1261302
1261302
العرب والعالم

الأمم المتحــدة تطالب بتطـبيق فـوري لوقـف إطلاق النـار فـي سـوريا

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

روسيا تنفي وقوع هجوم كيماوي استهدف الغوطة الشرقية -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

جددت الأمم المتحدة المطالبة بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوماً، خصوصاً في الغوطة الشرقية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش أمس في جنيف إن «قرارات مجلس الأمن يكون لها معنى فقط اذا طبقت بشكل فعلي، ولهذا السبب أتوقع أن يطبق القرار فورا». وشدد على أنه آن الأوان «لإنهاء هذا الجحيم على الأرض» في إشارة إلى الغوطة الشرقية.

وفي السياق ذاته، شددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أمس عند بدء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل على أن «هذه الهدنة يجب أن تطبق على الفور».

وتبنى مجلس الامن مساء السبت الماضي بالإجماع قرارا تم تعديل صياغته أكثر من مرة. ويتضمن أن تلتزم «كل الأطراف بوقف الأعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يوما متتالية على الأقل في سوريا من أجل هدنة إنسانية دائمة» لإفساح المجال أمام «إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة».

وانتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في جنيف أمس عدم التحرك حيال النزاعات في دول عدة بينها سوريا، معتبراً أنها «أصبحت مثل بعض المسالخ للبشر في العصر الحديث لأنه لم يتم التحرك بشكل كاف لمنع هذه الأهوال».

وأبدى الرئيس الفرنسي ايمانويال ماكرون أمس «مخاوف شديدة» حيال استمرار الضربات على الغوطة الشرقية. وشدد خلال اتصال أجراه بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان على أن «الهدنة الإنسانية تشمل مجمل الأراضي السورية بما فيها عفرين» غداة إعلان تركيا عزمها مواصلة هجومها في المنطقة ذات الغالبية الكردية.

ويستثني قرار الهدنة العمليات العسكرية ضد تنظيم (داعش) وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة في إشارة إلى هيئة تحرير الشام وكل المجموعات والأشخاص المرتبطين بها.

وتفتح هذه الاستثناءات الطريق أمام تفسيرات متناقضة لا سيما أن دمشق تعتبر فصائل المعارضة «إرهابية»، ما من شانه أن يهدد الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار.

في السياق،أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وقف إطلاق النار في سوريا الذي ينص عليه القرار رقم 2401، لا يشمل تنظيمات إرهابية مثل «النصرة» وشركائها «أحرار الشام» و«جيش الإسلام».

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي امس إن «نظام وقف العمليات القتالية لا يخص بأي شكل من الأشكال تلك العمليات التي تقوم بها الحكومة السورية بدعم روسيا ضد كافة التنظيمات، أي «داعش» و«جبهة النصرة» ومن يتعاونون معهما».

وتابع لافروف قائلا: «هناك أيضا عدد من الجماعات، سواء في الغوطة الشرقية أو في إدلب، التي يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون كأنها معتدلة، وبينها «أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، تتعاون مع «جبهة النصرة» المدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي للتنظيمات الإرهابية».

وأضاف الوزير الروسي: «وهذا يجعل شركاء «جبهة النصرة» غير مشمولين بنظام وقف إطلاق النار، وهي تعتبر أهدافا شرعية لعمليات القوات المسلحة السورية وكل من يدعمون الجيش السوري».

ولفت لافروف إلى استمرار الحملة لنشر معلومات استفزازية حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، في إشارة إلى المعلومات حول استخدام الكلور في الغوطة الشرقية الأحد الماضي، والتي وصفها بـ «تضليل إعلامي». وأضاف أن المسؤولين الروس قد حذروا من أن هناك تحضيرات لمثل هذه الاستفزازات.

وأشار إلى أن مثل هذه المعلومات ينشرها ما يسمى بـ «القبعات البيضاء» والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له.

وصرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قوله «الوضع يثير قلقا كبيرا. تعلمون أن المسلحين في الغوطة الشرقية لا يسلمون الأسلحة ويحتجزون السكان كرهائن، وهو ما يجعل الوضع متوترا للغاية».

وأعلنت الحكومة الألمانية أنه لا تتوفر لديها معلومات مؤكدة عن حادث جديد لاستخدام المواد الكيماوية في سوريا، وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الألمانية ماريا أديبار، لا نمتلك الآن أي معلومات تثبت صحة هذه المعلومات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وطبيب عاين المصابين أن طفلا توفي وواجه 13 شخصا على الأقل صعوبات في التنفس في بلدة في الغوطة الشرقية بعدما تعرضت إلى قصف من الجيش الحكومي السوري.

وأكد مندوب سوريا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين علاء، عزم دمشق على مواصلة عمليات مكافحة الإرهاب في عموم أراضي البلاد وخاصة في غوطة دمشق الشرقية.

وذكر الدبلوماسي السوري، أن هذه العمليات ليست مشمولة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 بخصوص إعلان الهدنة الإنسانية في سوريا.

وأوضح المسؤول أن هذه الهدنة تطال جميع مناطق البلاد، بما في ذلك عفرين حيث يدير الجيش التركي والمسلحون الموالون له عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية.

ميدانيا: جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحكومي السوري وجبهة النصرة في محور حرستا شمال شرق العاصمة دمشق، وفي عدد من مناطق الغوطة الشرقية، حيث أصابت رمايات مدفعية وصاروخية مكثفة ينفذها الجيش الحكومي نقاط المسلحين في حرستا وعربين ومسرابا،حسب مصادر إعلامية وميدانية، وبعد أن قامت تلك المجموعات المسلحة بخرق الهدنة، وتعرضهم لمواقع نقاط عسكرية، وكذلك تعرض أماكن متفرقة من العاصمة دمشق لقذائف الهاون مما تسبب بمقتل امرأة وإصابة العديد من المواطنين.

وأفادت مصادر إعلامية بأن الجيش الحكومي السوري استأنف أمس تقدمه على مواقع للمسلحين عند جبهة حرستا شرقي العاصمة دمشق وأن القوات المرابطة هناك وبدعم من سلاح الجو تقتحم آخر مواقع مسلحي «هيئة تحرير الشام» في حي العجمي في حرستا، في محاولة لإحكام السيطرة الكاملة عليه بعد يوم من تمكنها من دخول المنطقة والسيطرة على عدة كتل فيها.

وذكر المرصد «أن تسعة مدنيين من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال قتلوا جراء غارات للقوات النظامية السورية بعد منتصف الليلة قبل الماضية على مدينة دوما فيما قتل مدني عاشر صباح أمس في قصف صاروخي على مدينة حرستا».

وقال عبد الرحمن إنه على رغم هذه الغارات، «تراجعت وتيرة القصف في الغوطة الشرقية عما كانت عليه في الأيام الثمانية الاخيرة». وأفادت مصادر أهلية وإعلامية بأن 29 مدنيا على الأقل لقوا مصرعهم جراء غارات شنها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأحد الماضي على قريتي الشعفة وظهرة علوني بريف دير الزور الشرقي.

ونقلت وكالة «سانا» السورية الرسمية عن مصادر أهلية أن الغارات أسفرت أيضا عن وقوع عدد من الجرحى حالات بعضهم خطرة، ما يجعل عدد الضحايا مرشحا للزيادة نتيجة الغارات التي تسببت بأضرار مادية ودمار كبير بمنازل المواطنين وممتلكاتهم.

وأشارت الوكالة إلى أن طيران التحالف ارتكب في الـ 20 من هذا الشهر «مجزرة بحق السوريين راح ضحيتها 16 مدنيا جراء قصفه الأحياء السكنية في قرية البحرة بريف دير الزور الشرقي». وذكرت «سانا» بأن التحالف، منذ إنشائه من قبل واشنطن في أغسطس 2014، خارج إطار مجلس الأمن الدولي ومن دون موافقة دمشق، «قصف عشرات المرات الأحياء السكنية في دير الزور والرقة والحسكة وأريافها»، ما تسبب بسقوط مئات المدنيين بين قتيل وجريح ووقوع أضرار مادية بمنازلهم وممتلكاتهم، إضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبنى التحتية والمرافق الحيوية.

وقال المرصد إن الضربة نفذت في منطقة ضهرة علوني قرب منطقة الشفعة وإن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال.

وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف ردا على سؤال عن تقرير المرصد «نأخذ كل المزاعم بجدية وكما نفعل دائما سنضع ذلك في تقييمنا للخسائر بين المدنيين وسننشر النتائج على أساس شهري».

وأفادت مصادر إعلامية عن مقتل القائد العسكري العام لهيئة تحرير الشام القيادي ياسر عرب خلال الاشتباكات الدائرة مع جبهة تحرير سوريا في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.

وتدور اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في بلدات كفرناها وكفر ناصح ودارة عزة بريف حلب الغربيّ بعد تمكّن مسلحي جبهة تحرير سوريا من اقتحام مدينة دارة عزة الواقعة تحت سيطرة تحرير الشام.

يأتي ذلك، في ظل تواصل المعارك بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا لليوم السادس على التوالي، لترتفع حصيلة القتلى والجرحى لأكثر من 400 في صفوف الطرفين وحلفائهما، في حين كشف ناشطون نقلاً عن مكتب الإحصاء في جبهة النصرة أن الأخيرة خسرت 783 مقاتلاً، بينما أصيب 1329 آخرون خلال العملية العسكرية للجيش الحكومي السوري باتجاه مطار أبو الضهور شرق إدلب على محاور إدلب وحماة وحلب قبل نحو شهر.

وفي الشمال السوري، قتل 5 مدنيين نتيجة قصف الطيران المنازل في قرية الريحانية بمنطقة عفرين، وأعلن الجيش التركي أن 2059 مسلحا تم تحييدهم منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين شمال غربي سوريا، بينما تتواصل في عفرين اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومسلحين من «الجيش السوري الحر» من جهة والوحدات الكردية من جهة أخرى، حيث أفادت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية بأن قوات «غصن الزيتون» طهرت قرية قرمنلق في ريف عفرين الغربي من المسلحين الأكراد.

من جانبهم، سجل نشطاء معارضون من المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» مواجهات ضارية بين الطرفين على أكثر من محور، مع القصف التركي المستمر على أماكن من ناحية جنديرس جنوب غربي عفرين ومناطق أخرى، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت منطقة راجو في ريف عفرين الغربي. هذا وأرسلت تركيا، قوات خاصة من الشرطة إلى منطقة عفرين بشمال غرب سوريا استعدادا «لمعركة جديدة».

ونقلت قناة «ان تي في» عن نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج قوله «يأتي دخول القوات الخاصة استعدادا للمعركة الجديدة التي اقتربت». وقال بوزداج ان «بعض المناطق كالغوطة الشرقية جزء من قرار الأمم المتحدة الخاص بوقف إطلاق النار في سوريا لكن عفرين ليست منها». وأضاف «لن يؤثر القرار على عملية غصن الزيتون... في منطقة عفرين».