الاقتصادية

أسعار النفط تتراجع وتواصل خسائرها مع استمرار تخمة المعروض في الولايات المتحدة

01 مارس 2018
01 مارس 2018

64.14 دولار لبرميل «برنت» -

(عمان) - (رويترز) : تراجعت أسعار النفط قليلًا بالسوق الأوروبية أمس لتواصل خسائرها لليوم الثالث على التوالي، مسجلة أدنى مستوى في أسبوع، مع استمرار المخاوف بشأن تخمة المعروض في الولايات المتحدة، خاصة بعد ارتفاع فاق التوقعات لمخزونات الخام الأمريكية، وتسارع الإنتاج الأمريكي لمستوى قياسي جديد، ويضغط على الأسعار أيضًا استمرار صعود الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية.

ونزل خام برنت إلى مستوى 64.14 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 64.62 دولار، وسجل أعلى مستوى 65.01 دولار، وأدنى مستوى 64.41 دولار الأدنى منذ 21 فبراير المنقضي. وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 61.35 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 61.53 دولار، وسجل أعلى مستوى 61.81 دولار، وأدنى مستوى 61.26 دولار الأدنى في أسبوع.

ــــــ فقد النفط الخام الأمريكي عند تسوية الأمس نسبة 2.1%، وانخفضت عقود برنت بنسبة 2.6%، في ثاني خسارة يومية على التوالي، تحت ضغط التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأمريكية. وعلى مدار شهر فبراير المنقضي فقدت أسعار النفط العالمية نسبة 5%، في أول خسارة شهرية خلال 2018، وأول خسارة شهرية منذ يونيو 2017، مع تصاعد المخاوف بشأن تخمة المعروض في الولايات المتحدة.

أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية بالأمس ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار 3.0 مليون برميل، للأسبوع المنتهي 23 فبراير، في رابع زيادة خلال الخمسة أسابيع الأخيرة، لتتجاوز توقعات الخبراء زيادة بمقدار 2.4 مليون برميل.

وعلى حسب هذه البيانات وصل إجمالي المخزونات 454.8 مليون برميل، وهو أعلى مستوى للمخزونات الأمريكية خلال هذا العام، في علامة سلبية لمستويات الطلب في أكبر مستهلك للنفط بالعالم. وأما عن الإنتاج الأمريكي فقد أفادت الوكالة ارتفاع الإنتاج الأسبوع الماضي بنحو 100 ألف برميل يوميًا إلى إجمالي 10.30 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى للإنتاج الأمريكي على الإطلاق. وقفز الإنتاج الأمريكي بنحو 21% منذ منتصف عام 2016، متجاوزًا إنتاج المملكة العربية السعودية، وقريب من إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط بالعالم.

وعلى حسب بيانات أولية بالسوق ارتفع إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بنحو 130 ألف برميل يوميًا في فبراير إلى إجمالي 32.4 مليون برميل يوميًا، في أول زيادة شهرية منذ بداية تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي.

ــــــ ارتفع مؤشر الدولار أمس بنسبة 0.1%، مواصلًا مكاسبه لليوم الثالث على التوالي، مسجلًا أعلى مستوى في ستة أسابيع 90.73 نقطة، عاكسًا استمرار صعود العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات العالمية. وصعود العملة الأمريكية يضغط بالسلب على أسعار السلع والمعادن المقومة بالدولار، حيث يجعل أسعار الوقود والمواد الخام والسلع الأولية ذات تكلفة مرتفعة للبلدان التي تستخدم العملات الأخرى.

أسواق آسيا

ــــ وفي التعاملات الآسيوية تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بقرابة الواحد بالمائة لنشهد ارتدادها للجلسة الثالثة على التوالي من الأعلى لها منذ نهاية الأسبوع الأول من هذا الشهر موضحة الأدنى لها في قرابة أسبوع وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السابعة في تسع جلسات من الأدنى له منذ 17 من ديسمبر من 2014 وفقًا للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية يوم الأربعاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة عالميا ونظيره الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالميا والتي تضمنت أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة فائض في المخزونات بصورة فاقت التوقعات.

ـــــ وانخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي «نيمكس» تسليم 15 أبريل المقبل 0.60% لتتداول حاليًا عند مستويات 62.63 دولار للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 63.01 دولار للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 أبريل المقبل 0.98% لتتداول عند 65.98 دولار للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.63 دولار للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.22% ليتداول حاليا عن مستويات 90.55 موضحا الأعلى له منذ 22 من يناير مقارنة بالافتتاحية عند 90.36.

ــــــ وعن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية بعد الولايات المتحدة الكشف عن قراءة مؤشر مديري المشتريات الصناعي والخدمي لشهر فبراير والتي أوضحت اتساع القطاع الخدمي إلى ما قيمته 54.4 مقابل 55.3 في يناير الماضي، بينما أظهرت قراءة المؤشر ذاته للقطاع الخدمي تقلص الاتساع إلى ما قيمته 50.3 مقابل 51.3 في الشهر الماضي، أسوأ من التوقعات عند 51.2.

على الصعيد الآخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي والتي أوضحت نمو بنسبة 2.5% متوافقة مع التوقعات خلال الربع الرابع مقابل اتساعًا بنسبة 2.6% في القراءة الأولية السابقة، كما أظهرت القراءة الثانية للناتج المحلي المقاس بالأسعار تقلص الاتساع إلى نسبة 2.3% مقارنة بالقراءة الأولية السابقة والتوقعات عند نمو 2.4%.

وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر شيكاغو لمديري المشتريات والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 61.9 مقابل مقابل 65.7 في يناير، لتعد بذلك القراءة الحالية أسوأ من التوقعات عند 64.2، وصولًا إلى بيانات سوق الإسكان الأمريكي التي جاءت مخيبة للآمال هي الأخرى مع تراجع مبيعات المنازل القائمة بنسبة 4.7% مقابل الثبات عند الصفر في ديسمبر، بخلاف التوقعات عند ارتفاع 0.4%. وأظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط فائض بنحو 3.0 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 23 من فبراير الماضي مقابل عجز بنحو 1.6 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، متفوقة بذلك على التوقعات عند فائض بنحو 2.4 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى نحو 423.5 مليون برميل، وتظل المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

كما أظهر التقرير ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالميًا بنحو 2.5 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد تراجعت بنحو 1.0 مليون برميل، وتظل بذلك المخزونات ضمن النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

ويأتي ذلك عقب ساعات فعليات النصف الأول من الشهادة النصف سنوية لمحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حيال السياسة النقدية أمام لجنة مجلس النواب للخدمات المالية في الكونجرس وعلى أعتاب النصف الثاني من شهادة باول أمام لجنة مجلس الشيوخ المعنية بالمصارف والإسكان والشؤون الحضرية، وفي أعقاب تقديم باول التقرير الموجز للمناقشات المتعلقة بالسياسة النقدية والتطورات الاقتصادية بالإضافة إلى الآفاق المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي إلى الكونجرس يوم الجمعة الماضية.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا يوم الثلاثاء الماضي أيضًا تصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول والتي أعرب من خلالها أن الولايات المتحدة سوف تصبح أكبر منتج للنفط الخام بحلول العام المقبل وربما العام الجاري، موضحًا أن إنتاج الولايات المتحدة سوف يتجاوز إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط الخام عالميًا ومضيفًا أنه من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة 11 مليون برميل يوميًا بنهاية العام الجاري 2018.

كما نوه أيضا بالأمس رئيس منظمة الدول المنتجة للنفط الخام أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أنه متفائل بعودة التوازن إلى أسواق النفط خلال العام الجاري ومتفائل حيال مستقبل أسواق النفط، مضيفًا أن أسواق النفط تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات الرئيسية، ويذكر أن منظمة أوبك وحلفاءها المنتجين من خارجها ملتزمون بشكل فعال حيال اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بواقع 1.8 مليون برميل يوميًا حتى نهاية هذا العام.

ويذكر أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح صرح من نيودلهي يوم السبت الماضي أن الخطوة التالية للمنتجين الرئيسيين سوف تكون إلغاء القيود على الإنتاج تدريجيًا، موضحًا أنه قد يتم تخفيف القيود على الإنتاج «في وقت ما في 2019، ولكننا لا نعرف متى ولا كيف»، وسط التأكيد على أن المنتجين الرئيسيين ملتزمون باستقرار وتوازن السوق خلال الفترة المقبلة.

كما أفاد الفالح آنذاك أنه يتم حاليا إجراء دراسة لمعرفة المطلوب لتحقيق التوازن في الأسواق وأنه سوف يتم الإعلان عن تلك الدراسة قريبا وسط تأكيده على أن منظمة أوبك تعتزم ترجمة النجاح الذي حققه اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط مع حلفائها المنتجين من خارجها في إطار عمل دائم للمساهمة بشكل دائم في استمرار التوازن داخل سوق النفط، وسط إعرابه أن سوق النفط العالمي يعيد التوازن وأنه من المتوقع أن يستمر انخفاض مخزونات النفط العالمية نحو التوازن خلال العام الجاري.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع منصة واحدة لتعكس بذلك خامس زيادة أسبوعية على التوالي ليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 799 منصة موضحة الأعلى لها منذ ‏أبريل من عام 2015.