صحافة

فلسطين:نقل السفارة في ذكرى النكبة

02 مارس 2018
02 مارس 2018

في زاوية آراء كتب خالد معالي مقالاً بعنوان: نقل السفارة في ذكرى النكبة، جاء فيه: قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة في ذكرى النكبة وتأسيس كيان الاحتلال خطوة مستفزة، واستخفاف ولا مبالاة بكل من يسمي نفسه عربيًّا أو فلسطينيًّا أو مسلمًا، وكأنه لا وجود لهم ولا قيمة، ولا احترام لمشاعرهم الدينية.

«ترامب» وصف ما يحصل بين الفلسطينيين والاحتلال بأنه أعقد صراع في العالم، لكن المسألة تبقى أن من جلب وصنع هذا الصراع هو دول الغرب، ولم يكن للفلسطينيين يد فيه سوى أنهم الضحية لزرع الاحتلال في قلب العالم العربي. وفي الوقت الذي صرحت فيه «هيلي نيكي» مندوبة أمريكا في مجلس الأمن بأن قرار نقل السفارة إلى القدس المحتلة لم يسقط السماء على الأرض، كما قالوا لنا؛ راحت الإدارة الأمريكية توغل في حرف بوصلة التاريخ وصيرورته، وتقديم هداياها المجانية وانحيازها الكامل إلى الاحتلال، دون احترام للعرب والمسلمين. وراح «نتانياهو» يستخف بالعرب والمسلمين وسط النشوة بقرار نقل السفارة في وقت عصيب ومقصود فيه إهانة كل العرب والمسلمين، إذ أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عزم الولايات المتحدة على نقل سفارتها إلى القدس في 14 مايو المقبل، وأن السفارة سوف تنقل إلى مبنى خاص بالأنشطة القنصلية في حي (أرنونا) بالقدس المحتلة إلى حين تجهيز مبناها الجديد.

موعد نقل السفارة تحدٍّ واضح لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، بالتزامن مع حلول الذكرى السبعين لإقامة ما يسمّى دولة (إسرائيل)، في ظل غفوة العرب والمسلمين، وفي ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني. ما يجري هو عربدة للقوة وظلم واضح، ونقل السفارة لا يغير من حقيقة الأمر شيئًا ولن يعطي الاحتلال شرعية، فكل القوانين والشرائع الدولية ترفض الاحتلال، وتقر أن القدس المحتلة هي عربية، ولكن عالم اليوم لا يعترف إلا بالقوي لا صاحب الحق، وتنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس أيضًا تحدٍّ للإرادة الدولية والعربية والإسلامية.

الإدارة الأمريكية اتخذت قرارها تحت منطق القوة الغاشمة الظالمة، واختارت العزلة ومعاداة العرب والمسلمين، وإشعال مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وهي المسؤولة عما ستتدحرج إليه الأمور لاحقًا.

استخفاف بالمشاعر الوطنية للشعب الفلسطيني الذي شرد من أرضه بقوة سلاح وإرهاب الاحتلال قبل سبعين عامًا، فالقرار لا يقيم وزنًا لمليار ونصف مليار من المسلمين، ولا 400 مليون عربي.

تحدي القرار يكون بطرق ووسائل أكثر جدية وحيوية، لا الشجب والاستنكار، اللذين يشجعان «ترامب» و«نتانياهو» على المضي قدمًا في إهانة العرب والمسلمين، واتخاذ خطوات أخرى صادمة بحق المقدسات، والرد يكون على مستوى الحدث، وإلا فلا.