مرايا

المسجد الأموي أول مسجد فاخر في العهد الإسلامي

28 فبراير 2018
28 فبراير 2018

يعد الجامع الأموي في دمشق أحد أشهر المعالم الإسلامية في سوريا، وقد أمر بتشييده الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، حيث بدأ العمل فيه عام 705 واستغرقت عملية بنائه وزخرفته عشر سنوات، وذكر ابن كثير أن الوليد قد أنفق على بناء الجامع خراج الشام سنتين، وفي رواية أخرى أن ما أنفق كان أربعمائة صندوق في كل صندوق أربعة عشر ألف دينار.

والجامع حل محل كنيسة القديس يوحنا المعمدان، التي قامت بدورها على موقع معبد المشتري الروماني، وقد أقيم في المكان ذاته، ومنذ عهد أسبق، نحو ألف عام قبل الميلاد، معبد لـ”حداد”، إله الرعد عند الآراميين. وقد اتفق المسلمون والمسيحيون بعد الفتح الإسلامي، نحو 635 م، على اقتسام الكنيسة فيما بينهم وأخذوا يؤدون عباداتهم جنبا إلى جنب في نفس المكان لسبعين سنة.

وفي عام 705، وعندما زاد عدد المصلين المسلمين، قام الخليفة الأموي الوليد بشراء المكان، مقابل بناء أربع كنائس للمسيحيين، وشرع بعدها في بناء المسجد، حيث صرف عددا كبيرا من الحرفيين، ومن ضمنهم اليونانيون، والهنود، والإيرانيون، والنصارى السوريون، سنوات طويلة ليجعلوا منه أول مسجد فاخر في العهد الإسلامي.

وقد دمرت النيران معظم المسجد في عام 1069م ، كما أن التتار أجهزوا عليه في عام 1260م، وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي، قام تيمورلنك بحرق داخل المسجد كاملاً، وأخيراً في عام 1893، وفي الفترة العثمانية، أكلت النيران المسجد برمته، وفي كل مرة يدمر فيها المسجد كان يعاد بناؤه وفق المخطط الأصلي على قدر المستطاع.

يبلغ طول الجامع 157 متراً وعرضه 97 متراً وتقدر مساحته بـ15.229 متراً مربعاً، ويحتل صحن الجامع مساحة 6000 متر مربع من جهة شمال الحرم.

يتميز الجامع الأموي بكونه أول مسجد ظهر فيه المحراب والحنية، نتيجة طراز البناء الذي كان يشكل كنيسة يوحنا المعمدان سابقاً، أما مئذنته الشمالية، وهي أقدم مآذنه الثلاث فتعود لعهد الوليد بن عبد الملك، واستخدمت أيضًا منارةً لمدينة دمشق، كما كانت ستعمل خلال القرون الوسطى للمنقطين للتأمل والصلاة، ومنه انتشر نموذج المئذنة المربعة إلى سائر أنحاء سوريا وشمال إفريقيا والأندلس.

يحتوي الجامع على مدفن جسد يوحنا المعمدان - النبي يحيى- ولم يبق من آثاره المسيحية سوى جرن العماد ونقش باليونانية في مدح المسيح على أحد الجدران، كما يحوي المسجد أيضًا على الفتحة التي وضع فيها رأس الحسين بن علي حين حمل إلى دمشق، وألحق بالمسجد مقبرة تضم رفات صلاح الدين الأيوبي.

كما يوجد داخل فناء الجامع ثلاث منشآت صغيرة وهي:

• قبة الخزنة: والتي أنشئت في بداية العهد العباسي عام 789م، واستخدمت كخزنة لأموال الجامع، ومن ثم أصبحت مكتبة لكتب ومخطوطات الجامع النفيسة.

• قبة الوضوء: أنشئت قبة الوضوء في بداية العهد العباسي، وتقع في وسط الفناء وهي مجوفة مثمنة من رخام قائمة على أربعة أعمدة رخامية في وسطها أنبوب ماء من النحاس يمج الماء إلى الأعلى.

• قبة الساعات: تقع في الجهة الشرقية من فناء الجامع الأموي، ويعود تاريخها إلى العهد العثماني، أما عن تسميتها بقبة الساعات، فيعود إلى العصر العثماني الذي نقل إليها الساعات الموجودة على باب الجامع وجعل منها مركز التوقيت. كما يوجد أيضاً داخل صحن الجامع عمودين ذوي رأس نحاسي مزخرف كانا يستعملان للإضاءة.