1264643
1264643
المنوعات

صلالة المسرحية تقدم فلسفة الشعب والسفينة في عرض «العاصفة»

02 مارس 2018
02 مارس 2018

ضمن مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي -

كتب – عامر بن عبدالله الانصاري -

قدمت فرقة صلالة المسرحية عملا بعنوان «العاصفة»، وذلك ضمن مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي في دورته الثالثة.

العمل من تأليف وإخراج الدكتور عماد بن محسن الشنفري، وبطولة الفنان عبدالله مرعي الشنفري، والفنان أشرف المشيخي.

وتدور أحداث المسرحية حول عاملين يعملان في محل لكي وغسيل الملابس، يدور بينهما حديث عن الفواتير ومستحقات الدائنين وغيرها من الأمور، ولكن يهرب صاحب المحل من الواقع، ليعيش دور ربان سفينة، وصاحبه العامل في المحل يعيش دور مساعد الربان.

يتقمص كل منهما الدور، حتى عاش الجمهور مع خيالهما العميق ليدخلوا في مسرحية داخل مسرحية، وتدور الأحداث مع الربان ومساعده، يتخيل كل منها أن هناك ركابا في السفينة، وهم على طبقات، طبقة سفلية، وطبقة النخبة، حتى إذا ما واجهت السفينة عاصفة قوية تتضح للربان حقائق كثيرة، فلا محرك احتياطي، ولا قوارب نجاه صالحة للعمل، ولا جهاز إرسال يعمل في حالة الطوارئ، كل الاحتياطات كانت مجرد ديكورات لملء الفراغ لا أكثر، حتى إذا ما حدث خرق في السفينة، كان الضحية ركاب الطبقة السفلية، تلمى عليهم الخطابات الدينية، وأن يبادروا بالتخلص من حمولاتهم الزائدة، مع تنويه بأن الخطاب لا يشمل الطبقة الرفيعة من ركاب السفينة.

وتدور صراعات بين الربان ومساعده، يقترح المساعد التخلص من عدد من الركاب، ويرفض الربان، ويتضح للربان فساد مساعده طيلة 30 عاما من الابحار، فقد كان مهتما بمصالحه الشخصية دون اكتراث بالمصالح العامة.

مع شدة الصراع تنفرج الأزمة، بأن بادر كل الركاب بمن فيهم أصحاب الطبقة الرفيعة بسد الثقب، وينجوا الجميع من موت محتم كان الجميع سيتعرض له.

شارك في العمل طاقم متكامل، حيث تولى الإضافة المخرج يوسف البلوشي، والأزياء عبدالله الحضري، أما الديكور فكان من تصميم خالد الشنفري، والموسيقى تولاها عدي الشنفري.

وحول العمل قال الفنان عبدالله الشنفري في لقاء مع «عمان»: «نقصد من المسرحية أية رقعة من الأرض، فمهما كانت تلك البلاد فهي بمثابة سفينة، وتلك السفينة تحدث فيها بعض الأزمات، سواء كانت خارجية أو من داخل السفينة، وفي النهاية من ينقذ هذه السفية، هل هو الربان، أم المساعد، أم الركاب، ويتضح بالأخير أن الحل بيد الجميع». وتابع: «اشتغلنا على النص لمدة شهرين، وكانت هناك الكثير من الرؤى، وخرجنا إلى عدم تعمين هوية المسرحية، بقدر توجيه رسالة بأن تلك الأزمة تحدث في أي مكان، لذلك اتجهنا إلى عدم التعمين بقصد التعميم أكثر». واختتم: «اشتغلنا لمدة شهرين على مسرح أكبر، وهنا كان المسرح أصغر، ولكن رغم ذلك تأقلمنا مع المساحة المتوفرة وقدمنا عرضا نتمنى أن يكون قد نال رضا الجمهور». أما الدكتور عماد الشنفري مؤلف وخرج العمل فقد قال: «فكرة النص مستوحاه من قاعدة أن الوطن كالسفينة، لا يمكن الاستغناء عن جزء من أفرادها لا الركاب ولا الربابنة، فإن غرق من في الأسفل، فإن الجميع سيغرق، كما أن النص يحوي أطروحات تلامس عصرنا الحالي فيما يتعلق حتى بالأزمات الاقتصادية المنتشرة، وتحمل المواطن العبء بأكثر من طاقته، وكل ذلك بأسلوب مبسط لم يخلو من الكوميديا». كما شاركنا الحديث المخرج يوسف البلوشي الذي تولى الإضاءة بقوله: «إذا ما جئنا نتحدث عن الإضاءة في هذا العمل، يجب أن نعرف بأن المسرحية لعبة فنان، ويجب أن تضاف جماليات على الصورة، وبالاتفاق مع مخرج العمل خرجنا بهذا التصور للإضاءة، وفكرة المسرحية هي مسرحية في مسرحية، فيجب أن يعيش المتلقي هذا الانتقال، وذلك من خلال عدة عوامل من بينها الإضاءة، رغم أنني جلست مع الفرقة لبروفتين، إلا أنني هضمت الفكرة وخرجنا بهذا التصميم من الإضاءة، الذي أخذ المشاهد من صورة إلى أخرى ومن مشهد إلى آخر». جدير بالذكر بأن مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي في دورته الثالثة، انطلق يوم الخميس الموافق 22 فبراير، واختتم مع عرض العاصفة في 26 فبراير من العام الحالي، واستضاف المهرجان أعمالا من دولة الإمارات العربية المتحدة، والأردن، والمغرب، ومصر، والسلطنة، ويركز المهرجان على الأعمال المسرحية التي يؤديها شخصان على خشبة المسرح، ما يعرف بـ«الديودراما».