الصيد البحري يعود إلى واجهة النزاع بين المغرب والبوليساريو

الرباط ـ عمان - يوسف حمادي -

عادت مشكلة الصيد البحري إلى واجهة النزاع بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، المعروفة بـ «البوليساريو»، التي عبرت عن ارتياحها لقرار محكمة العدل الأوروبية الذي استثنى المياه البحرية الإقليمية للصحراء الغربية من اتفاق الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي، معتبرة أن القرار الصادر الأربعاء يعد « أكبر هدية تقدم للشعب الصحراوي»، حسب تعبير الجبهة.

وطالبت البوليساريو، التي تنازع المغرب حول الصحراء التي حررها من الاستعمار الإسباني عام 1975، الاتحاد الأوروبي بتوقيفه لكل « التمويلات التي يقوم بها في الصحراء الغربية في إطار اتفاقياته مع المملكة المغربية »، داعية على لسان منسق مصالحها وعضو أمانتها الوطنية العامة، محمد خداد، إلى الإسراع بالشروع في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لأجل إعداد اتفاقيات للصيد البحري معه.

وطالبت الجبهة الانفصالية عن بلدها الأصلي المغرب، بلسان عضو أمانتها، كافة البواخر والسفن التي تصطاد في المياه البحرية الإقليمية للصحراء الجنوبية للمغرب، بالانسحاب الفوري من ما سمته «مواقعها»الإقليمية، حسب ما أوردته وسائل الإعلام الناطقة باسم الجبهة.

وفي تصريح لوكالة أخبار جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، اطلعت «$» على فحواه، أكد خداد بأن البوليساريو ستقوم بكل الإجراءات القانونية، بما في ذلك رفع شكوى قضائية وطعون حول مسؤوليات الاتحاد الأوروبي من أجل استرجاع كل الأموال التي دفعها للمغرب على مدى العقود الماضية في إطار اتفاقياتهما الثنائية، مؤكدا أن محكمة العدل الأوروبية أصدرت الثلاثاء حكما قضائيا يؤكد على « أن اتفاق الصيد المبرم بين المغرب والاتحاد الأوروبي غير قابل للتطبيق على المياه الإقليمية للصحراء».

وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه المستجدات تقع في وقت كان فيه المغرب يأمل أن لا يستثني الحكم أقاليمه الجنوبية من اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، لكن محكمة العدل الأوروبية ذهبت في اتجاه يخدم مصالح جبهة البوليساريو.

ومن جهته أعرب المغرب على لسان وزيره في الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، عن عزمه مواصلة وتعزيز شراكته الاستراتيجية، والحفاظ على تعاونه في مجال الصيد البحري، مجددا تأكيده دعم عملية الأمم المتحدة وجهود الأمين العام للتوصل إلى حل سياسي نهائي لقضية الصحراء التي يريد لها المغرب حكما ذاتيا مؤيدا من طرف عدد من الدول الشقيقة والصديقة للمملكة.