة قوية؛ وكانت أحد أهداف هذا المشروع الترويج للسياحة الداخلية مع توفير وسائل الأمان التي يطلبها العديد من الأصدقاء حيث أن هذه البيوت السياحية المتنقلة تحتوي على أجهزة تتبع مرتبطة بالإنترنت لمعرفة مكانها وقت الطوارئ كما تحوي أجهزة خاصة للكشف عن تسرب الغازات والدخان ونوافذ وأبواب خاصة للخروج عند حدوث حريق مثلا مما يجعل التخييم آمنا وفي الوقت نفسه فهي مؤثثة بأنواع التأثيث الأساسي الراقي والذي يتم تعقيمه قبل أي رحلة.

مصدر دخل

وأضاف الذهلي: ثقافة اقتناء الكرفانات السياحية تعني الكثير فهي مصدر دخل يضاف للاقتصاد من خلال تشجيع أصحاب الكرفانات على الرحلات والذي سوف يصحبه تنشيط الحركة التجارية سواء كان ذلك على قطاع المواد الغذائية أو أدوات التخييم والرحلات المختلفة، كما يعني هذا قابلية هذا النوع من الأنشطة لتوفير وظائف للباحثين عن عمل وتشجعيهم للإبداع في تطوير أفكارهم التجارية.

وعن مستقبل انتشار الكرفانات بالسلطنة قال محمد الذهلي: أرى بأن هناك توسعا وازديادا في الرغبة في اقتناء وانتشار الكرفانات السياحية بالسلطنة ويجب أن يتم الاعتناء بهذا الجانب من جميع القطاعات وأن توضع الوسائل المناسبة لتسهيل ذلك.

وأضاف: نتمنى أن يتم وضع قطاع التخييم بأنواعه ضمن تصور استراتيجية سياحية تعنى بزيادة نسبة مساهمة السياحة في الدخل القومي وتوفير الوظائف وتنويع مصادر الدخل حيث أن السلطنة تتميز بجميع المقومات التي تجعل منها وجهة سياحية سواء للمواطن أو المقيم أو السائح من خارج السلطنة.

ونقترح بأن تقوم الجهات المختصة بالجلوس معنا وأخذ مرئياتنا قبل الشروع في إصدار القوانين واللوائح حيث صدرت بعض اللوائح الخاصة بالمطاعم المتنقلة مثلا وهي لا تتناسب وطبيعة العمل بهذا النوع من العمل.

وبالنسبة للتخييم فنتمنى من وزارة السياحة أن تأخذ اقتراحاتنا مسبقا بكيفية التخييم وأماكنها والطرق الكفيلة لضمان الحفاظ على البيئة والسلامة والنظام العام.

التخييم في أي مكان

وقال وليد البلوشي أحد مشرفي فريق كرفان عمان: فكرة اقتنائي لبيت متنقل (الكرفان) جاءت في سنة 2011م ويعود ذلك لعدم توفر الخدمات في كثير من المناطق في السلطنة من حيث دورات المياه والفنادق مما أدى إلى تفكيري باقتناء سكن يتوفر فيه جميع المتطلبات المنزلية كدورات المياه ومكان للنوم. والنقطة الثانية هي باستطاعتي التخييم في أي مكان من دون الحاجة إلى الرجوع إلى مكان السكن لأنه في أغلب الأحيان تبلغ المسافة أكثر من100 كم.

وأضاف البلوشي: في البداية كنت أتوقع أن فكرة اقتناء بيت متنقل صعب لأن في ثقافتنا التغيير صعب من فكرة السكن في منزل إلى السكن في بيت متنقل وذلك لتعودنا في السكن في بيت ثابت. ولكن تغير التفكير حيث رأيت الكثير من الشباب العماني يمتلكون بيت متنقلة. وشاهدت في الكويت والإمارات شباب يخيمون في الكرفانات على الشاطئ لأيام.

وأردف: ثقافة امتلاك بيت متنقل يزداد يوم بعد اخر ولكن يبقى السؤال كم سعر البيت المتنقل هذا هو السؤال ... هل تتوفر أمكان مخصصة لصيانة الكرفانات ومدى توفر قطع الغيار. وأعم من ذلك هل تتواجد أماكن مخصصة للتخييم تتوفر فيه الماء والكهرباء والصرف الصحي.

وأضاف: أما بالنسبة للصعوبات فتتلخص في عدم توفر الخدمات المرافقة كالصرف الصحي والتزود بالماء والكهرباء والأماكن المتخصصة لإيقاف البيت المتنقل. ونتمنى توفير هذه الخدمات في القريب العاجل.

وأطالب من الجهات المختصة بتوفير الخدمات المذكورة أعلاه وتسهيلات من حيث القرض المالي (التمويل) والتأمين بمبلغ معقول.

وقال البلوشي: في الوقت الحالي لا يوجد أنظمة محددة للتخييم ولكن لله الحمد السلطنة هي أرض السلام والأمان وتتوفر فيها جميع مقومات السياحة لذا أرجو من الجهات المختصة توفير أماكن للتخييم قريبة من الأماكن السياحية كالشواطئ والأودية وبالأخص خريف صلالة.

وأضاف: في رأيي يعتبر انتشار الكرفانات في السلطنة مناسب في الوقت الراهن وذلك لنشر ثقافة الاعتماد على الذات وخاصة في الأمكان التي لا تتوفر فيها الخدمات المذكورة سلفا وأيضا السياحية العمانية الداخلية للخارج والتي لا تظهر إلا في موسم الخريف. حيت شاهدت في شهري نياير وفبراير 2018م وجود عدد كبير من ملاك الكارفانات في السلطنة من الدول الأوروبية وهم يقودون كرفاناتهم.