1261753
1261753
الرياضية

رغم الغياب الصدارة «محجوزة».. ونجاحات ترسم ابتسامة محدودة

27 فبراير 2018
27 فبراير 2018

ياســر المـنــا -

مرت البطولة في الأيام الماضية بفترة هدنة جديدة بعد عودتها في الدور الثاني الحاسم وشاركت بعض الفرق في بطولة الكأس فيما كانت الفرصة متاحة أمام الفرق التي ودعت المسابقة في ترتيب أوراقها للعودة للدوري من جديد أكثر قوة واستعدادا لتحقيق الأهداف التي تتوافق وحساباتها الفنية وموقفها في الترتيب العام.

فترة التوقف كانت بمثابة الفرصة الذهبية للفرق التي ظلت تعاني من التراجع في المستوى والتذبذب في النتائج وأصبحت تتراجع للوراء وتحتل المراكز الأخيرة لتعمل على إيقاف هذا التراجع الفني والاستفادة من الهدنة في تجويد العمل والبحث عن مفاتيح النجاح للعودة أكثر قوة وقدرة على تصحيح المسيرة.

الحسابات الفنية التي انتهت عليها الجولة الماضية توضح أن بعض الفرق نجحت في أن تلتقط أنفاسها وتوفق أوضاعها وتعود أكثر قوة وقدرة على تحقيق النتائج الإيجابية وهو ما يشير إلى إمكانية حدوث تغييرات كبيرة يمكن ان تطرأ على المنافسة في حال واصلت هذه الفرق الانتصارات وضاعفت رصيدها من النقاط على حساب الفرق الأخرى والتي تتقدم عليها في جدول الترتيب العام.

المسار لم يتبدل كثيرا في صراع الصدارة في غياب السويق صاحب المركز الأول المشارك في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي والشباب الوصيف لتأجيل المواجهة المثيرة التي تجمعهما معا يوم الجمعة المقبل.

تأثرت المنافسة كثيرا بالضغوط الناتجة من الطموحات الكبيرة والتقارب في المستويات الفنية ومساعي كسب التحديات والتي فرضت على الفرق أن تلعب مبارياتها بندية كبيرة وحرص أكبر على كسب المواجهات وعدم التعرض للخسارة.

وكان واضحا في بعض المباريات تأثر البعض بالإرهاق ولعبت الخبرة دورها في بعض الأحيان وساعدت أصحابها في تفادي المطبات التي سببها اللعب المتواصل في وقت يعاني فيه بعض اللاعبين من مشاكل بدنية وفنية.

تباين المستوى الفني الذي شكل محصلة الجولة الماضية من المنافسة يعتبر من الأمور الطبيعية والمتوقعة ، باعتبار أن الصراع قوي ومثير سواء على الصدارة أو المراكز المتقدمة أو في الفرق التي تحتل المراكز المتأخرة وتبحث بجدية عن الهروب من مخاطر الهبوط.

الصورة تدل على أن الدوري في الأسابيع المقبلة مرشح ليشهد تقلبات كبيرة وتبادل المراكز بين الفرق في المقدمة أو المنطقة الدافئة إذا ما بذلت الفرق المعنية جهدا كبيرا وأظهرت حرصا وإصرارا على النتائج الإيجابية مما سيجعل الإثارة حاضرة في غالبية المباريات رغم الإرهاق والضغوط.

تعدد المواسم في البطولة الأولى في هرم الكرة العمانية بعد صبغها بصبغة المحترفين ورغم ذلك لا يزال البعض يرى أن المنافسة لا تزال تبحث عن هويتها وأسلوبها الخاص وأنها لا تزال تعاني من تذبذب المستويات الفنية وعدم ثبات أداء الفرق الكبيرة التي تنافس على المراكز المتقدمة في البطولة.

الفرق الكبيرة وصاحبة الحظوظ في الحصول على البطولة تبدو معروفة ولذلك تظهر بشكل أفضل وتؤدي مستويات جيدة وتركز على خطف النقاط وهو ما يدل على طموحات عالية وعمل فني وإداري كبير وتحضيرات مناسبة قبل الدخول لأجواء المسابقات.

تمسك السويق بالصدارة رغم غيابه عن مسرح الجولة الماضية ولا يزال يتفوق على أقرب منافسيه فريق الشباب بـ 6 نقاط تجعل الفريق الأصفر أمام تحد كبير وصعب للمحافظة على صدارته في ظل ما يعيشه من أوضاع فنية غير طيبة قادته للخروج من بطولة الكأس أمام السيب والخسارة مرتين في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.

على صعيد فرق الوسط تملك العديد من الفرق فرصا طيبة وحظوظا جيدة بما يضفي أمرا إيجابيا على المنافسة ويفرض عليها ضرورة تحقيق الفوز وجمع النقاط التي تضمن عدم الانزلاق إلى المراكز الأخيرة ومعايشة مخاطر الهبوط.

الصورة تدل على أن الدوري في الأسابيع المقبلة يشهد جهدا كبيرا من جميع الفرق وحرصا وإصرارا على النتائج الإيجابية وهو الأمر الذي جعل الإثارة حاضرة في غالبية المباريات رغم الإرهاق والضغوط.

الركن الفني: صراع الوسط يشتعل وهدنة في الصدارة -

النتائج التي أسفرت عنها مباريات الجولة الماضية جاءت متباينة وأظهرت مستويات متفاوتة وبعض المباريات جاءت قوية وعامرة بالندية وكانت النتيجة الإيجابية تعد الأمر الصعب والشاق خلال التسعين دقيقة.

وتعتبر صعوبة تحقيق الفوز أمرا إيجابيا ويقود لخلق منافسة مثيرة وساخنة وقوية يصعب فيها التكهن بمن سيفوز ويكسب الثلاث نقاط في المباريات المقبلة.

وهناك مفارقات كبيرة بين عدد الانتصارات مقارنة بالتعادلات في النتائج وهو ما يدل على أن منافسة الدوري تعاني من وجود فوارق فنية كبيرة.

وإذا ما استمرت النتائج تحافظ على هذا النهج فمن الممكن أن تحدث مشكلة كبيرة في منطقة الوسط التي تكتظ بالفرق التي تخشى مخاطر الهبوط.

وتحول بعض الفرق لجسور عبور للفرق الكبيرة يعني تزايد صعوبة الحسابات بشأن الفرق المهددة بالهبوط والتي وصلت لعدد غير مسبوق مقارنة بالمواسم الماضية.

مجمل النتائج التي شهدتها الجولة الماضية تعبر عن صراع قوي يشتعل في منطقة الوسط وتعدد الفرق التي تملك فرصة الابتعاد عن المراكز الأخيرة وحجز مقعد في المنطقة الدافئة فيما لا يزال الصراع في الصدارة يعيش الهدنة بسبب غياب المتصدر ومطارده واستمرار فارق الـ 6 نقاط بينهما.

دائرة الضوء: مخاطر تهدد الكبار.. وحظوظ للصاعدين -

كشفت النتائج الأخيرة في الدوري عن مفارقات كبيرة بين عدد الانتصارات مقارنة بالتعادلات في النتائج وهو ما يدل على ان منافسة الدوري تعاني من وجود فوارق فنية كبيرة. وإذا ما استمرت النتائج تحافظ على هذا النهج فمن الممكن ان تحدث مشكلة كبيرة لبعض الفرق الكبيرة التي ظلت طوال المواسم الماضية بعيدة عن مخاطر الهبوط ولذلك لا تبدو المفاجأة في هذا الموسم بعيدة ومن المحتمل أن تغادر بعض الفرق الكبيرة مقاعدها في دوري الكبار وتهبط لدوري الأولى. المخاطر التي تهدد بعض الفرق تبدو واضحة وتتطلب وقفة وتدخلا إداريا وفنيا سريعا يعيد الأمور لنصابها ويوقف التراجع وتذبذب الأداء ثم فقدان القدرة على تحقيق النتائج الإيجابية وكسب النقاط التي تؤمن الموقف. بنفس القدر تلوح في الأفق فرص طيبة للفرق الصاعدة هذا الموسم بأن تحطم نظرية الصاعد هابط وتبقى بالدوري على حساب أي من الفرق الكبيرة التي تعجز في الدفاع عن موقفها.

بورصة الأهداف: صدام الطموحات.. يحجب الرؤية عن الشباك -

تراجعت نسبة الأهداف المسجلة في الدور الثاني ومقارنة بين الجولتين الماضيتين وهو ما يدل على أن الفرق تواجه صعوبات كبيرة في هز الشباك بفضل الحرص المشترك والسعي الحثيث للجميع لتحقيق النتائج الإيجابية وتفادي الخسارة.

تراجع نسبة الأهداف في الأسابيع الأخيرة من الامور المتوقعة نسبة لإدراك الفرق أن فرصة التعويض غير متاحة في الدور الثاني الحاسم وبالتالي لابد من استغلال أي مباراة وتحقيق النتيجة الايجابية وزيادة الرصيد.

تفوق فريق مرباط في الجولة رقم 15 من الدوري وسجل ثلاثية في شباك العروبة كأكبر نتيجة فوز في الأسبوع ليبرز عضلاته الهجومية بصورة واضحة.

نجاح مرباط في تسجيل ثلاثية يضاعف من ثقة قوته الهجومية ويعزز من الثقة ويدفع بقوة لمواصلة تسجيل الأهداف التي تعتبر كلمة السر في النتائج الإيجابية وحصد النقاط.

شروق -

■ نجح فريق نادي مسقط في العودة من جديد لكسب النقاط بعد تعثره أمام فنجاء في الجولة الماضية واستطاع تحقيق ثلاث نقاط ثمينة على حساب ضيفه صحار وهو فوز معنوي كان يحتاجه الفريق الذي عانى كثيرا من غياب الاستقرار الفني رغم البدايات القوية والتي وضعته ضمن قائمة الفرق المرشحة لتقديم مستوى جيد وتقدم الأفضل في الموسم الحالي.

هذا الفوز يمكنه ان ينعكس إيجابا على مسيرة مسقط في المباريات المقبلة ليحصل على مركز متقدم يؤمن وجوده في مقعد بعيد عن رياح الهبوط.

■ تمكن فريق السلام من إثبات جدارته وتأكيد قدرته على التقدم خطوات كبيرة إلى الأمام والابتعاد عن المراكز الأخيرة بعد أن واصل الفريق تحقيق النتائج الايجابية واستمر بجدية في حصد النقاط وهو ما يعتبر جهدا جيدا وعملا مثمرا ويمنحه افضلية كبيرة في المنافسة على مركز جيد إذا استمر بنفس الروح والجدية في المباريات المقبلة.

فاز فريق السلام في الجولة قبل الماضية على فريق العروبة ورفض الخسارة في مواجهة فنجاء ليكسب نقطة تعتبر بالنسبة له مكسبا طيبا وتمنحه المزيد من المعنويات والثقة للمضي قدما لكسب النقاط وتجاوز مرحلة التعرض للخسارة.

■ واصل مدرب نادي المضيبي أنور الحبسي نجاحه مع فريقه وهو يقوده لتحقيق نتائج طيبة أمام فرق تفوقه قدرات وخبرات وجاء الفوز المثير الذي حققه فريقه على مضيفه النصر ليمثل نقلة نوعية مهمة في مسيرة المدرب وفريقه بالدوري وتفتح الآفاق واسعة أمام نجاحات يمكن أن تتحقق في المباريات المقبلة.

الاستقرار الفني لفريق المضيبي بوجود الحبسي منذ صعود الفرق لدوري الأضواء بات يمثل مصدر نجاح وميزة واضحة في الفريق مقارنة بالفرق الأخرى التي عانت من عادة استبدال المدربين بصورة مزعجة وتصل بعض الفرق للتغيير أكثر من ثلاثة مدربين في الموسم الواحد وهو ما يؤثر سلبا في العادة على مسيرة الفريق.

برهن مدرب المضيبي على أنه الخيار الأفضل ونجح في المحافظة على موقعه من دون أن ينضم للضحايا من زملائه المدربين في الفرق الاخرى.

■ واصل جمهور صحار تقديم اللوحات التشجيعية الراقية والجميلة ومساندة فريقه في كل الأوقات وبغض النظر عما يقدمه اللاعبون من مستويات فنية ويحققونه من نتائج في مسيرتهم بالدوري في مشهد يعبر عن قيمة الوفاء والولاء للشعار والحرص على القيام بالواجب الجماهيري وتقديم جرعات الدعم المعنوي دوما متى ما كان صحار طرفا في أي مباراة.

حصل جمهور صحار على أكثر من لقب في المواسم الماضية نظير دعمه المتواصل لفريقه وتواجده بكثافة في كل مبارياته ليمثل حافزا لجماهير الفرق الأخرى لتسير على نهجه وتدعم اللاعبين وتثري مباريات الدوري حتى يحقق النجاحات المرجوة.

غروب -

■استمر فريق العروبة في تجرع مرارة الخسارة ولم ينجح في إيقاف مسلسل نزيف النقاط ليواصل التراجع في الترتيب العام رغم محاولات الادارة بتغيير الاجواء وتقديم الدعم المعنوي للفريق ليعود كما كان في السابق منافسا قويا وصاحب طموحات كبيرة لا تبتعد عن الألقاب.

خسر الفريق مباراته الماضية امام مرباط والتي سبقتها أيضا امام السلام ليخسر فرصة التقدم خطوة مهمة نحو المراكز القريبة من الصدارة والدخول في حسابات المنافسة على اللقب وهو أمر لا يزال حسابيا متاحا للفرقة الخضراء ولكنه يتطلب ترميم أوضاع الفريق الفنية وتعديل الصورة في المباريات المقبلة.

خسر العروبة نتائج مهمة في بداية الموسم ودفع فاتورة النقص الذي يعاني منه الفريق في بعض خطوطه وغياب المجموعة القادرة على صناعة الفارق الفني في المباريات الصعبة والحاسمة.

■ فريق صحم العريق واحد الفرق التي تميزت بالعطاء الجيد في الدوري يجد نفسه اليوم في موقف لا يحسد عليه ولم يخطر ببال جماهيره التي لا تزال غير مستوعبة الوضع الصعب الذي يعيشه فريقها.

تعثر الفريق بالتعادل في مباراته الاخيرة امام النهضة في مباراة كان الفوز فيها يعني الكثير للفريق صور ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفنه وخسر نقطتين كان بحاجة كبيرة لهما حتى يستعيد بريقه ويتقدم للمقدمة.

خسر صحم في الجولة قبل الماضية أمام السويق ليفقد خمسة نقاط في جولتين وهو ما يمثل إنذارا حقيقيا لإدارة النادي لتعمل على إيقاف نزيف النقاط لأن الاستمرار يعني المزيد من التراجع والتواجد في مركز متأخر في الترتيب.

■ لا تزال لجنة الحكام باتحاد الكرة تجد نفسها مضطرة للوقوف عند بعض الأخطاء التي تحدثت في المباريات وتعقد الحلقات وتبرمج التدريبات بصورة دورية من اجل تحسين أداء رجال الصافرة في جميع المسابقات ورغم ذلك يصر البعض على التقليل من حجم الجهد المبذول لترقية وتطوير الأداء في لعبة الأخطاء.

الأخطاء التحكيمية أمر وارد الحدوث في لعبة كرة القدم وبالتالي يجب ان لا ينظر لها بأنها جريمة او امر يجب ان لا يحدث ومثل ما يخطئ اللاعب والمدرب يخطئ الحكم وبالتالي مطلوب قبول أخطاء الحكام خاصة التي لا تؤثر في النتيجة بصدر رحب وبعيدا عن صيحات الاستهجان والانتقادات اللاذعة.

■ لم تظهر بصمات بعض المدربين الذين تولوا مسؤولية العمل في الاندية كبدلاء لمن سبقوهم بالصورة المطلوبة وغابت لمساتهم في شوط المدربين وهو ما يؤكد انهم لا يزالون يتعرفون على قدرات اللاعبين.

غياب الخبرة والمعرفة جعل بعض المدربين الجدد يقف عاجزا عن تعديل وضعية فريقه الذي يعاني وإذا ما استمر الجهد الفني في الفرق المتراجعة في الترتيب ولم تقم الاجهزة الفنية بدورها وتعالج الاخطاء والسلبيات فان مصيرهم لن يختلف كثيرا عن مت سبقوهم في مغادرة الدوري وان اختلفت الاسباب.