مرايا

طموحها لا يتوقف والمرأة هاجسها - باسكال غانم: الإعلامية إن لم تمتلك الثقافة المطلوبة والمعلومة الجيدة ستفشل

28 فبراير 2018
28 فبراير 2018

حاورتها- ضحى عبدالرؤوف المل -

تتميز الإعلامية باسكال غانم بالإطلالة النشطة التي تنعش المشاهد لما تحتفظ به من ثقافة تحفيزية لحوارات تجريها على الهواء مباشرة مع ضيوفها، محافظة على ما تعكسه مشاعرها وثقافتها على الضيف والمشاهد معا. معززة بذلك عدة جوانب إعلامية منطلقة من شخصيتها وما تعكسه من مرونة وبساطة وتقارب وفهم لمادة الحوار التي توفرها من خلال اهتمامها بمعرفة الضيف قبل العرض على الهواء، والبحث عنه بجدية ومعرفة تامة لتكوين صورة الضيف في داخلها ومعرفة مزاياها الإيجابية والسلبية قبل أن تستنبشها أمام المشاهد، وبهذا تحقق حوارا ممتعا بينها وبين الضيف، لينتقل ذلك تلقائيا الى المشاهد. ومعها أجريت هذا الحوار..

- باسكال غانم من المؤكد أن بداية تكللت بالصعوبة، كيف ذللتها واستطعت المضي إعلاميا؟

لا شك أن البداية لها صعوبتها، لكن الطموح والإصرار هما الهدف الأساسي للوصول الى المبتغى الإعلامي بشكل عام، ومن الصعوبات والتحديات التي واجهتها أن الوالد لا يحب الإعلام، وقبل دخولي الى كلية الحقوق قدمت امتحان دخول الى كلية الإعلام ونجحت فيه، وبسبب رفض ابي ممارسة مهنة الإعلام واحتراما له خضعت لرغبته، لكن بعد ان تزوجت أدركت أنني لا استطيع إلا أن اكون ضمن الإعلام، فكافحت وبدأت بتقديم المؤتمرات وهذه كانت بدايتي الإعلامية.

- أول اطلالة إعلامية متى بدأت وكيف كانت، والى أين يؤدي بك الطموح؟

بدايتي كانت منذ اكثر من تسع سنين بتقديم المؤتمرات، وهذا ما شجعني للانتقال الى التلفزيون او الصورة المرئية. أما من ناحية الطموح فالطموح لا يتوقف، وبعد تقديمي عدة برامج منها «سفراء ورسل» و«من حقك تعرفي» وهو برنامج قانوني يختص بالمرأة وقانون الأحوال الشخصية، ما زلت اعتبر نفسي لم اصل الى الهدف الذي أرنو إليه، لأني اعتبر نفسي ما زلت تلميذة في مدرسة الحياة، والطموح لا يتوقف عندي.

- اليوم ماذا تقول باسكال غانم عن الإعلام بشكل عام، وماذا عن الصحافة المكتوبة هل من نظرة إليها لانتقال ما نحوها؟

لا شك الإعلام هو صورة المجتمع التي تنعكس الى الخارج، لكن اليوم للأسف -وأقول عن البعض لأني لا أريد التعميم- اذ لا نرى البرامج الثقافية أو الوثائقية أو الاجتماعية، وأنا من الأشخاص الذي يتابعون البرامج الاجتماعية والوثائقية. لكن اليوم نرى صورة المرأة المشوهة وتسليع المرأة في الإعلام والإعلان، وللأسف بدأنا نرى الإعلام في حالة افلاس، بمعنى انهم يبحثون عن الريتنغ أو عدد المشاهدة الكبير، لهذا تستخدم المرأة بهذا الشكل في الإعلام والإعلان.

أما ما يخص الصحافة المكتوبة، فقد كتبت في مجلة سوا واشتغلت عدة سنوات بالصحافة المكتوبة، ولي عدة كتابات في هذه المجلة، لكن لضيق الوقت بين المرئي والمكتوب، اخترت البقاء بالاعلام المرئي، مع ان المكتوب هو مهم جدا رغم تراجع القراءات حاليا.

- الى أي مدى يؤثر شكل الإعلامية واطلالتها على الجمهور، وكيف تصقل باسكال حضورها الإعلامي؟

شكل الإعلامية واطلالتها هما جواز السفر، بل من العناصر المهمة للوصول، لكن أن كانت الإعلامية لا تمتلك الكفاءة والثقافية لإيصال الهدف من برنامجها ستفشل، ورأينا الكثير من صبايا دخلن الى هذا المعترك من التمثيل وعرض الأزياء، ولكن للأسف فشلت تجربتهن بسبب قلة الثقافة وعدم الإحساس بالانتماء لمهنة الإعلام، لأنها مهنة جدا صعبة وتتطلب فعلا بحوث كثيرة وتعب، وبحاجة للاضطلاع الدائم والمطالعة.

ونحن كل عام نقوم بدورات تدريبية لصقل اطلالتنا الإعلامية بالقراءة، لأن الإعلامية الناجحة هي التي تهتم بالقراءة وبالاضطلاع التام على شبكات التواصل الاجتماعي، لأن الإعلامية أو المحاورة تحديدا، ان لم تمتلك الثقافة المطلوبة والمعلومة الجيدة ستفشل بشكل كبير.

- متى تترجم باسكال غانم ديناميكية المرأة وسحر اطلالتها في أي نوع من الحوارات؟

اطلالة المرأة وديناميكيتها وسحرها هما جواز السفر المهم، لكن الإعلامية التي لا تمتلك المضمون الثقافي والمعرفي لا تستطيع أن تكمل مشوارها، لأن الإعلامي المرئي يفضح ذلك خاصة.

إن برنامجنا على الموعد يستضيف كافة فئات المجتمع الشيخ المهندس الطبيب الخ .. لهذا ان لم تكن على الاضطلاع الدائم كل يوم للبحث عن مضامين حلقتها لا شك ستفشل وهذا ما حدث مع الكثيرات، لهذا اعتبر الإعلامية التي لا تحتوي على المضمون المعرفي والثقافي، شكلها وحده لا يكفي.

- تشكل مواضيع المرأة هاجسا إعلاميا لديك لماذا؟

المرأة هي مرآة المجتمع، اليوم ماذا نفعل بالمرأة ولدينا نساء مؤهلات للوصول الى مركز صنع القرار، ومع هذا لم تصل بعد بشكل جيد الى ذلك، وللأسف ما زلنا نرى العنف ضد المرأة والزواج المبكر وتسليع المرأة وصورتها المشوهة، هذه ليست المرأة اللبنانية. فموضوع المرأة هو الهاجس الكبير عندي، لهذا قدمت برنامج اعرفي حقك للمرأة لأننا ما زلنا في مجتمع يعاني بخلل في التربية، وأكافح مع المجتمع المدني لوصول المرأة الى مركز صنع القرار.

- ألا تخافين من سلبية الكاميرا على اطلالة تظهر الارتباك للمشاهد، ومتى ترتبك باسكال غانم الكاميرا؟

بصراحة لا أخاف من الارتباك لأني احضر جدا مادة الحوار واثق بالمضمون الذي اقدمه، من اجل ذلك لم تحدث معي أن ارتبكت، وان حدث ذلك معي عندما استضفت راهبة وسألتها سؤالا بكت بعده، فتضايقت وارتبكت وشعرت بالندم على السؤال، لأنه لامس فيها روحانية ما عندها.

- إعلامية وأم لأطفال وزوجة، هل من تأثير على المرأة في ذلك عند القيام بالدور الإعلامي تحديدا؟

انا زوجة وام بالدرجة الأولى، أما تأثير ذلك على مسيرتي الإعلامية أو مسيرتي كزوجة أقول لا يؤثر، لأني امنح لكل دور الوقت المناسب للقيام بواجباتي نحو عائلتي وعملي الإعلامي.

- كلمة للمرأة والطفل معا من الإعلامية باسكال غانم؟

للمرأة دور أساسي لنهضة المجتمعات، بل هي مرآة المجتمع، واعتبر أن المرأة هي الركن الأساسي لتكوين المجتمع، والمرأة والطفل يرتبطان ببعضهما، اليوم عندما يتم تعليم رجل هو رجل فرد، أما تعليم المرأة فهو تعليم مجتمع، فهي صانعة الأطفال ليصبحوا رجال المستقبل لمجتمع خال من الشوائب.